تنظر لها من بعيد دار تجهل أصحاب
غرباء عنها وغريبة هي عنهم
جدرانها صماء لم تلمسها أنامل الجدة يوما
لم ترتكن عليها بعد تعب يوم طويل
لم تستند برأسها على تلك الجدار تشكوا هموم وتحكى حكاوي الزمن
لا تعرفها ولا تعرفهم
أخشاب بلا رائحة..... ضاعت منها روائح البشر.... ضاعت لمساتهم وأحاسيسهم منها
لم تختلط رائحتها بروائح العيد وبخور يوم ألجمعه وعطور الأفراح
لم تلمسها أنامل احد
لم تختلط رائحتها برائحة البن
لم تشرب القهوة ذات مغرب في شرفتها
تجهل النوافذ ذكريات الأمس البعيد..... تجهل الأطفال...... تجهل من كان أطفال
لا تعرف اسأميهم
فلم تقف فيها ذات يوم أم تنادى طفلها
تلك النوافذ التي لم تنظر منها صبيه في انتظار الحلم
لم تسهر فيها في انتظار حبيب يأتي
يرسل لها قبله مسائية فتبتسم خجلا وتتوارى خلف ستائرها
لم تنتظر من خلفها احدهم القادم من بعيد بعد غياب
نوافذ بلا أنفاس عانقتها....بلا أرواح تؤنسها
فليس فيها فرحه بعائد بعد غياب ....ليس فيها قبلات حبيب قد أتى بعد رحيل
دار أبوابها تجهل المفاتيح.... لم تفتح يوما لاستقبال الأطفال نهار العيد
لم تجمع شمل الأهل..... ولم ترسم بين جدرانها الحنة ليلة الفرح على الكفوف
دار سقفها لم تستطع أن تحمى أهلها.... لم تظلهم من قيظ صيف أو من مطر
دار لم يولد فيها طفل تشق صرخاته الحياة
تعلن ميلاده وقدومه ليرسم خط جديد على تلك الجدران
فتنطلق ضحكات الفرح مختلطة بدموع الطفل
لم تنطلق بين جدرانها ضحكات بريئة
ضحكات لطفل يكبر وينمو
جدران بلا مكان يحتوى قلوب وأجساد متحابة
لم تمنح أمان لسكانها.... نزعت أمانها منهم
تركتهم عرايا رغم الثياب التي تستر أجسادهم
دار أضاعت سكانها...... تركتهم بلا مأوى بلا ستر
تركتهم ورحلت فرحلوا منها وهم يسكنوها
تركوها خاوية..... تركتهم أيتام بلا يتم
حزانى بلا حزن
دار بلا سكان.. بلا جدران.. بلا أبواب.. دار بلا دار