29‏/11‏/2008

حديث الصور

عندما تتحدث الصور نستمع لها بإحساس مختلف، أنصت لها بقلبك، فهي تتحدث بما تخفيه الأقنعة، تخبرك بما لا تستطيع أن تخبرك به الكلمات، فمن الصعب أن تستطيع الصور إخفاء الحقائق، فتلك نظرة شاردة تفضح ما يحمل صاحبها بداخله، وتلك ابتسامه تخبرك بالكثير إذا ما أنصت لها
أتسمعها؟؟؟؟؟
أتستطيع أن تفهم تلك اللغة التي تهمس بها الصور؟ فلكل صورة لغة مختلفة تتحدث بها، الصور الصادقة العفوية لا تستطيع أبدا أن تكذب أو تزين الحقائق
كل صورة تتحدث وتحكى كثير من الأسرار، فتلك تحكى ابتسامه شاردة وتلك تحوى نظرة حائرة، وتلك الصورة شردت فيها نظرة حب دون أذن من صاحبها، فأخبرتك بأنه عاشق، وتلك الصورة ما استطاعت العيون فيها أن تتجمل، حتى وإن كانت حاولت، فهي لم تستطع إخفاء حسدها
وتلك صورة تستمع فيها لعزف الألحان والنغمات، وتستطيع أن تشم منها رائحة العطر الفواح والصدق، وتلك صورة تشعر فيها بيديك تمتد لتجفف دمعه تناسب فيها، ربما ألما، أو ربما حزنا حتى وان كانت تبتسم، وهنا صور ضاعت فيها الملامح وأصبح من فيها بعد سنوات أغراب عن صورهم
صور.... صور...أيام وسنوات وشهور، ولحظات محفوظة في الأوراق، محفورة في الوجدان، انظر للصورة وأترك لإحساسك العنان، فالصور لا تجيد فن الكذب

26‏/11‏/2008

وللألم معي حكاية أخرى

فنجان من القهوة المرة وبعض الأوراق، وقلم ينزف حبرا ووريقات بيضاء فارغة ، مئات من علامات الاستفهام تتراقص فوق أوراقي، واحفرها على جدران حجرتي وجدران قلبي
أسئلة وأسئلة لا احمل لها أجابه، الكثير من لماذا؟ مبعثره بين الكلمات، علامات التعجب، علامات استفهام، حيرة، فتلك هي أيامي مجموعه من علامات الاستفهام تعانق علامات التعجب، وتنتهي بتلك ألنقطه اللعينة، ولا اعلم أتكون من بعدها البداية، من أول السطر أم أغلق من خلفها الأوراق
عندما تجد الألم يعتصر أعصابك ويتخلل ما بين خلايا جسدك، عندما تجد نفسك تتجه لأقرب المرايا إليك، وتقف أمامها تحدق بذهول
أهذى أنا؟ أتلك هي ملامحي؟
إنها تشبهني، و لكنى لا اعرفها
عندما تشعر بأنك تقف في منطقه وسط ما بين الحياة و اللا حياه، بين كل شيء و اللاشيء، عندما تشعر بالكلمات تائهة فوق شفتيك تتأرجح ما بين الخروج والصمت، فتفضل الصمت على خروج الكلام مذبوح
عندما تشعر بان جسدك يخذلك ويفقد مقاومته لكل شيء، ويتوسل إليك راجيا أن تتركه ينهار، وتعاندك تلك الأيام
أتلهوا بك وتتلاعب؟ أم أنها تنتظر حتى تنسحب أنت منها؟
تستند على حزنك وتلقى بجسدك على اقرب مقعد وتفضل الصمت من جديد، وتقفز الأسئلة أمام عينيك، ما اقسي تلك الأيام على قلبك
وكأنها تخشى أن يفرح فينسى طعم الأحزان ما إن يجد نفسه وقد استكان وهدأت من حوله الأمواج، حتى تعصف به كل رياح الدنيا وتحطم مراكبه من جديد
لماذا كنا؟ ولماذا بدئنا؟ ولماذا فتحت لنا الدنيا كل الأبواب لندخل منها؟ أنوع جديد من فنون التعذيب؟
فهي تهديك كل ما تتمنى لتستمتع للحظات وتعتاد عليه وتختطفه منك، وتعود وحيدا من جديد ويزداد عليك عذاب الحنين، إنها لعبة الحياة معك....لعبة الألم و الأيام

25‏/11‏/2008

على هوامش دفتر الرحيل

عندما اخبروني بأن لكل شيء نهاية كذبتهم، فقالوا أن الأشياء تموت في لحظه، فضحكت منهم ساخرة، وكل الأشياء تنتهي، ابتسمت متهكمة ومن ثم سرحت بعيدا وتجاهلت بأنك عنى يوما راحل
لا لم أتجاهل ولكني ما حاولت أن أصدق بأنك مثلهم سترحل، بالرغم من أنى منتظرة رحيلك إلا أنني أيقنت للحظه أن الحياة تسرق منا من نحب وما نحب، ربما نقف على نفس الأرض ولا نستطيع أن نسير معا، نتنفس نفس الهواء ولكنه لا يدخل كما كان ليحيي قلبك وقلبي
وألان يمنعوني من ممارسه لعبتي المفضلة، لعبه الذاكرة وتركيب الأحجية لتكوين لوحه من لوحاتك
أتذكر لحظتنا الأولى؟ نعم بالتأكيد تتذكرها، لا زلت أتلمس دموعي عندما أتذكر كلماتك الأولى، كلماتك التي نفذت إلى عقلي ومنه لقلبي، فأضاءت من حولي الحياة
أتذكرها مثلى؟ أم أنني الوحيدة التي تجيد تلك أللعبه
ويهرب عقلي منى ليأتي بلحظات النهاية، بتلك اللحظة التي مت فيها وأنا لا اعلم كيف؟ ولماذا رحلت؟
تركت لي بطاقة فارغة، أم كان بها كلمات كتبت بلغه مجهولة، رغم مرور الأيام ما زلت غير قادرة على استيعاب رحيلك
ما زلت انتظرك تأتي تطرق بابي، فانا اعلم بان قلبك مثلى ممزق، بأنك وحيد تبحث عنى كما ابحث عنك
أتراني من بعيد؟ تتسلل لعالمي خفيه لتشاهدني وتضحك كما كنت تفعل ولكنك عاجز عن الكلام
ليتك تتوقف للحظه وتتذكر بعض من كلماتك وكلماتي، ربما تكون رواية لم تكتمل فصولها ولن تكتمل، ربما تكون حكاية عمر وقد انتهت، ولكن أليس من حقي أن يكون بيننا وداع، أم انه وعد بلقاء، إلى متى سيظل الألم ينثرني على أطراف الطرقات
تلك سطورك اجري عليها بعيني لا احتاج أن اقرأها فانا أحفظها، قلبي يتلوها وعقلي من بعدة يرددها، اعلم جيدا بأنك أنت وما كنت إلا أنت
اخرج من كهفك وتعال لتقول ما كنا إلا إنا وهى، جزء من ألانا أو كل ألانا، كانت هي متسللة لي أنا وكنت أنا اسكن فيها هي
كانت أنا وكنت أنت وألان ابحث عن أنا.....فأين أنت؟

24‏/11‏/2008

الرحيل منك ...اليك

عندما استيقظت ذات صباح لأجدك تسكن عقلي، ونظرت في المرايا لأجد ابتسامتك مرسومه عليها
عندما تلفت من حولي لأجد أشيائك متناثرة في كل مكان في مخيلتي، تلك فناجين قهوتك هناك، وتلك بقايا سيجارتك، وهناك تلك الأوراق ملقاة تحمل خطوطك وتسكن إليها إحدى أقلامك
عندما وجدت شذى عطرك يتسلل من حولي يحاوطني، و يأخذني إليك حيث تكون وتتواجد
عندما امتلئ المكان من حولي بتلك الأقنعة، وتناثرت بقع الألوان على أوراقي البيضاء
عندما تداخلت من حولي الأصوات مابين الهمس الناعم وتلك الصرخات، وعجزت عن تمييز الألوان والتفاصيل، وفهم معاني الخطوط
عندما تذكرت صوتك يأتيني مرتجفا، وتشابهت الوجوه من حولي وأصبحت كل الأحاديث مملة، وكل الضحكات مكررة
عندما شعرت بأنى وحيدة وأنا أجالس ألاف البشر، عندما وجدت انك بالقرب منى بالرغم من انك أبعدهم عنى، عندما وجدتني اشتهى وحدتي على أن احكي لسواك، في تلك اللحظة التي شعرت فيها بالرغبة في الحديث معك، لأسمع صدى أنفاسك يتردد من حولي وانتظرت تلك اللحظة التي أتخللك فيها، لأسمع همس أحزانك
عندما عانقت وسادتي باكيه لأنك حزين، أدركت ألان وألان فقط، بأنك منى وأنا منك، بأني احتاج إليك
لأستمد منك قوتي، لأستند عليك واحتمى بك

طيف الحب

كانت تتلهف لتراه، تتعمد الكثير من الأسباب لتذهب إليه وتتكلم، كانت تغضب منه بجنون وليس بينهم ما يدعوا للغضب، وعندما واجهتها بشكوكي أخبرتني بأنها لا تعلم ماذا يحدث لها عند حضوره، تتلاشى من أمامها كل الأشياء ولا يبقى إلا هو، تنسى وجود الجميع ولا تتذكر سواه، نظرت بعيدا وقالت:
لست طفله تشتاق للعبه جديدة تملئ بها فراغها، ولست بتلك الفتاه التي تقف على أعتاب مراهقتها، لتبحث عن من يداعب أحاسيسها لتشعر بكيانها، ولست بتلك المجنونة التي فقدت عقلها وأخذت تهذي بلا أسباب
لقد جاءني في لحظه صمت، تسلل لمشاعري دون استئذان وسكن خيالي، واستوطن عقلي، وأصبحت انتظر كل مساء بعد أن أخذت الليالي تمضى وأنا احمله بين ضلوعي طيفا، وجدته قد استعمرني واحتلني في صمت جميل، أصبحت اشتاق لصوته المتسلل لي عبر الأسلاك
اسمع تلك الضحكة تتردد من حولي في كل الأوقات، أتذكرها فاضحك، أتذكره فابتسم، أفتش عنه في كل مكان
استمعت لها وأنا لا أجد سبب للحزن، فهذا قلبها قد نبض أخيرا بعد طول عصيان
وقبل أن اسألها نظرت لي شاردة حائرة تحمل في عينيها نظرة خائفة من المجهول
وقالت:لا يراني
وسكتت عن الكلام والتزمت معها الصمت حائرة

22‏/11‏/2008

اشتاق دموعك

سألته ذات يوما حائرة: أتستطيع أن تنساني؟
نظر لها كثيرا وابتسم، وأخذ يتجول في عينيها، رحل بعيدا بعينيه، وهمس، بأنه لا يستطيع يوما أن ينساها
كيف له أن يسلاها؟ كيف لرجل أن ينسى من استطاعت احتضان ضعفه؟
كيف له أن ينسى من شاركته دموعه وأنينه؟ كيف أنساك و أنتي احتملت غضبى وضعفي وثوراتي؟
كيف لي أن انسي بأنك احتملت غروري وعنادي وابتعادي، لأنك كنني تعلمين باحتياجي لصوتك ينساب من حولي ويضمد كل جراحاتي
ما زالت تتذكر كلماته وتبتسم، أتبتسم حزنا أم فرحا، أم أنها تشفق على نفسها من غيابه، فهي كانت تعلم جيدا انه من السهل أن يبكى الرجل حزنا على فقيد راحل، ولكن من الصعب أن يبكى ضعفا
كانت تقتلها دموعه، وتتحول فيض حنان يضمه ويحتوى ألمه وجراحه
كانت تعلم جيدا مدى صلابته وقوته، تعلم جيدا بأنه قد خصها هي بكنزه وأسراره، بصوته المكسور، وبتلك الدموع التي تمتلئ بها عيناه
في تلك اللحظة كانت تتخلى عن كل عنادها، تخرج من صمتها، تركض نحوه، لا تسمع إلا صوت أنينه، وآهات تخرج من قلبه
تبحث عنها لتحميه، وجدته طفلا يبحث عن حضن يأويه، وجدته منها واليها يعود
شعرت بالذنب لفرحها بدموعه، شعرت بالضعف من اجله، فهي تعشق صلابته، وتخشى من ضعفه، وتشتاق لدموعه، فدموعه لها
لم يراها غيرها، ولن يراها أبدا سواها، أبكى هنا في قلبي، لن يراك حتى الهواء، أبكى فأراك وتراني

20‏/11‏/2008

صدى الحلم المجنون

هل سأكون متلصصة على عقلك إذا ما تخيلت ما يدور بداخله بعد كل تلك السنوات، والشهور والأيام
هل أصبح متطفلة على خصوصياتك عندما أعاود قرائه أفكارك مرة أخرى، أم أنني أحاول أن اخترع القصص والحكايات والأساطير
عنك لأخلدك في زمن لا يعرف إلا الأقنعة
هل من حقي بعد كل هذا البعد أن افتح رسالة أتوقع انك كاتبها ومرسلها بعد سنوات الغياب، تبوح فيها وتعترف بمكنونات قلبك
هل أتخيل بأنك اليوم تأتي وتفتح معي صندوقك الحزين، وتشاركني ما أقفلته عليه من سنوات، أم انك كعادتك أحرقت صندوقي وأشيائي، وتركت من خلفك كل أوراقي والحاني، وأغمضت عينيك عنى ورحلت مبتسما تداعب دخانك
ها هي رسالتك بين يدي، ترى ماذا كتبت فيها؟ ولماذا أرسلتها؟ أتريد أن تعيد ما مضى؟
ما عدت أستطيع أن أفهمك، فقد مضى منى ما مضى
أم انك تريد أن تعتذر؟
اعتقد بأنك ما أخطأت في حقي، بل كنت أنت أحلى أيام العمر، كنت الطبيب، حتى وان أصبحت أنت بعد ذلك الداء
تتوقع منى أن أفض الغلاف، وأتلو رسالتك على قلبي، أم تتوقع أن أضعها كما هي في صندوقك دون أن اقرأها، أم تراك تتخيلني أمزقها والقيها من حولي أوراق متطايرة في سمائي كما كان يحلو لنا أن نفعل بالأوراق
هل أجدك تقول أن بداخلك حزن لرحيلي؟ وانك افتقدتني، وألان تحتاج وجودي في دنياك، لاني كنت كل دنياك
ستقول لي أنا أسف لقد رحلت وتركتك في منتصف الطريق، ثقفي حائرة تبحثي من حولك على من يعطيك العنوان
هل تخبرني بأنك في مرحله ما بين العقل والجنون؟ هل تخبرني بأنك ما عدت تعرف بأي ارض تسكن؟
وانك مازلت تنتظر ظهوري من جديد في حياتك، كالنجمة التي تهدى التائه في الصحراء، كما كان يحلو لك أن تصف وجودي
وافتح لأجدك تقول كالعادة دون مقدمات
قالوا أننا في قمة الجنون وأننا نتخيل، ونتوهم، وننسج من حولنا الأساطير، أيعلمون صديقتي، بأنني كنت في قمة العقل الذي أوحى لهم بالجنون، وبأنك كنتي الوطن، والملجئ، وسماء أحلامي
كنت أتى لك كل يوم وفى اليوم مئات المرات، لأسأل، واضحك، و احكي، وأشكى، وأحيانا كثيرة كنت احتاج لان اسمع صوتك
لكي أبكى
رحلت عنك ليس غدرا، ليس رغبه في الرحيل أو الابتعاد، ولكن خوفا ورهبه من انتظار تلك السياط تجلدنا، وترجمنا، وتلطخنا بالسواد، ولكني سأبقى فيكي، وسأبقى أتخيل صوتك عندما احتاج يوما للبكاء

