17‏/12‏/2016

في حضرة الوحدة


أصبحت مُملة تلك الحكايات التي يكون القدر احد أبطالها، أصبحت ترهقني كثيرا، ليتنا نلتقي ذات يوم، كنت سأخبرك أنني افتقد تلك الأشياء التي لم نفعلها معا، سأخبرك بأنه كان هناك حبا كبير في انتظارك ولكنك لم تأتى، كانت هناك مدينه من الفرح وحدك من كان يمتلك مفاتيحها، سأخبرك بأنك كنت ستصبح طفلي المدلل المشاغب، لازالت هناك تفاصيل كثيرة تقبع بالذاكرة تنتظر يوما ما نحياها معا.
اعلم بأن أحلامي ساذجة تحمل كثير من الطفولة، ولكنها أمنياتي البسيطة التي تشتاق لك حين نختطف أنفسنا من تلك الحياة القاسية ونظل معا، ليتنا نستطيع الهروب من كل شيء والسكون قليلا، مجرد ضحكات صباحيه بسيطة، فنجان من القهوة وعلبة تبغك ودخانك، وأحاديث تسكن عيونك لا تحكيها ولكنك تخبئها لأفهمها وحدي، وحدي من تفهمك وتفهم طقوسك ولغتك الخاصة، أصبحت مؤلمه الكلمات، هناك ألم يصاحب الحروف.
عاصفة هوجاء من المشاعر تجتاحني حين ارحل منك إليك، اشتاق لك وافتقدك وارحل عنك، انتظرك وأتمرد على انتظاري، ربما من الصعب أن تدرك كيف لمشاعرك أن تتضارب وتعصف بك، من الصعب أن تُدرك كيف يؤلمك الوقوف خلف لوح زجاج يفصل بينك وبين روحك.
لا شيء جديد تمضى الحياة وأمضى معها، أنا كما أنا، كل شيء يتحرك وأنا في حالة سكون، وحدي، اختبئ من ضوضاء تمزقني، أجهش بالبكاء لأضحك وارقص، انه الجنون الذي تهرب إليه حين تؤلمك الحياة ولا تستطيع منها الفرار، لست حزينة ولست سعيدة، لا اشعر بالراحة ولا بالتعب، انه ذاك الشعور بارتباك مشاعرك، مجرد اختناق، حاله من لا شيء لا ادري بماذا اشعر، أو ربما أدري ولا أريد أن ادري، في ركن بعيد من روحي اهرب حيث أفتش عنى ....حيث أخبئك.
أحكى لك عنك، استند على كتفك واختبئ وأحكى، أخبئك بعيدا عن العيون حيث لن ترحل أبدا، سأخبرك بأنني مازلت أرى عينيك في انعكاسات المرايا، اشعر بك حولي، اكتشف لمستك على جدران البيت، رائحتك و صوتك، اشعر بالدفيء حيث كنت تجلس، أراك تقف هناك تستند للجدار وتدخن، مسافة طويلة أصبحت تفصل بيننا، أقف على حافة بوحي وتقف على حافة صمتك، ها نحن أنا وأنت وتلك المسافة اللعينة التي تفصلنا في ذات المكان، نتقاسم المكان ولا نقترب، يمتد بيننا حديث لا ينتهي.
إلى أين يرحل بنا العمر؟
متى الميلاد من جديد؟
إلى متى سأظل استند برأسي لجدار الحزن؟
إلى متى أفتش عنك ولا استند لكتفك إلا في أحلامي؟
لازال القدر يداعب الحكاية، لا يريد أن ينهيها ولا يتركنا نكتب سطورها كما نريد، وها أنا أعود وحدي من جديد تتقاذفني أمواج من حنين، ابحث عن وطني في عيناك فأصبح غريبة لا وطن لها ولا عنوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق