25‏/08‏/2018

رسائل الى غريب....13

عزيزي الغريب 
ها انا قد عدت لرسائلك من جديد لكأنها قدر يسعى كل منا للأخر.
تتشابك تلك الايام من حولي لتتحول لخيوط عنكبوت تنسج من حولي شبكتها ولا اعلم كيف الفرار منها، كثيرة هي تلك الأسئلة التي تنتظر الاجابات، وتائهة اجابات الاسئلة، هي اجابات حائرة لازالت تتأرجح في العيون ولا تقوى على نطقها الشفاه.
اتدرى ايها الغريب اصبحت اشبه تلك المدينة المترامية الاطراف، تتعالى منها الاصوات في ذات اللحظة وتتداخل وتمتزج حتى انك لا تستطيع ان تميز صوت عن الاخر.
لازال صوتي يبدو كأغنية تأتى من بعيد لا تستطيع سماعها الا اذا ما اقتربت منها 
لازلت اشعر بصدق كل ما كان انه اصدق مما عنيناه لبعضنا البعض طوال الوقت.
انها تلك الحكايات التي لا تنتهى حيث صوتي لازال يزين جدرانها، انها تفاصيل تمتد سنوات وسنوات ،كثير من الاغنيات
لا زلت انا تلك الصبية التي تختبئ خلف تلك الاشجار في انتظار من يعثر عليها 
انا هناك حيث قلبك اختبئ في احدى أركانه فانت من علمتها كيف تحب وكيف تكتب وكيف تحلم انا هناك ايها الغريب الى جوار قلبك فابحث عنى وحتما ستجدني

16‏/08‏/2018

اللقاء الثاني

عزيزي الغريب
لازلت انتظر تلك الإشارة التي سترشدني للطريق ولكنها لم تأتي أو ربما لم تكن بالوضوح الذي كنت أرجوه، هل لازلت تعتبرني قارئة الودع حين اتبع حدثي أم انك ما عدت تتذكر بأننا يوما كنا نضحك ونندهش لتلك العلامات الصغيرة التي كان يلقيها القدر في طريقنا.
لازلت اندهش يا صديقي من تلك اللعبة التي يلعبها معنا القدر ترانا حقا قدر لبعض أم أهي مجرد هواجس وأمنيات.
يقولون بأن هناك دائما لقاء ثاني يأتي في وقت معين دون ترتيب أو انتظار
ربما يكون هو الأخير أو هو البداية التي لم تنتهي ولكن كانت تنتظر متى تبدأ
سأشاركك مخاوفي وهواجسي التي تتصارع لتقتل يقيني بك ولكن أحاول دائما أن أتجنبها
ربما تلك الفترة هي الأصعب فأنا في مفترق طرق وحدي، دائما ما كنت معي ترشدني وتربت على كتفي وتمنحني القليل من الضوء لأختار وأذهب حيث يجب أن أكون، ولكنك لست هنا وحتى إن أتيت لا اعلم كيف ستأتي وكيف سيكون اللقاء الثاني
هل سنمضى غرباء أم سنكمل معا طريقنا
كثيرة هي الأسئلة التي انتظر إجابتها منك أيها الغريب
تلك الأسئلة التي تعلم جيدا انك وحدك من يمتلك الإجابات ولا زلت متمسكة بوعدك لي أن تجيب عليها يوما ما
متى سيأتي اليوم يا صديقي الذي تمنحني الإجابات وتشاركني من جديد الأسرار
حائرة كلماتي يا غريب، وحيدة هي حيث لا أحد فهمها أو يدرك معانيها
كل كلماتي تنتظرك وتشتاق لك فهي بلا معنى أن لم تقرأها، عيناك تمنح الكلمات شرعيتها
حين يخبروني عنك أحاول أن أفتش عن روحك بين الكلمات فلا أجدها، اكتشف بأنها بعيد عن كلماتهم وبعيده عن حكايتهم عنك، لا اعلم كيف أتلمس روحك في حروف مبهمة وكيف اكتشفها وكيف أستطيع إدراك كيف أنت من صورة يراها البعض بلا معنى واراها بألف معنى ومعنى
هل أخبرك بسر كنت سأدعوك ونس ولكن للحظة قررت إن تكون الغريب ربما لان كلانا دائما غريب وان كان في وطنه، لن أخفيك سرا كانت كل رسائلي بلا أمل في الوصول لا أدرى لماذا ولكنها دائما هي رسائل لن تصل ولكن مع الوقت دائما ما كان هناك شيء يخبرني بأنها ستصل يوما ما وانك ستدرك بأنك الغريب وانك صاحب الكلمات والرسائل ربما لذلك تراجعت أن تكون الرسالة لونس وان كنت أنت الونس والأهل والوطن
أتدرى شيئا اشتاق فيك وطني واشتاق لك ونس واحن إلى كلماتك وصوتك وافتقد حضنك
أتعلم يا عزيزي سأخبرك عن أشياء كثيرة حدثت في غيابك وكنت أتمناك هنا إلى جواري.
سأخبرك عن عالم اظهر لي وجهه الخشبي بكل قسوة، سأخبرك عن تلك البرودة التي كانت تناسب وتلامس روحي العارية وتتركها حزينة تفتش عن الدفء في كلماتك
سأخبرك بأني اشتقت لك وافتقدك وانتظرك



12‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها



عزيزتي....
سأخبرك أيضا سر يا عزيزتي فكل منا يحمل بداخلة الكثير من الزجاج المهشم الذي لا يستطيع التخلص منه، وكل ما يستطيع أن يفعله.... هو أن يتجنبه حتى لا تحمل روحة مزيد من الجروح.
أدرك جيدا كيف ينبض القلب بالحسرة والألم حين يخذله الأقربون، تلك الغصة التي تصيبك والمرارة التي تملئ جوفك وتبتسمين بعدم اكتراث، فليس هناك الكثير من الخيارات أمامك، هناك دائما خيار واحد هو إن تظلى برغم كل شيء قوية ومتماسكة.
لا احد يبالى كثيرا بما تشعرين ولا احد يهتم بتلك اللحظات التي تمزق الوحدة قلبك وتتركك ممزقة ما بين رغبه في التحرر أو الاستسلام.
لن يدرك احد كيف تتألمين كل مساء وحدك وكيف تحاولين تجنب نوبات الجنون التي تنتابك حين تدركين بأنه لا مفر من النهوض وإكمال الدرب.
ربما في لحظات موت الروح تختارين العزلة والانكفاء على ذاتك ولكن العزلة ليست أبدا الحل، ربما هي الطريق الأسهل للموت قهرا ولكنها أبدا ما كانت حل لوجع الروح وندوب القلب.
العزلة استسلام وموت بطيء، ربما هي حل مؤقت لتعاودي لملمة أشلاء قلبك وبقايا روحك ونسجها ريشة ريشة لتصبح أجنحة تحلقين بها عاليا حيث تريدين ولكنها ليست الحل الأمثل يا عزيزتي، فلا احد يمتلك تلك العصا السحرية التي يلوح بها لينهى أوجاعه وأحزانه، ولكن ربما نمتلك شيء أخر نجهله إلى أن نكتشفه فنتشبث بة ونتجاوز المحنة، انه ذاك الضوء الذي ينبعث في تلك اللحظة التي نربت فيها على قلوبنا ونخبرها بأننا بخير وننظر للمرايا ونخبر أنفسنا بأننا أجمل وأقوى وأكثر إصرارا على خوض معاركنا.
هناك لحظة فاصلة يا عزيزتي حين ندركها نستطيع أن نقول بأننا أدركنا كيف نتجاوز الوجع ونولد من جديد.
أنها تلك اللحظة التي ندرك بأن حياتنا ليست إلا حلقات تتصل معا لتكون سلسلة طويلة هي العمر ولن نستطيع أن نتجاوز تلك الحلقة المفرغة التي نحن فيها إلا حين ندرك ما قبلها ونتصالح مع أنفسنا وندرك بأن كل ما يحدث كان يجب أن يحدث بناء على ما حدث.
كوني بخير يا عزيزتي واكتبي مزيدا من الخطابات ففي الكتابة حياة وإعادة ترميم للروح
أدرك أن الأمور لازالت معقدة وان الحياة مازالت تغلق أبوابها أمام أحلامنا وامنياتنا الصغيرة ولكن يوما ما ستستسلم لنا وتفتح كل الأبواب
#مها_العباسي
#رسائل_من_مجهول



11‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها


صديقتي الحنون
أتدرين بأنني اهرب من رسالتك منذ الصباح، فقد أصابت في مقتل كما يقولون.
انه الفقد يا عزيزتي....ذاك الكائن الذي يستوطن قلوبنا ولا يغادرها، فكل منا يعاني من الفقد بشكل مختلف، فهناك من يفتقد أهل، أو حبيب، أو صديق، أو ونس.
أدرك جيدا بأن الفقد يختلف من شخص لأخر و لكن قد اعتدت إلا احكم على معاناة شخص لألم ما فهو وحدة من يدرك ماذا يفتقد وكيف هو بحاجة لذاك الشيء.
سأخبرك سر يا صديقتي في بعض الأحيان أحاول أن أتفهم شعور اليتم وكيف يكون وأحاول أن احصره في الموت ولكن مع مرور الأيام اكتشفت بأن هناك يتم أكثر قسوة هو يتم الأحياء، ربما لا تفهمي كلماتي ولكن أنا علي يقين بأنك ستدركين مقصدي
لا أدرى يا عزيزتي اعدم وجود ذكريات مشتركة يجعل من الفقد اقل حده أم أكثر ألما، فدائما ما سيكون هناك غرفة فارغة في القلب تؤلم ويزداد الألم حين نحتاج لمجرد ذكريات تؤنس وحدتنا وتهون من غربت أرواحنا.
سأخبرك بسر أخر يا صديقتي فمن الواضح أن تلك هي رسالة الأسرار الصغيرة.
بالرغم من إدعائك القوة والتماسك وكل المحاولات التي تبذليها لإظهار وجه غير مبالي للحياة حتى تنتصرين عليها ولا تمنحيها فرصة إن تهزمك، إلا أنني اعلم جيدا بأنك تلك الطفلة الهشة التي تحاول أن تختبئ خلف الأقنعة حتى لا تنهزم
ربما نحاول إن نختبئ خلف أقنعه القوة أو أنها أصبحت مفروضة علينا فنحن نعلم جيدا بان السقوط رفاهية لا نمتلكها فقد شاءت الأقدار أن تتركنا الحياة وحيدين في صحراء شاسعة لا جدار فها نستند عليه، لا شيء سوى الفراغ ونحن.
يقولون فاقد الشيء لا يعطية ولكن كوني على ثقة بأن ذاك الفاقد أكثر من يستطيع المنح فهو يمنح من يحب ما كان يتمنى وينتظر إن تمنحه له الحياة.
في ذات يوم بعيد قالت لي من كنت أظن بأنها صديقتي وتفهمني جيدا
لماذا كل هذا الحب لبعض الأشخاص ولماذا تتفانين في منحهم الحب والدفء ماذا تنتظرين وما أسبابك
أتدرين بأنني التزمت الصمت قليلا، ربما لاندهاشي من السؤال أو لأنني كنت اعتقد بان ما افعلة شيء عادى لمجرد أنهم أشخاص مميزون بالنسبة لي واشعر بالحب والود اتجاههم ولكن اكتشفت فيما بعد بأنه هذا ليس سبب كافي لها
فأخبرتها بأن هناك شيء لا يفهمه إلا من فقده فهو وحدة من يدرك معنى تلك الحميميه في المشاعر التي تمنحها بصدق لمجرد انك تشعر بالونس هاهنا أو هناك
للأسف لن أستطيع أن أعدك بأن تلك الغرفة الفارغة ستمتلئ يوما بدفء الونس، فتلك الغرفة ستظل فارغة ربما نحاول إن نشعل قنديلا صغيرا بداخلها لعلها تضيء ولكن تظل كلها محاولات
سيظل الفقد قدر والغربة قدر والبحث عن وطن وحضن وبيت وجذور قدر لا هروب منه ومنذ متى نهرب من أقدارنا يا صديقتي
سأنتظر رسائل أخرى لعلها تكون دواء وونس.
#رسائل_لا_عنوان_لها
#مها_العباسي


