23‏/07‏/2018

فارس لا يرحل ابدا

أتدرك معنى أن تحبك أمرآة تكتب؟
ستصبح فارسها وملهمها الأوحد، ستنظر لك بعين مختلفة، ستبحث عن تفاصيلك التي لن يراها سواها، ستفتش عن ملامح روحك قبل أن ترى ملامح وجهك، ستشعل لك ألف قنديل يدلك للطريق، ستصبح نجمتك الهادية وملهمتك، ستكتب لك وعنك، ستصبح جزء من حروفها لا يتجزأ، ستجد نفسك بين سطورها ملهم وفارس لا يرحل عن الكلمات.
يوما ما ستدرك بأنك كنت صاحب الكلمات وفارس السطور، ستدرك بأنه حين أحبتك تلك المرأة أحبتك حب مختلف ربما لم تستطع إن تفهمه أو تدركه، فهي لم تحبك كرجل عادى يمضى في دروب الحياة، هي أحبتك كرجل الحلم وفارس الحكايات، أحبتك نورس لا يسكن أرض وليس له عنوان، فهي تدرك جيدا بأن النوارس لا تسكن الأقفاص، وتموت إن لم تستطع التحليق عاليا، حبها لك من الصعب إن تتفهمه ولكن حتما ستدرك يوما معناه.
فهي كتبت لك أسطورة وكنت أنت بطلها الوحيد، رسمت لك عالم سحري وفتحت لك أبواب الأحلام، كانت لك دليل وان طال الطريق ستصل حتما لها.
ستدرك بأنها من أمسكت يدك حين أفلتها الجميع وأمنت بك حين لم تستطع أنت أن تؤمن بنفسك، كان يقينها أنت، وحقيقتها أنت.
تلك التي ستدرك أبواب روحك وتتسلل إليك في بساطة وتشاركك الأحلام والجنون والأمنيات، ستحتضن حلمك طفلا ليكبر ويعانق الشمس، وستصل بك ومعك إلى حيث تتمنى وتريد وستظل فارسها حيث لم يعد هذا زمن الفرسان.
ستعتذر نيابة عنك لكل الفراشات التي أرادت أن تعبر عالمك ولم تمنحها الفرصة، فتركت أثرها على حدود ذاك العالم ورحلت.
كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها الحياة.
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع.....أنا بخير استمتع بتلك الوحدة.
قاتله تلك الوحدة يا صديقي، الم تدرك خطورتها بعد، قاتله للأحلام وكافية أن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل.
أحقا أنت ألان أفضل؟
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء حتى أنت لم تعد تبالي بك، تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه.
ربما تتخبط بين العديد من الاختيارات، أو ربما اخترت أن تجلس في حالة من التوقف عن كل شيء.
انظر خلفك فلن تستطيع المضي قدما دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك.
امنح قلبك قليل من الأمان لينطلق حرا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتحاول أن تقنع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع، فتش عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك، لم تعد عاجزا على الرؤية صدقني فأنت من تحاول أن تغمض عيناك حتى لا ترى.
أرهقك الطريق يا صديقى أدرك ذلك جيدا، أرهقتك الحياة وتركت أثارها على روحك وجسدك ولكن أيكون الاستسلام هو الحل؟
لا تصدق تلك العبارة التي تخبرها لذاتك بأنة لم يعد هناك أحد بانتظارك فربما يكون أنت من أغلقت الطُرق والأبواب حتى لا يجدك أحد.
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت افعل دائما، سأبحث عنك بعيدا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشاق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدا لم يستسلم يوما خيّال.

