01/02/2022
لا أبحث عن خلاص.
بقلم
مها العباسي
أقترب منه كأنني أعبر حدودي لأول مرة.
كأنني أترك نفسي له دون مقاومة، دون شروط، كأرض عطشى تنتظر المطر لا لتُروى… بل لتغرق.
لم أطلب منه حبًا يبقى، ولم أرجُ منه وعدًا بالنجاة.
أنا فقط أردته كما هو… كما يأتي، كما يرحل، كما يتوه بيني وبينه.
أنا لا أجيد رفع الرايات في وجه العشاق، ولا أمارس العتاب كطقس مقدس.
أنا امرأة تعرف كيف تهوى بكامل وعيها… وبكامل خساراتها.
معه يتشابك كل شيء…
الصداقة التي تحمل في أطرافها لمسة حنين،
والرغبة التي تُشبه الصلاة السرية التي لا يُجهر بها.
هو لا يراني كما يراني الآخرون…
هو يراني كما أتمنى أن أكون:
امرأة لا تُطال، لا تُملك، لكنها تُحفر في الذاكرة كندبة لذيذة.
في حضوره، أشعر وكأنني أقف على شفا الخطر…
لكنني لا أهرب.
أنا تلك التي تتعمد أن تمشي إليه، أن تلمسه، أن تذوب فيه كأنها تذوب في حتفها الجميل.
لا أبحث عن خلاص.
ولا أريد نصف الحكاية.
أريده بكل ما فيه من وجع، بكل ما فيه من حياة، بكل ما فيه من فوضى.
أنا امرأة تُتقن السقوط الحر في رجلٍ مثل الحريق…
تعرف أنها تحترق… ومع ذلك تبتسم.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)