12‏/03‏/2024

إن عدت

إن عدت فلن أركض إليك كما كنتُ أفعل من قبل،
ولن أسألك: "لِمَ رحلت؟"
قلبي تعلّم كيف ينطق بهدوء، وتعلّم أن العودة ليست دائمًا دليلَ محبة، وأن ليس كلّ باب يُفتح، يستحق أن نخطو إليه مجددًا.
سأسألك ببساطة:
لمَ عدت؟
أهو الشوق؟ أم الوحدة؟
أأدركت قيمتي في غيابي، أم أنّك افتقدت صوتي حين خفتَ الصمت؟
أنا ما زلتُ أنا، لكنني لم أعد تلك الفتاة التي كنتَ تتركها على عتبة الانتظار، كبرتُ… في داخلي، وفي رؤيتي، وأصبحتُ أُميّز بين حنينٍ صادق، وحنينٍ يُولد في لحظات الفراغ فقط.
إن عدت…لن أفرح سريعًا، ولن أغفر بلحظة،
ليس لأنني قاسية، بل لأنني ثمينة، ولا أهب ذاتي لمن يعود فقط حين تضيق به الحياة.
لم أنسكَ…لكنّ ألمي منك، علّمني أن أتذكّرني،
أن أستحق رجلاً يعرف قيمتي، لا رجلاً يذهب حين يشاء، ويعود حين يشاء.
إن عدت…سأُنصت إليك، لكنني لن أُصدّق بسهولة، سأنتظر منك فعلًا يطمئن قلبي، لا وعودًا عابرة، وإن استطعت أن تحبّني مجددًا،
بالشكل الذي يرمم كل ما انكسر، حينها فقط…
قد أقول لك: "مرحبًا."

#مها_العباسي