10‏/08‏/2018

حين يتحدث الغائب


حين تكتبين لذاك الغائب البعيد ادعوا الله إن أكون لا زلت أنا مُلهمك الذى تكتبين لة، أتدركين عزيزتي بأنني كلما حاولت الفرار منك أعود لكي وأتلمس ذاتي حروفك وكلماتك

تمنيت أسمى في أول رسائلك رغم يقيني بأننى المجهول الذي تبوحين له وتشتاقي 
لقد وصلت كل رسائلك يا عزيزتي، تلك الرسائل التي أرسلتيها في صمت ولكن دائما ما كانت كلماتك تشق جدار صمتي وتصل لقلبي رغم المسافات والجدران
أتدركين بأن حروفك كانت هي قطرات الندى التي تروى النبتة الظامئة في تلك الصحراء البعيدة التي اسكنها 
افتقدك، افتقد صباحك الدافئ وأمسياتك التي كانت هي الونس حيث الوحدة والغربة والصمت يلف المكان من حلى 
لا تلوميني على الغياب فلم استطع أن أكون ذاك الفارس الذي يختطفك ويرحل لبعيد
ربما كما تقولي يصر القدر على عقابنا أو ربما هو قدرنا الذي نرحل منه له
لم يخلوا يومي منك أبدا يا صغيرتي دائما ما كان وجودك ينتصر، لم تعانى وحدك صدقيني فكل مساء كان يمر من خلالي طيفك ويمنحني حنين وكثير من الوجع والاشتياق، أتدركين شيء لم تكوني وحدك من يكتب الرسائل للغائب فلقد كتبت لكي كثيرا ولكن لم املك تلك الشجاعة لأرسلها لكي أو حتى أضعها في طرقك لتقرئيها يوما ما حتى ولو صدفة 
كلانا يعانى يا صغيرتى من الغياب ربما تلوميني لأننى أنا الغائب وأنا من قررت الرحيل ولكن يوما ما ستعلمي جيدا بأنه لم يكن هناك حل أخر 
سأعود يا صغيرتي، سأعود كوني على يقين من عودتي واحتفظي بكل كلماتك لقرأها معا على ذاك الشاطئ البعيد
سأعود فكيف لا أعود وروحك وطني، كيف لا أعود وأنا منذ رحيلي عنك ضللت الطريق ولم اعد اعرف لي عنوان أو وطن أو كيان
سأعود لأننى على يقين بأنك هاهنا تنتظرين عودتي وأبدا لن تفقدي إيمانك بى ويقينك 
سأعود صغيرتي سأعود
#حين_يتحدث_الغائب
#غريب_بلا_غربة
#مها_العباسي
#رد_علي_رسايل_بسمة

