04‏/11‏/2008

لا تحاول ان تسأل لماذا "أبين زين"


كثيرا ما تجد انك قد التقيت ببعض الأشخاص وانت لا تعلم لماذا كان هذا اللقاء؟ لا تعلم كيف كان ترتيب الأقدار لتجتمع مع هذا أو ذاك؟ 
وتجد أن احدهم قد دخل حياتك وتغلغل فيها دون مقدمات وبصورة طبيعيه جدا، كأنك تعرفه منذ أعوام كثيرة، كأنك نشأت معه تحاوطكم نفس الجدران، تجد انك تبحث عنه وتفتش عليه، وتتألم لألمه وتفرح لفرحه، وتدعوا له من قلبك وكأنك أنت من يحتاج الدعاء وقد تنهى دعائك وتجلس متعجب من نفسك
لهذا الحد أصبح هذا الإنسان جزء من حياتك؟ وتتساءل حائرا كيف حدث هذا؟ ولماذا؟ لماذا تجد نفسك تتجه لبعض الأشخاص دون الجميع؟
تشعر بهم، ومعهم، وأحيانا لهم
لماذا في لحظه ما تجد صوت إنسان يتردد في أذنك وكأنه يحادثك بلغه مبهمة؟ لا تفهم الكلمات ولا تسمعها ولا تدركها ولكنك تشعر بمعناها، فتجد شيئا ما يدعوك لتحادثه أو تطمئن عليه، تجد قلبك يهفوا له بشدة في تلك أللحظه دون أن تدرى لماذا؟ وتحاول أن تتشاغل عن هذا الإحساس، فتجد انك لا تستطيع التركيز في شيء، لا تستطيع الخروج من تلك الدائرة التي سيطرت عليك وهى
"هناك شيئا ما يحدث"
وتحاول جاهدا أن تنزع نفسك من تلك المشاعر، بل وأحيانا تضحك منها وتسخر من نفسك، وأخيرا تستسلم لها وأنت تشعر بالخجل من نفسك ومن تلك السذاجة التي قادتك للتصديق بأن هناك هاتف ما يدعوك
فالوقت ليس مناسب لتحادث هذا الشخص وتقرر أن ترسل له كلمات، تختارها بعناية، ليس لتجعلها منمقه ومرتبه ولكن لتترجم شيئا ما بداخلك لا تفهمه أو تعرفه، شيء مجهول، فأنت لا تعرف إلا أن هناك صوت في عقلك وقلبك يردد هذا الاسم، وترسل كلماتك وتترك قلبك يكتبها، حتى انك لو كتبتها مرة أخرى لن تستطيع إعادة صياغتها، وتكتشف فيما بعد أنها كانت كطوق نجاه لهذا الإنسان في هذا الوقت وكأنك احتضنته وضممته إليك بتلك الكلمات، وبأنه كان بحاجه لأن يشعر بأن هناك من يربت على كتفه ويقويه
ويتكرر معك الهاتف في أوقات متفرقة، إلا انه دائما بلا موعد أو سبب تستطيع أن تفهمه أو تفسره
وعندها تقرر انك ستستسلم لتلك المشاعر الشفافة التي أحاطتك دون أن ترتب لها، وتصبح موقنا أنها من ترتيب القدر، ربما ليهديك أشياء فقدت منك عبر السنوات وضاعت وتلاشت أثارها، وتوزعت بقاياها هنا وهناك، وكثيرا ما تتساءل مندهشا هل تلك الأحاسيس متبادلة؟ أم أنها بداخلك أنت فقط، وإذا ما حاولت الأفكار السيئة أن تتلاعب بك وتوهمك بأنك تعزف سيمفونية منفردا، يسارع قلبك بكل ما يملك من مشاعر صادقه لينتفض معلنا يقينه من أن الحب الصادق لا يولد إلا من صدق وحقيقة، بأنه يوجد من يربطك بهم حبل سرى وهمي لا يحتاج لشهادات ميلاد لإثباته، أو حتى ألقاب لتجمع بينكم، انه نوع من الصدق الذي لا يعرف زيف، مشاعر شفافة لا تولد من أوهام، ربما يكون الطرف الأخر لا يملك تلك الشفافية التي تتمتع بها، ولكن ليس معنى هذا انه لا يحمل لك الصدق ربما يكون الحب أحيانا من طرف واحد، ولكن الصدق محال أن يكون من طرف واحد فهو "رايح جاى"
===========================
إلى من يعرف نفسه

هناك تعليق واحد:

  1. اي مشاعر حقيقيه ، رايح جاي
    اي مشاعر صادقه ، رايح جاي
    ولانها رايح جاي الاسئله بتبقي صعبه والاجابات اصعب ، ليه ، من غير ليه ، هو كده !!!!

    ردحذف