22‏/07‏/2018

سلاما حيث تكون

للحكايات سحرها الخاص فنحن لا نشعر بتلك الأشياء التي نواريها خلف الأبواب، فدائما لتلك الحكايات التي نرويها متعه خاصة لكأننا نعاود سرد الأحداث لنا، فنحن نشعر بحنين حين نحكى عن ذكريات مضت، تلك اللمعة التي تومض في العيون حين تحكى عن من تحب.
في لحظة ما من الطريق تصبح الحكايات هي كل ما تبقى من تلك الأيام الماضية.
يرحل الأشخاص ولا ترحل عنا ذكرياتهم، إنها تظل كالجسر الذي يربط ما بيننا وبين ما تبقى منهم، إنها تلك المتعة التي تنتابك حين تحكى لهم أو فيما بعد عنهم.
مسكين ذاك القلب الذي يتعثر في تلك الحكايات المستحيلة كل مرة
ويقف حائرا ما بين واقع البدايات، ووهم النهايات، تلك المعادلة المستحيلة التي لا نستطيع أبدا الوصول لحل لها.
سلام لتلك الحكاية وتلك الروح وتلك العيون، حان الوقت ليرحل الحلم وترحل الكلمات وتنتهي معها الحكاية.
المسافة التي كانت والمسافة التي أصبحت، تلك الحدود والسدود والجدران وضعت كلمة نهاية، لازال ما بيننا في تلك الأرض البعيدة يسكن سر البوح المحمل على عنق تلك العنقاء التي تولد من رمادها.
نعزف لحن ونشدوا بتلك الأغنية فنحن شاهدين على قسوة الفراق، حاولت كثيرا تثبيت قدمي على تلك الأرض ولكن لم املك القوة الكافية لأتجنب الانزلاق والسقوط، كانت ترسوا اناملي بباطن كفك تلتمس الدفء وتغفوا في أمان.
لم اعد ضعيفة أمام لحظات عابرة، لم اعد تلك التي تمضى دون أن تعلم إلى أين، كنت أحاول كثيرا أن تكتمل الحكاية ولكن ما كان مكتوب لها إلا نهاية مؤلمة.
بقايا من أشياء كثيرة كانت هي الحياة، بقايا حلم....بقايا وعد.... بقايا حب.
كل شيء بعد تلك الحكاية أصبح عابر، تعبر الأحلام ولا تتحقق، تعبر الأجساد ولا تظل، أقدار كادت أن تقترب ولكنها ما كانت لنا.
أول لحظة....أول كلمة....أول ابتسامة...أول حضن.
سلاما لحكايتك التي انتهت، سلاما حيث تكون.

روح لا يعرف الفرح لها طريق

هناك قلوب يسكنها الحزن، هي مجرد قلوب تهشمت وتسرب الفرح من شقوقها.
إنها تلك القلوب التي تحمل وجوهها ملامح محايدة، تقف على أعتاب الفرح وتتلاشي في تلك البقعة المعتمة في فضاء شاسع يحاوطها.
ترتسم على زوايا شفاهها ابتسامه حزينة تخشي البوح، مجرد محاولات للتمرد على لعنة قديمة، تلك اللعنة التي أخذت من العمر ما أخذت.
محاولات ابتسامة....ولكنها تسقط في جوف ذاك القلب الوحيد، يحتضنها بين ذراعيه ويدفنها في صمت.
يتساقط من بين جروح القلب دموع كانت تهفوا لفرحه واحدة تملئ ذاك الفراغ، لمجرد ابتسامة واحدة....صادقة.
لكنها ليست إلا دموع وإن كانت عطشي للفرح، دموع تمحو أثر أمنيات كانت هنا يوما.
كان هناك أحلام حين كان النوم صديق الليالي، ولكنه ماعاد هو الرفيق فقد رحل وترك الأرق يكمل الدرب، فكيف للأحلام أن تأتى في ليالي رافقها الأرق، فهنا لا مجال لتلك الأحلام البسيطة ولا الأمنيات الطيبة.
ليت الأحلام تموت حين لا تستطيع الحياة، ربما هي تظل قابعة هنا لتعذبنا بها ولنظل نشتاق لها ونبكيها.
ربما لم تستحق تلك الروح يوما أن تسكنها الأحلام، ربما لا يليق بها الفرح، فهي ولدت وحيدة وستمضى إلى أخر الدرب وحيدة، فهي كلما اختارت ثوب الفرح تحول إلى ثوب اسود قاتم بلا منطق أو سبب، مجرد قدر ....هي فقط روح لا يليق بها الفرح ولا تولد لها الأحلام.