للحكايات بدايات جديدة

حين كانت تنتهي تلك المحادثات الطويلة بيننا كنت احلق في سماء الحلم كعصفور اكتشف بأنة يستطيع الطيران.
كان وقع كلماتك يظل عالقا في قلبي، يشاركه نبضاته فيضخه كحلم جميل يسرى في شراييني.
كنت أنهى حديثنا وأتسكع ضاحكة في أرجاء البيت، أتلمس الجدران التي شاركتنا الكلمات، اضحك كثيرا واركض كطفلة اكتشفت بأن هناك عالم أرحب من عالمها لم تكن تدرك انه موجود.
كنت اكتشف كل شيء معك من جديد، أو ربما كل شيء معك مختلف، ربما السر في أن روحك تعرف جيدا كيف تفهم روحي وكيف تلمس أوتارها ببساطة وهدوء.
كنت تمنحني الفرح، تلك الكلمة البسيطة التي تستطيع وحدك نسج وشاح منها لأتدثر به في كل وقت كلما تذكرتك.
أخبرتني قارئة الأرواح بأنك حتما ستعود، ربما بداخلي كل اليقين بأنك ستعود ولكن اخشي أن أسير خلف يقيني فأصل إلى سراب.
لا يدرك قيمة الأشياء إلا فاقدها وأنت وحدك من يعلم ماذا فقدت وكم تعثرت وهويت وتكسرت روحي، مرة أو مرتين ربما ثلاث مرات، وربما العديد من المرات التي هوت احلامي في بئر عميق وكنت لا ارجوا المستحيل، وبالرغم من كل ذلك لم انكسر وظلت روحي تهفوا لذاك الضوء في نهاية الطريق.
كنت دائما أنت ذاك الرائع الذي أشبهة ويشبهني، كيف لأرواحنا أن تتشابه إلى هذا الحد وتختلف في ذات الوقت، أتدرك بأننا كنا نتحرر من واقعنا لنحلق معا في عالم من الأحلام، ربما لازلت افتقد صوتك وضحكاتك وتلك الكلمات المبعثرة حين تصاب بنوبة خجل، وذاك الحرف الضائع من حروفك، اشتاق لذاك الطفل الذي كان ينطلق حين يكون معي، تفاصيلنا التي ما استطاع سواك أن يشاركني فيها أو يقترب منها أو حتى يتفهمها.
 تلك الأغنيات التي كانت في خلفيات أمسياتنا لا زالت تمنحني ابتسامة حين استمع لها، وتلك الأغنيات التي كنت تدندن بها لازلت اسمعها بصوتك حين تعبر نغماتها أحلامي.
كنت اعتقد بأنني اعتدت الغربة واعتدت على غيابك وبأنني ما عدت أبالى بشيء، ولكني ها أنا اكتشف بأنك أبدا ما رحلت، وبأنك كنت دائما هنا تسكن الروح ومازلت افتقدك واشتاق لك وابحث عن دفئ العلم بين يديك.
مهما حاولت أن أوهمك بأنني نسيت ورحلت لا تصدقني فأنت حاضر في كل خلايا جسدي ونبض قلبي، برغم الكثير من الليالي الحزينة في غيابك وكثير من الفراق والوجع والدموع، حين تخيلتك أمامي أدركت انك الحقيقة الوحيدة في حياتي، بأنني من الصعب أن أتجاهل وجودك كالوشم على روحي.
أدركت بأن العمر لا يكون إلا حين تكون أنت، ربما كنت أعيش ولكن لا احييا فمعك وحدك تكون الحياة.
حين رأيتك أدركت بأن المطر كان ينتظر حضورك لترك تلك الغيمات ويرقص رقصته المجنونة من حولنا، فالغيمات لا تلهوا في السماء إلا فوق اجنحة حلمك وتلك النوارس تقرر العودة حين تناديها.
لا تصدقني حين أقول نسيت فأنا لا اكتب إلا لك....وعنك ولا اشعر بكلماتي إلا حين تقرأها أنت وتبتسم أو تصرخ وتقفز فرحا بحروفي فوحدك من تفهمها ووحدك من يمنحها الحياة.
لا تصدقني حين أخبرك بأني لم اشتاق لك وأن الحنين لم يعد يشدني لك، فأنا لازلت احتفظ بتفاصيلك في حقائب سفري لتكون معي حين ارحل، أنا تلك المدينة المهجورة في غيابك لا أمان فيها ولا حياة، الفراغ محطتي الأولى والأخيرة حين لا تكون هنا، كل مقاعد المحطات تشابهت وكل القطارات حملت معها أحلامنا وأمانينا ورحلت.
لم اعد أنا حين لا تكون هنا فكيف لسواك أن يملئ ذاك الفراغ بحجم الكون الذي تركه غيابك، أدرك جيدا بأننا تغيرنا وبأن الزمن ترك أثاره على أرواحنا، ولكن أنا على يقين بأنك لازلت أنت ذاك الفارس الذي يحمل على كفة احلامه ويمتطي صهوة جواده وينطلق في تلك الأرض الشاسعة لينثر الأحلام.
دائما ما كنت أراك كأبطال الحكايات الأسطورية، تلك الحواديت التي نحكيها للأطفال قبل النوم، هناك شيء ما ألمسة في روحك وأدرك جيدا بأنك يوما ما ستكمل معي الحكاية التي لم تبدأ بعد.