15‏/12‏/2018

خارج حدود العالم

اصبحت الكتابة عملية معقدة جدا وكلما ابتعدنا عن الكلمات كلما زادت تعقيدا وعصيانا.
انها تلك الرغبة في خلق التوازن ما بين طبيعتك التي تخشي البوح ورغبتك في اطلاق العنان لكلماتك لتنطلق وتتحرر من قضبان اسرتها خلفها سنوات طويله.
الا زلت تهفوا لذاك البراح الذى تحلق فيه منتشي بنسمات الهواء الباردة ام انك ترغب بتلك الحميمية التي تمنحها لك  العزلة مع من تحب.
انها تلك المعركة الدائمة ما بين رغبتك في ان تسقط عن كاهلك كل مالا تقوى على احتماله، ان تسكب ما بداخلك على تلك السطور الغريبة عنك وبالرغم من كل ذلك الا انك لا تسكب كل مشاعرك، كل ألمك، كل غضبك، كل ضجرك وتمردك وعصيانك، كل الحب والحنين والرحيل والاغتراب، فقط ستترك القليل ينساب من بين اسوار روحك للسطور، فقد يساعدك ذلك في العودة لذاتك، العودة لنفسك بقليل من كل شيء، فانت لست فارغا تماما ولن تصبح مجرد روح خاوية تحدق في هاوية الروح، ولست ممتلئ فتغرق في بحر من الرمال المتحركة التي تمتص روحك وتكبلك، انها تلك الشعرة التي تفصل ما بين ذلك، انها الكتابة تلك الرحلة الاكثر هدوء ورصانة لكى تستعيد توازنك، تلقى بكل ما تحمله لبعيد عنك وخارج حدود جسدك وروحك وتتحرر من كل شيء وتحلق بعيدا بأجنحه جديدة لا يثقلها شيء.