18‏/11‏/2008

مابعد اسدال الستار

عندما تسدل الستار وتنتهي المسرحية، وتكتشف بأنك كنت عبأ ثقيل على أبطال العرض، وبأنهم التقطوا أنفاسهم لرحيلك
عندما تكتشف بأنك كنت لا شيء، وبأنك توهمت وتوهمت و توهمت بأنك شيء مهم، ولكنك كنت لا شيء
عندما تتلفت حولك لتجد نفسك من جديد تقف في الخط الفاصل بين خشبه المسرح والجمهور، لا تعلم أكنت مشارك في العرض أم انك كنت من المتفرجين
عندما ينتهي العرض، وتشعر بالوحدة وتنظر من حولك، لتجد نفسك وقد لملمت أوراقك المبعثرة من حولك في كل مكان، و صرت من جديد وحيدا، لن تشعر بألم الوحدة ولكن ما سيؤلمك ما بعد الوحدة
ما الذي ينتظرك؟
فالإحساس بالوحدة ليس هو قمة المأساة، بل ما يأتي بعدها هو الخنجر المسموم، ما أصعب أن تعود حياتك للفراغ من جديد بعد أن كانت ممتلئة بالنبض
نعم انك تعلم جيدا بأنك ما كنت بطلا لتلك المسرحية، وبان دورك فيها لم يتعد الكومبارس الصامت، ربما تكون فرحت بالظهور من جديد على خشبه المسرح، حتى لو كنت مجرد كومبارس صامت لا يمثل أي دور في المسرحية، ولكنه نوع من أنواع الحياة
فجأة تشعر بأنك تقف على طرف المنحدر، وبأنك تفقد اتزانك وتتهاوى لتصل إلى النهاية، ولكنها أبدا ما كانت النهاية، إنها سلسله من المنحدرات تهاويت عليها، وتهاوى معها في كل مرة جزء من روحك
تفقد أمل كاذب حاولت أن تختلقه لنفسك، نوع من أنواع الهذيان، تضحك وتبكى وأنت تشاهد بقايا النص المسرحي الممزق بين يديك
كيف لم تستطع أن تفهم؟ كيف تجاهلت تلك السطور المكتوبة بالخط الأحمر العريض...مجرد كومبارس؟
ألأنك أحببت العرض أم لأنك تمنيت أن تنال دور اكبر،أم لأنها كانت هي المسرحية الأخيرة التي ستسمح لنفسك بالوقوف على ألخشبه
والمشاركة فيها، وتعاود الضحك من جديد، وتقول انها سخريه القدر
كيف لم اكتشف إنها نفس المسرحية القديمة؟ وكأن الأقدار قد أقسمت، بان تصبح أنت البطل في مسرحيات كثيرة، ولكن مسرحيتك أنت لست إلا كومبارس صامت، لا يؤثر كثيرا في اكتمال المسرحية وإذا ما غاب عن العرض لن يتذكره احد، فقد كان لا شيء

15‏/11‏/2008

الشرنقه

لماذا دوما تختار أن تكون وحيدا؟ لماذا ترحل وتسافر في دنيا الخوف بلا حقائب تحملها؟
لماذا تبكى دوما وحيدا؟ لماذا تترك قلبك ينزف ألما؟
وترسم تلك البسمة على شفتيك، وإذا ما أشتد بك الحزن تبنى من حولك الأسوار، وتغلق خلفك ألاف الأبواب
تدخل شرنقتك وتعلن حاله من الصمت، ويضيع من شفتيك الكلام
أتخشى أن اسمع صوتك مكسور؟ أم تخشى أن أبكى ألمك؟
وأتألم وأنا أرى جرحك، ما كنت معك لأسمع صوتك فرحا، ولأشاركك ضحكك وأحلامك، ونلعب بتلك البالونات الملونة، ونطلق طائرات ورقيه لتحلق ما بين السحاب، وارحل عنك إذا ما جئت بأحزانك
أتعلم بان حزنك ينبض في عروقي، وصرخة صمتك تشق سمائي تناديني بصوتك، لأسمع همس أحزانك
مزق شرنقتك وتعالى، سافر بأجنحة أحلامك لتحلق حيث تفتح ما بين عتمه الأحزان طاقه نور، يتسلل منها شعاع
يملئ من حولك تلك الأيام، ينشر الدفء، هنا أرضك، هنا وطنك أيها الضاحك الحزين، لا تحيى وحيدا وهناك من يناديك

11‏/11‏/2008

مفتقداك


لأني وجدت معك الأهل، و الونس، والسند، ولان لديك الصدق
لأنك أنت هو أنت بلا أي رتوش أو ألوان، لأنك لا تجيد ارتداء الأقنعة، لان بداخلك مشاعر كثيرة مازالت مختبئة لم تفصح عنها لأنك صديق وأخ، لأنك أشياء كثيرة تجمعت في إنسان، فبداخلك قلب اتسع للجميع
احتويتني بصبر، وحب، وروح جميله، وفهم ولجأت لك وأنا لم اعتاد اللجوء لأحد
فقد كنت على ثقة بأنك تتمتع بقلب كبير، و عقل ناضج يستوعب الأمور، و يستطيع أن يجد لها حل، لأنك تعترف دوما بعيوبك ولا تجيد فن ارتداء الأقنعة، ولكنك تجيد اكتشافها، عندما غبت عنى افتقدتك

10‏/11‏/2008

بين ضفتى العمر


في كلِ عام تقف حائرة تجمع أغراضها أو ما تبقى منها، لترحل بها لعامها الجديد، دائما تشعر بالخوف من العبور بين ضفتي عامها الجديد برياحه العاصفة، التي تعصف بقلبها، و تلك البرودة المتسللة لأيامها، بشمسه الحارقة الملتهبة، أو حتى بتلك النسمات الرقيقة التي تداعب وجهها وتتسلل إلي أعماقها وترويها
في كل عام تقف بمنتصف الطريق حائرة تخشى العبور، تخطو بقدميها فوق أيامها المتساقطة، أيام هي حائرة بينها، لا تعرف لها مسمى سوى أنها أيام قد مضت من عمرها بكل ما تحمل من ذكريات، فقد عصفت بها الأعاصير المحملة بالأتربة، تحاول الابتعاد تحاول البقاء ولكن لا بد من الرحيل
فقد اقترب الموعد ويجب أن تغادر وتترك نفسها لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، ولا ماذا ينتظرها في الاتجاه الآخر، إنها هكذا في كل عام
ولكنها في هذا العام لم تجمع أغراضها لتنقلها معها إلى العام الجديد، قررت الوقف وترتيب الحقائب من جديد، فقد نَوت أن تأتي معها بأشيائها الثمينة فقط، تلك الأشياء التي تستحق الاحتفاظ بها
أغراض جديدة ثمينة لأرض جديدة، لم تعد تحاول الهرب من لحظه الانتقال، ولم تعد خائفة من الضياع في طرقات العام الجديد
في هذا العام هي واقفة بثقة تودع الأيام الراحلة بابتسامة جميله، تودعها بحب وفي عينيها نظرة رضا، ثم تلتفت إلي العام الجديد وتركض له بابتسامة مترقبة، وفي عينيها نظرة أمل ورجاء، فقد تعبت
تنطلق فاتحة ذراعيها، تحتضن الأيام، ولعل الأيام تحتضنها، عابثة بأناملها بحبات المطر المتساقطة، ففي هذا العام امتدت لها يدا لتحجب عنها أشعة الشمس الحارقة، ولتدفئ لها ليالي الشتاء الباردة، وتقطف لها أزهار الربيع، وتهديها منها إكليل وتحميها من تقلبات الخريف المتعبة، لم تعد هاربة أو خائفة، ولم يعد يؤرقها ككل عام العبور للضفة الأخرى من عمرها

07‏/11‏/2008

اوهام الاحلام

من هي؟ أهي الحلم؟ كانت الأمنية والمنى, أحب في عينيها تلك النظرة الحائرة بين البراءة والغموض
كثيرا ما تمنى أن يداعب تلك الخصلة المنسدلة على عينيها
كانت تحاوطه في كل مكان، تملئ كل فراغ في حياته بصخبها المحبب، كان يتمناها دائما، يشتاق لها إذا ما غابت، كان يحب حروف أسمة تنبث بها شفتاها، أحب انطلاقها حتى لو كان إلى المجهول، هو لا يعرف كيف التقاها، ولا يذكر بالتحديد متى
كل ما يتذكره إنها أحدثت في حياته انقلاب، ثورة محببة
يعلم جيدا إنها من أخرجت الطفل من داخلة، ليلعب ويلهوا ويعاود اصطياد الفراشات، ظهرت في حياته في لحظة هي الأجمل
لماذا هي من دون كل الفتيات انجذب لها؟ لماذا هي من وجد ذاته في عينيها؟
لماذا هي من كان معها كتاب مفتوح؟ وهو من يشتهر بالغموض
كثيرا ما تساءل لماذا هي؟ حاول أن يهرب منها فوجد نفسه يهرب إليها، أحب صوتها يأتي له كل مساء هامسا عبر الأسلاك
كان ينتظره بشوق مجنون، كان يعود مسرعا تاركا كل شيء أحبة من خلفه، ليسهر معها وحدها
كان يسارع بالاتصال بها ويجلس ليحادثها ويحادثها وهو من عرف عنة انه قليل الكلام، ولكن معها كان لا يجيد الصمت، كانت تمضى الساعات دون ملل وهى تجيد فن الإصغاء
كان يشعر بصوتها كيد حانية تربت علية، كان ينام بعد أن يسمع صوتها نوما هادئا، ويستيقظ على هذا الصوت الحاني
كان يمضى معها أكثر ساعات اليوم ويتركها ليحادثها، كانت أجمل الأحلام وأخطرها في حياته، كثيرا ما حاول أن ينساها ما استطاع
مازال يتذكر ابتسامتها، مازال يحتفظ ببعض الأوراق، كانت قد كتبتها بخطها المنمق، يخفيها عن الأعين، يخرجها كلما اشتاق لها يتلمسها، ويستنشق عطرها، ويطويها من جديد ويضعها مع أشياء صغيرة احتفظ بها
كم أحب هذا العطر يملئ من حوله المكان، أضاعها من بين يديه
ولكنة يفتقدها، يفتقد لحظات طفوليه كان يحيياها معها، ما كان يخشى أن يكون أي شيء، فقد كانت تستوعبه، تستوعب طفولته وبراءته وجنونه، تستوعب ثورات غضبة ولحظات ضعفه
كانت تحتويه، وما أصعب أن يجد الرجل من تحتويه

العيون الحائرة

كان يجلس أمامها ويتأملها بأعزب النظرات، يتجول في ملامح وجهها بعيون تحمل صفاء البحر، أيام كثيرة قد مضت وهو يجلس هناك على نفس المقعد، ينظر لها على استحياء وعندما تلتقي أعينهم يستدير بوجهة عنها
حتى إنها كانت تتعمد المجيء في كل يوم لتجلس في نفس المكان، وتستمع لما تحب من الألحان، وكانت دائما تجده هنا مستمتع بلحظة غروب الشمس وبتلك النسمات التي يرسلها البحر ليداعب بها رواده، لا تعرف ما الذي جذبها إلية
هل تلك النظرة الحانية في عينية؟ أم تلك الضحكة التي كان يتبادلها مع صديقة؟
كانت تمضى لياليها تسترجع نظراته وتتأملها مع ذاتها، تتذكر وجهه من خلف دخان سجائره، حتى إنها في يوم قررت أن تحادثه ولكنها تراجعت، ربما منعها خجلها، أم أنها خافت أن تكون تلك النظرات عابرة، ولكنها تشعر أنها لها دون سواها، ونسجت في خيالها آلاف الطرق للقاء والتعارف، وقالت مئات الكلمات، وتبادلت معه الأحاديث والضحكات الوهمية، حتى أنها أخذت تتخيل له اسما
مريضة هي، أم أنها مراهقة تركض خلف الأوهام، لا ليست مريضة ولا مراهقة، إنها سيدة أتعبها الرحيل بين الموانئ المهجورة فأرادت أن تستقر على ميناء هادئ، ترسوا على شاطئ حاني، وفى احد الأيام اقترب منها صديقة، حاولت أن تمنع نفسها من الاندهاش ولكنها ما استطاعت فضحتها عيناها، أذنت له بالجلوس، تلعثم في الكلام فشجعته على أن يبدأ
اخبرها أن صديقة يريد محادثتها، ابتسمت باندهاش فلاحظ الصديق اندهاشها، واخبرها بأنه يعلم أن الأمر غريب ولكن صديقة يخشى الإحراج، يخشى أن يأتي ولا تتقبل وجودة، وصمت قليلا وقال فصديقي كفيف
لا تعلم كم مضى من الوقت حتى استوعبت معنى الكلمة..... كفيف..... مستحيل تلك العيون لا تملك الحياة
وأسرعت بلملمة شرودها وأخبرته بقبول الدعوة، فقد كان بداخلها ألف سؤال وسؤال، ولكنها لا تعرف كيف ستسال، وذهبت معه إلى حيث يجلس صاحب العيون الغامضة، صافحته وجلست وانسحب الصديق
كانت تجلس كمراهقة في أول موعد لها، وهى تلك السيدة الناضجة التي أرهقتها الحياة، فأعفاها من حرجها واسترسل في الكلام
وقال :اعلم بأنك مندهشة تتساءلين آلاف الأسئلة، أنا هنا منذ أيام لا أستطيع إلا أن أتأملك، وابتسم بسخرية قائلا مجازا، اقصد لقد أخذتني تلك الألحان التي تستمعين لها فسالت صديقي عن مصدرها، سألته من يملك تلك الأحاسيس المرهفة، فاخبرني عنك وقال لي انك تجلسين هناك على اليمين بالقرب منى، وحملت لي النسمات عطرك، فرحل قلبي عنى وما استطاع العودة
كانت تتوقف الألحان فاعلم برحيلك وانتظرك لتأتى في اليوم التالي، تمنيت أن أحادثك و.........
ولكنها ما كانت تستمع لكلماته، فقد كانت تنظر له، تتأمل تلك العيون التي تنطق معه بكل حرف يقوله، هل تتوهم؟
أم أن عيونه بها حياة لا توجد في عيون المبصرين

باى قلب انساك

لا اعلم لماذا يلح على طيفك هذه الليلة بالرغم من زحام الوجوه من حولي فأتساءل بذهول....بأي القلوب سأنساك؟
أيحضر طيفك الليلة يؤنسني، تأخذنني قدماي إلى ذلك الباب المغلق، الباب الذي أغلقته بعد أخر مرة غادرته قدماك وما عدت له مرة أخرى، ذاك الباب الذي يخفى خلفه عطرا، وذكرى، وصوت الحان كنت تغنيها، باب من خلفه دنياك التي تسكن تلك الجدران، فأجدني أتسلل إليها متسائلة....... بأي القلوب سأنساك؟
بأي القلوب افتح الباب لتواجهني صورتك التي تتساءل في صمت أين أنت؟
تلك الصورة وتلك الابتسامة الجميلة، بأي القلوب سأجلس في مكان جمعتنا ذات يوم جدرانه، تلك الجدران المفجوعة برحيل فارسها ولمن سأحكى حكايات ما كتبوها إلا من اجل عيناك؟
بأي القلوب سأضيء مصباحك الصغير وأتصفح ذاك الكتاب، وابحث بين سطوره عن شيء منك يكون قد خطه قلمك أو لمسته أصابعك، ويبكيني سطرا سمعته بصوتك ذات مساء
بأي القلوب اسمع أغنية سمعناها ذات يوم معا؟ و بأي القلوب ابعد الستائر عن ضوء الشمس ليتسلل لغرفتك كل صباح؟
اشتقت لصباحك، لتلك الضحكة التي تملئ وجهك وتلك النظرة التي تعاتبني إذا ما تأخرت، اشتقت لصوت هامس يحتضني ويقول "أنا هنا متخافيش"
بأي القلوب سأحضر فنجان القهوة واجلس أشاهد دخان سجائرك يعلوا ويرسم لوحات نحاول أن نفسرها؟ وأداعبك وأنا أتصنع قراءة فنجانك وتضحك وتقول لي: هل هي هنا؟ أتشاهدينها؟
وأخبرك عن طفلة ستحبوا ذات يوم من حولي تحمل عينيك، وأخبرك عن دنيا حلوة ستحتضنها بين ذراعيك، أخبرك عن حسناء تعشقك سأزفها يوما إليك
كذب الفنجان يا صديقي، كذبت خطوطه ودوائره، فقد رحلت دنياك قبل أن تأتي الحسناء، حسنائك يا صديقي ضيعوها، فما عادت لك
بأي القلوب سأتذوق الدنيا؟ يا من أحبة القلب حتى الموت، قد أشقى القلب الشوق إليك، فالحزن لا يكاد يغفوا حتى يفيق

اعلان الرحيل

ما بين تلك الأيام أخذت تتجول، فقد أنهكها الترحال بدون عنوان، لا تعرف اي الدروب تسلك ولا تعرف لما في هذه الدروب هي تسير، ضاعت منها حقائبها، ضاعت منها كل الأوراق، جلست تتأمل تلك الدروب، لا تعرف ماذا يحدث من حولها، ولماذا دائما بين تلك الوجوه هي وحيدة؟
تسكن حيرتها في العيون، تجلس لتشاهد الجميع ولا يراها احد، يمتلئ المكان من حولها بالضجة وتصرخ فلا يسمع صوتها احد
تمد يدها لعلها تجد من تتمسك بيديه وتنهض، تبحث بين العيون عن من ينظر لها ويفهم إنها تحتاج المساعدة، تبحث عن شيئا منها يحتويها، يضمها ويحميها، يحميها من تلك الأسوار، فتلك الجدران تقترب منها لتخنقها، فما عادت تقوى على الأيام وما عادت تستطيع الاحتمال، خانتها الأنفاس وأعلنت عليها العصيان، خانها جسدها وانهار منها هناك، تحاول من جديد أن تتمسك بطوق نجاة، فتجد أنة ما عاد هناك من يستحق من أجلة أن تمتد بها الحياة، وتترك من يدها طوق النجاة
سمعت من بعيد صوت يأتيها، يناديها، ويخبرها أن الوقت قد مضى، ما عاد في استطاعتنا الإنقاذ، أشاحت بوجهها عنة، واستدارت عائدة بعد أن فقدت من داخلها الإنسان

الى من علمنى كيف تكون الحياه

مازال في قلبي بقايا حزن دفين يسكن في ركن بعيد، فهناك أثار من عطرك تحاوطني، وبقايا الدخان مع ما تبقى من رماد سيجارتك الأخيرة احمله بين ضلوعي، بقايا من صوتك تحاوطني، بقايا من حضن دافئ احتميت بداخلة من غدر الأيام، ما زلت أتلمس أناملك في خيالي تداعب خصلات شعري وتهمس صغيرتي لا تحزني فمازلت هنا ولن أغادرك أبدا، ولكنك غادرت وتركتني
وعدتني و أخلفت الوعد، وعدتني أن أجدك كلما احتجت إليك وما عدت أجدك، وعدتني أن أريح راسي على كتفك متى تعبت، وها أنا متعبة ولا أجد كتفك أريح راسي عليها، وعدتني أن تضمني بقوة متى شعرت بالخوف، وها أنا خائفة ولا أجد ذراعيك تحاوطني وعدتني أن أبقى أبدا طفلة لا تحمل أي هموم، وها أنت رحلت وتركتني تتقاذفني الأمواج
لماذا كنت؟ ولماذا رحلت؟ لماذا أتيت؟ ولماذا ذهبت؟
جعلت كل شيء في حياتي له معنى، علمتني كيف تكون الحياة، كنت الأخ، والصديق، والرفيق، كنت الأمان، معك كنت أغمض عيني و أنا مطمئنة لأنك كنت إلى جواري تحميني، وها قد كبرت الطفلة بعيدا عنك، طالت قامتها دون أن تراها تكبر وتطول، تلك الطفلة التي كانت تسكن قلبي و أنا معك كبرت، وشاخت، و أنهكها الزمن، أنهكتها الأيام، أنهكها رحيلك، رحيلك الذي اعلم جيدا انه بلا عودة

احاسيس شفافه

هناك دائما أحاسيس خاصة جدا تسكننا، وتحتل كل كياننا، قد تكون تلك الأحاسيس لامرأة أو لرجل، نشعر نحوهم بنوع من أنواع الألفة
إنها في الأغلب لإنسان حتى لو لم نكن نعرفه معرفه كأمله، ولكن هناك شيئا ما يجذبك إليه، يجعلك تعشقه وتسمح له بالتسلل في حياتك بهدوء، في بعض الأحيان ترى فيه الحياة التي كنت تتمنى أن تحيياها، وفى بعض الأحيان ترى فيه الجانب الأخر منك، تندمج مع تلك النفس، ويصبح بينكم نوع من أنواع التواصل والاحتياج لوجود كل منكم في حياه الأخر
تحاول أن تضع لتلك العلاقة مسميات، إلا انك لا تجد، فأنت لا تشعر بأي إحساس مادي اتجاهها، إنها مشاعر شفافة راقيه لا مسمى لها
تعلن عن وجودها مهما حاولنا أن نخفيها، مشاعر تتجسد في لحظه تشعر فيها بشيء ما يجتاحك، يسيطر عليك، لحظه يهفوا فيها قلبك لإنسان دون أن تعرف لماذا روحك تناديه؟ وتكتشف انه كان يحتاج إليك في تلك أللحظه، إنها أحاسيس تدق على باب بعض القلوب، وتدخل حياة بعض الناس، والبعض الأخر يحيا ويموت دون أن يشعر بتلك السكينة و الشفافية في التعامل مع البشر، مشاعر تشفى القلوب لا تشقيها، تعطيها لا تؤذيها، إنها شيء خاص جدا
بذرة لا تعلم من وضعها بقلبك ولا تعرف كيف بدأت تنموا، ولا متى كبرت، ولا من رواها لتنموا
انه إنسان لا تتعمد اختياره، تجمعك به الأقدار وتجعل منه جزء من وجودك، يضع بذرة أحاسيس بداخلك، تتملكك للأبد، إنها نعمه من الله لا يفهمها إلا إنسان
تشعر بالأمان لان هذا الإنسان معك بروحه، تسمع صدى كلماته يتردد بين جدران حياتك، تتعرف عليه بإحساسك الداخلي رغم اللحظات القليلة التي أمضاها معك
تشعر بأنك تعرفه أكثر من أي إنسان أخر، ويبقى دائما الحديث بينكم مفتوح مهما كانت المسافات، تشعر بالقرب منه وتتساءل
لماذا؟ وكيف؟ ولا تجد الإجابة
فهو إنسان وكفى، شيء أروع و ابسط و أعمق من أن يوصف، أو توضع له مسميات، إنها أحاسيس شفافة، دائما ما تكون متبادلة متى شعرت بتلك الأحاسيس اتجاه إنسان ستجده يبادلك إياها، إنها علاقة بلا غاية، بلا أسباب، بلا مبررات
إنها الصداقة بلا نهاية، إنها أنت

لحظه حائرة

وعاودت البحث بين أوراقي المبعثرة لعلني أجدني من جديد، لا اعلم ما الذي حدث وبعثرني، وبعثر من حولي كل تلك الأوراق
التي كنت قد أخفيتها منذ زمن، ما الذي أيقظ تلك الطفلة واستحضرها وجعلها تعاود اللهو من جديد، وجعلها تبعثر تلك الأشياء
من الذي سمح لها لتمارس طفولتها من جديد، وتطلق ضحكتها الطولية لتغير بها عالمي وتعيد إليه الألوان
ما هذا الإعصار الذي تسلل من نافذتي وبدا يمارس عبثه في أشيائي المرتبة، ويفتح أدراجي ويتجول فيها
لقد مضت سنوات وكل شيء من حولي ساكن مرتب في مكانه ومنمق، كنت قد قررت الصمت منذ زمن، قررت إلا أعاود الكلام والبوح، لماذا ألان؟ لماذا من جديد؟ أم أنني قد فقدت القدرة على تحديد صحة الإشارات؟
هل أصابني الغباء؟ أم أنني أصبحت من شدة حنيني توهم من جديد؟
اختلقتك من حولي، وكذبت على نفسي وصدقت تلك الكذبة، وقررت أن أحياها
لماذا أعدت تجميع أغنياتك لأسمعها من جديد؟ لماذا من جديد حاولت تجميع شظايا لوحه قديمه كانت مبعثرة في كل مكان؟
لماذا ألان تناديني واهفوا إليك؟ لماذا أراك في تلك الوجوه واسكن إليك؟
لماذا أحاول أن أجدك لألقى على كتفيك دموعي؟ لماذا بعد كل تلك السنوات تسكنني من جديد؟
لماذا ألومك و أعاتبك؟ لماذا منحت نفسي حقوق ليست لي؟
من أنا لأسمح لنفسي أن أتساءل، وابحث، و أفتش عنك
من أنا ليكون لي الحق في الانتظار؟
لقد رحلت منذ سنوات، والموتى لا يبعثون بعد الرحيل؟ أم انه من أجلك سأبحث لنفسي عن مذهب يؤمن بتناسخ الروح، لاستحضرك من جديد، أم أن الأقدار تلاعبني وتلهو بي، وتهديني الفرحة للحظات، وتعاود سرقتها
أم أنني قد أضعت منى ذاتي، و أصبحت أتلمسها في تلك العيون، و أفتش عنى فيما بين الكلمات، لعلني اعرف منك أين أجد العنوان

عندما تذكرتك كتبت

عندما التقينا بعد فراق في أفق الأحلام البعيد، وجدته هناك يجلس في نفس المكان يدخن سيجارته في صمته الممتلئ بالكلام، وعلى طرف شفتاه تسكن تلك الابتسامة، تأملته من جديد، اهو حقا؟ أم أنها تلك الأوهام التي تسكن ما بين طيات الأحلام؟
واقتربت، واقترب، والتقينا
قال:هل تذكريني
ما استطعت أن أنساك يوما
قال:بعد كل تلك السنوات
ولأكثر منها أتذكرك فلقد رسمتك على جدران ذاكرتي، ولونتك بكل ألوان الصدق، لقد رحلت بلا وداع، تركتني حائرة تائها لأيام وشهور وسنوات، أفتش عنك ما بين مسامي وقطرات دمى
دائما كنت أجدك تسكنني، تركتني تائهة، ما بين رحيلك وما قبل رحيلك وما ينتظرني بعد رحيلك، نظرت له وجدته يتأمل الأفق البعيد في صمت لا اعلمه، أحزين كان؟ أم انه كان سعيد لانني مازلت أحياه؟
وتكلم وهو ينظر هناك قال:ما استطعت أن أنساك رحلت عنك، ابتعدت، سافرت، غادرت كل شيء إلا أنت، ما استطعت أن ارحل عنك، دائما ما كنت أتذكر كلماتك الحانية إذا ما ضاقت بيا الحياة، أتذكر لمستك على جبيني عندما ترهقني الأيام، فقد كنت لي العون والسند والصدق في دنيا امتلأت بكل ما هو قبيح، كنت أنت النقاء، قطرات صافيه أمطرتها السماء وخشيت عليها أن تلوثها الأرض
فاحتفظت بها ما بين طيات قلبك
نظرت له حائرة، سألني كيف هي أيامك؟ أخبرته بأنني لا اعرف، سعيدة بتلك الأيام، ولكني افتقدك
اشتقاقك دائما واهفوا إليك
قال: هل تحمليني بين أيامك
ابتسمت و أمسكت ريشتي ورسمته أفق نقى بعيد
قلت له: كنت أفقا نقيا في حياتي
قال: ومازلت أنا هو يا صغيرتي
ابتسمت و أخبرته بأنني ما عدت صغيرته
قال: دوما أنت طفلتي الصغيرة
ابتسمت
قال:هل تشتاقين لي
قلت له :أحتاجك دائما إلى جواري، ابق معي
ابتسم وقال هامسا: ارسمي نافذة مفتوحة على الأفق، افتحيها كل صباح و انتظريني، وها أنا فتحتها ذاك الصباح وما استطعت أن أغلقها أبدا منذ أن رحل، ربما المحه يوما محلقا، رحل بعد أن قال لي اكتبي تتذكريني
فتذكرته لأكتب، وتذكرته فكتبت لحظات كانت معه، لحظات بلا خوف لأجلك أنت كتبت

04‏/11‏/2008

لا تحاول ان تسأل لماذا "أبين زين"


كثيرا ما تجد انك قد التقيت ببعض الأشخاص وانت لا تعلم لماذا كان هذا اللقاء؟ لا تعلم كيف كان ترتيب الأقدار لتجتمع مع هذا أو ذاك؟ 
وتجد أن احدهم قد دخل حياتك وتغلغل فيها دون مقدمات وبصورة طبيعيه جدا، كأنك تعرفه منذ أعوام كثيرة، كأنك نشأت معه تحاوطكم نفس الجدران، تجد انك تبحث عنه وتفتش عليه، وتتألم لألمه وتفرح لفرحه، وتدعوا له من قلبك وكأنك أنت من يحتاج الدعاء وقد تنهى دعائك وتجلس متعجب من نفسك
لهذا الحد أصبح هذا الإنسان جزء من حياتك؟ وتتساءل حائرا كيف حدث هذا؟ ولماذا؟ لماذا تجد نفسك تتجه لبعض الأشخاص دون الجميع؟
تشعر بهم، ومعهم، وأحيانا لهم
لماذا في لحظه ما تجد صوت إنسان يتردد في أذنك وكأنه يحادثك بلغه مبهمة؟ لا تفهم الكلمات ولا تسمعها ولا تدركها ولكنك تشعر بمعناها، فتجد شيئا ما يدعوك لتحادثه أو تطمئن عليه، تجد قلبك يهفوا له بشدة في تلك أللحظه دون أن تدرى لماذا؟ وتحاول أن تتشاغل عن هذا الإحساس، فتجد انك لا تستطيع التركيز في شيء، لا تستطيع الخروج من تلك الدائرة التي سيطرت عليك وهى
"هناك شيئا ما يحدث"
وتحاول جاهدا أن تنزع نفسك من تلك المشاعر، بل وأحيانا تضحك منها وتسخر من نفسك، وأخيرا تستسلم لها وأنت تشعر بالخجل من نفسك ومن تلك السذاجة التي قادتك للتصديق بأن هناك هاتف ما يدعوك
فالوقت ليس مناسب لتحادث هذا الشخص وتقرر أن ترسل له كلمات، تختارها بعناية، ليس لتجعلها منمقه ومرتبه ولكن لتترجم شيئا ما بداخلك لا تفهمه أو تعرفه، شيء مجهول، فأنت لا تعرف إلا أن هناك صوت في عقلك وقلبك يردد هذا الاسم، وترسل كلماتك وتترك قلبك يكتبها، حتى انك لو كتبتها مرة أخرى لن تستطيع إعادة صياغتها، وتكتشف فيما بعد أنها كانت كطوق نجاه لهذا الإنسان في هذا الوقت وكأنك احتضنته وضممته إليك بتلك الكلمات، وبأنه كان بحاجه لأن يشعر بأن هناك من يربت على كتفه ويقويه
ويتكرر معك الهاتف في أوقات متفرقة، إلا انه دائما بلا موعد أو سبب تستطيع أن تفهمه أو تفسره
وعندها تقرر انك ستستسلم لتلك المشاعر الشفافة التي أحاطتك دون أن ترتب لها، وتصبح موقنا أنها من ترتيب القدر، ربما ليهديك أشياء فقدت منك عبر السنوات وضاعت وتلاشت أثارها، وتوزعت بقاياها هنا وهناك، وكثيرا ما تتساءل مندهشا هل تلك الأحاسيس متبادلة؟ أم أنها بداخلك أنت فقط، وإذا ما حاولت الأفكار السيئة أن تتلاعب بك وتوهمك بأنك تعزف سيمفونية منفردا، يسارع قلبك بكل ما يملك من مشاعر صادقه لينتفض معلنا يقينه من أن الحب الصادق لا يولد إلا من صدق وحقيقة، بأنه يوجد من يربطك بهم حبل سرى وهمي لا يحتاج لشهادات ميلاد لإثباته، أو حتى ألقاب لتجمع بينكم، انه نوع من الصدق الذي لا يعرف زيف، مشاعر شفافة لا تولد من أوهام، ربما يكون الطرف الأخر لا يملك تلك الشفافية التي تتمتع بها، ولكن ليس معنى هذا انه لا يحمل لك الصدق ربما يكون الحب أحيانا من طرف واحد، ولكن الصدق محال أن يكون من طرف واحد فهو "رايح جاى"
===========================
إلى من يعرف نفسه

03‏/11‏/2008

وتعلمت فن البوح

منذ ان اخذت بيدى لنتريض فى حدائق طفولتك
وسرنا معا فى بستان صباك
وتظللت باشجار رجولتك
ادمنت هذا الهواء النقى
الذى جائنى من حياتك ليملئ حياتى
اعتادت رئتاى على عبيرك وعطرك
اعلم جيدا بانك لست ملاكا
تحمل بين ضلوعك الكثير من النزوات والاخطاء
ولكنك معى
اخترت ان تكون بلا اخطاء
استطعت ان تحتوينى
جعلتنى دون ان اشعر او اتعمد
افتح لك كل مسام قلبى
واجلس بين يديك استمع لك
وانت تحكى وتحكى
وكانك كنت تدخر الكلام تيقوله لى
معا لم نكن نعرف كم من الوقت قد مضى
ولا كم من الوقت متبقى
دوما كان بيننا حديث لاينقطع
ابدا
احكى ويحكى
كلانا كان يستمتع بحكايا الاخر
عندما احتجتك انت لتشاركنى فرحى
وافتقدت وجودك
وانا اواجه ازماتى
عندما بكيت فلم ارى الا صورتك امامى
عندما مرت بى مشكله
فقفز اسمك امامى ينادينى
ايقنت وقتها
بانك الرجل الوحيد
الذى اشعر باليتم بدونه
ماكان بيننا كان بوح بلا حدود
انفتاح لكل مسام القلب والعقل
بلا شروط
يوما ما سالنى احدهم
اليس البوح احدى سمات الحب
اخبرته ضاحكه
ان الصداقه تنتمى لسلاله الحب
ولكنه حب مميز
حب يستطيع ان يحتوى لحظات الضعف
والدموع بلا خجل
حب لا يخجل من البكاء والتمرد
والاعتراض
حب لا يخجل من الاعتذار والندم والاسف
حب لا تتوقف فيه الكلمات
فالصداقه ولدت من رحم الحب
فى لحظه صدق
======================
Sunday, October 5, 2008 at 11:13pm

الونس الغريب


دائما ماكنت تأتي اعلم جيدا انك تأتي فدائما كنت تأتيني حاملا معك تلك الحقائب المليئة بالهدايا الملونة والازهار وفى يدك قفص العصافير الملونة وفى اليد الاخرى تلك الاسماك الجميلة كنت تدخل لتشعل الانوار وتفتح النوافذ وترفع صوت الموسيقى تأتي لتملئ الدنيا بالصخب المحبب والالوان الجميلة دائما كانت لوحاتي جميله جدا ولكن ينقصها لمستك الفنيه ينقصها هذا اللون او تلك التفصيله الصغيرة التي تضعها انت بفرشاتك كنت حياه تسرى من جديد فى عروقي هواء نقى اتنفسه وتطلب فنجان قهوتك واذهب منتشيه لإعداده لنا فكم استمتع بقهوتي معك واحضر القهوة لنشربها ونتكلم ونكمل حديث لم نكمله منذ اخر مرة زرتني فيها واتذكر قطع الحلوى التي تحبها مع قهوتك فاحضرها ولا اجدك  فأخذت افتش عنك فى كل مكان لا اجد الاتلك الاوراق الملونة منثورة هنا وهناك بقايا هدايك موجودة من حولي تلك هي العصافير ولكنها صامته هاهى اسماكك الملونة حزينه من بعد رحيلك لم اعد اعلم لماذا تأتي ولماذا ترحل اتأتى لأتعذب برحيلك ,انك تأتي بعد ان اكون قد اعتدت غيابك لتقول لي انا موجود
ولكن لن ابقى معك ……لن اكون لك تأتي لتلقى لي هداياك وترحل
لا اريد هداياك لتبقى ذكرى تقتلني فى اليوم الاف المرات ,اريدك  انت ان تبقى معى هنا لتعيد تلوين حياتي من جديد ما اصعب لوحه جميله مفتقداك دائما تحمل بين اوراقك تذكرة السفر وكأنك على موعد دائما مع الرحيل انه انت هذا الفرح الخاطف الذى يدخل حياتي بلا اسباب ويرحل دون اجابات اعتدت منذ زمن على تلك اللحظه الخاطفة التي تتراقص فيها الدنيا من حولي وتعود لتطفئ كل الانوار وتعلن انتهاء الحفله وماعلينا الا لملمت الاوراق والانتظار انتظار الرحله القادمة لحضور الونس
=========================
1998.......................................................................؟

02‏/11‏/2008

حزين جدا سعيد


هكذا انا اشتاق لقلب يأويني
هاانا اعلنها من وراء عقلي
نعم انا ضعيفه
وعيوني حزينة
بالرغم من تلك الابتسامة
بالرغم من كل اقنعه قوتي
الا انني جدا ضعيفه
فحين يتوقف الصوت عن النداء
وتتحجر فى العيون الدمعات
وتموت على الشفاه الكلمات
وتسجن بين الضلوع النبضات
عندما تقف حائر
تبحث من حولك على يد صديق
تمتد وتعانق اناملك
ويجلسك امامه ليسمع منك
ويطلب منك الاسترسال فى الحديث
ستجد نفسك قد بدات الكلام
ولا تستطيع ان تتوقف
او تنهى الكلام
ولا يستطيع سواه سماعك
او فهم لغتك والرحيل مابين حروفك
ولا تستطيع انت الحديث مع غيرة
فقد امتلك باحتوائه لك مفاتيح قلبك
وفجاة تبحث من حولك
وتجد انك عدت وحيد
واننا ماكنا اقتربنا الا لنفترق
لاعود من جديد وحدي...
عند منتصف الطريق..
عند المفترق
الملم ما تبقى منى
فلا انا سكنت وحدتي واستكنت اليها
ولا انا عدت من جديد للحياه
فقلبي انا بلا حراس
بلا اختبارات
فقط يحتاج لبعض حنان

01‏/11‏/2008

الحب الحائر




كان يجلس فى الشرفه وحيدا كعادته فى تلك الأيام الأخيرة , يتراقص من حولة الدخان فأخذ يداعبه بأنامله مبتسما وتحول المكان من حوله لعبير ياسمين يفوح مع ذكراها
 تذكرها وهى تداعب الدخان فما كانت الا طفلة فى مشاعرها , مجرد طفله تتراقص من حوله وتنظر له بأنبهار تحكى معه الحواديت وتستمع له وتندهش من حكاياته وتغنى له ومعه 
طفله حين تضحك حتى اذا ماغضبت كانت طفله وكان يحب طفولتها ,يحب مسئوليته عنها وقد سلمته امرها واستسلمت له 
فقد كانت تجعل منه امير وفى بعض الاحيان كان يجدها كأم تخاف على طفلها واحيانا هي طفلة خائفة تتوارى بين ذراعيه تبحث عن الامان واحيانا حبيبة تشتاق حبيبها وتنتظرة بلهفه وشوق وحنين
حبيبته .......
هل كانت حبيبته؟؟؟؟؟؟؟ 

توقف كثيرا امام السؤال
يعلم انه احتواها بكل غضبها وعنادها , يعلم جيدا انها بكل استسلامها له ما كانت ابدا ضعيفة 

فقد كانت دائما مستقلة وقوية ولكن معه هو ومن اجله ..... هشه تشعره انها لا تفهم الاما يقول, لا تسمع الاصوتة
احبها ……ربما
لأول مرة يعترف انه احبها وما تمنى فى الدنيا سواها , فقد وجد فى صوتها الامان 

كانت عيونها تحتويه بنظرة حانية 
فى لحظات ضعفة ما كان يذهب الا لها وعندما يناديها تلبى النداء
نعم احبها وتركها لأنه يحبها

 واخيرا يعترف لنفسة بذلك 
كانت كالحلم خاف عليها من نفسة 
خاف ان يموت الحب فى عينيها ...... ان تضيع تلك الدهشه
فابتعد وما استطاع ان ينساها , ربما تمر الايام والسنين 
ولكن فى لحظة يتذكرها فيتنهد لأنه مازال يهواها

اسئله ليس لها الا جواب واحد

ما معنى ان تشتاق انسان
ما معنى ان تشتاقه حتى الوجع
ولا تنتهى الامك
حتى تسمع صوته
وتطمئن عليه
ما معنى ان تبقى حائرا
يشغلك التفكير فى كل شئ يخصه
ما معنى ان تبحث عن نفسك
فتجدها تتأمل ذكرى جمعت بينكما
وكلمه قد قالها
ربما لا يتذكرها هو
ولكنها تسكنك
ما معنى ان تجد نفسك متبسما
لمجرد تذكرك كلمه حانيه
قالها لك ذات يوم
كيف لصوت انسان ان يسكنك
ويسيطر عليك
وتسمعه دوما
حتى وان كان صاحبه بعيد
كيف لنظرة ان تحاوطك دوما
ودون ان تشعر تلجأ اليها لتهتدى
كيف يتسلل اليك انسان
ليسرى فى عروقك
ويتجول فى اوردتك
ويستقر فى عقلك
ويصبح جزء منك
كيف يصبح هو الونس
وهو غائب
هو السند
وليس الى جوارك
لمجرد ذكراه فى حياتك
لمجرد انه قد عبر يوما ما
بين ضفتي عمرك
يصبح هو الونس
والسند
لماذا تغمض عينيك وتستحضره
وتشعر بانفاسه تحاوطك
وبيديه تهدهدك
لماذا يستشعر قلبك انينه
دون ان تعرف انه يأن
او ماذا يحدث له
لماذا تنساب دموعك
اذا ماأشتد بك الحنين والشوق اليه
انه ليس حبا
ولا عشقا
انه نوع اخر من المشاعر
لا يعرفها
الا من استطاع ان يحياها
لا يفهمها
الا من استطاع ان يعي معنى
ان يغيب عنك انسان
فتفتقدة روحك
ويشتاقه عقلك
ويحن اليه قلبك
وتبحث عنه دموعك
لتتحرر من اسرها