17‏/04‏/2018

رسائلها الية.....17

كلما حاولت الهروب من الكتابة إليك اجدني اهرب لك فانا اشعر بالضياع... نعم هذا هو التعبير المناسب للتيه الذي اشعر به
لم أكن اعتقد انه من الممكن أن اشعر بالضياع في ذاك الطريق الذي أحفظة جيدا ولكن ما اشعر به ليس هو المعنى الحرفي للكلمة فانا قد سقطت في فراغ كبير يمتص الروح ...انه غياب الروح عن الجسد رغم الحياة ربما هو خيط رفيع يفصل ما بين الحياة والموت
نعم فانا هنا في تلك المساحة الضيقة جدا التي تطبق على صدري رغم اتساع المكان إنها تلك الحدود الضيقة والطُرق المحسوب كل خطواتها بدقه
أتعلم اشعر وكأني افلت زمام أمري فلم اعد أستطيع أن امسك بذاتي ...أفلتت مني روحي بشكل مخيف .....تمردت أو عصت لا اعلم ولكنها لم تعد تنصاع لي ...اشعر بأنها تتسرب من بين اناملي كحبات رمال
ما الذي تبقى مني وما الذي انتظره ...ألازال هناك متسع من الوقت لأنقذني أم انه انتهى كل شيء ربما لا زلت احتفظ بكلماتي كمتنفس لكل تلك الضغوط التي تجتاحني
إنها الكتابة تلك العصا السحرية التي تمنحني الحياة ...تُعيد ترتيب روحي المبعثرة ...تُفتش عن تفاصيلي بصمت وتمنحها المساحة الكافية للظهور ...اهرب منها وارتمى في أحضانها دون أن أدرى
أهاب الكلمات حين تكشف جروح الماضي وتحاول أن تداويه ..اهرب منها فلم اعد احتمل مزيد من الألم ...اخشي مواجهتي فأصبحت اطمس كل المرايا...اهرب منها .....أتجنبها ...أخشى تلك اللحظة التي اكتشف بان الماضي يختبئ خلفي ويستعد للانقضاض علىّ
ضائعة وحدي....غريب أخر في ساحة تمتلئ بالغرباء
اعلم أن رسائلي أصبحت مملة وبأنها لم تعد تحمل لك إلا مزيد من الخوف والقلق والحزن ربما لأنك وحدك من أستطيع أن اكشف جراحي امامه دون خجل ...أتعلم من الصعب أن تُعرى الروح إلا أمام من يسترها
لقد اقتربت من الهاوية ولا اعلم إلى متى سأستطيع المقاومة قبل أن اسقط إلى متى سأظل متشبثة بإطراف حلم بعيد المنال حتى لا أتهاوى في جُب الحزن ولا اخرج منه
أتدرك يا صديقي كيف تحتلك الوحدة وتفرض سيطرتها عليك فانا وحيدة تلك الوحدة التي تمتص روحك ولا تنتهي حتى وأنت تحاول التمرد عليها بكل ما تملك من قوة ربما لأنها وحدة روح ....غربة تسكن روحك وليست غربتك عن مكان
تكتشف بأنك غريب حين تعجز عن البوح بما تشعر ...حين تتحول الكلمات إلى مجرد نظرات تائهة لا تدرك منها شيء
حين تكون إجابتك على كل الأسئلة كلمة واحدة هي كل شيء على ما يرام ليس عدم رغبة منك في البوح ولكن ربما لأنك تعجز عن تحديد ما يؤلمك
أتدرى.... انه شعور قاتل حين تلتزم الصمت في تلك الأوقات التي تكون في اشد حاجه للحديث ربما هو كأن تعجز عن البكاء حين يجب أن تبكى
وحدك من كنت الجأ له في تلك اللحظات الحائرة فكان يكفى أن أخبرك بأنني حزينة أو ارتجف خوفا أو حتى ابكي دون سبب
لم تكن تحتاج لكثير من الكلمات لتفهم فقد كنت تضمني وتسند رأسي على كتفك لأطمئن
فدائما ما كنت تهون الحزن على قلبي وتخبرني بأن كتفك ها هنا دائما لاستند عليه كان لديك مُتسع لتخاريف وحدتي وجنون أفكاري
معك كنت امتلك كل الشجاعة لأخبرك بضعفي وقلة حيلتي دون أن اشعر بضعف
سأخبرك بسر.... وحدك من أخبرته بكل شيء اخشاه ويؤلمني واشعر بالخذي منه فمعك لم اشعر أبدا بالخذلان دائما ما كنت أنت الحقيقة حين يصبح كل شيء سراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق