10‏/08‏/2018

حين يتحدث الغائب


حين تكتبين لذاك الغائب البعيد ادعوا الله إن أكون لا زلت أنا مُلهمك الذى تكتبين لة، أتدركين عزيزتي بأنني كلما حاولت الفرار منك أعود لكي وأتلمس ذاتي حروفك وكلماتك

تمنيت أسمى في أول رسائلك رغم يقيني بأننى المجهول الذي تبوحين له وتشتاقي 
لقد وصلت كل رسائلك يا عزيزتي، تلك الرسائل التي أرسلتيها في صمت ولكن دائما ما كانت كلماتك تشق جدار صمتي وتصل لقلبي رغم المسافات والجدران
أتدركين بأن حروفك كانت هي قطرات الندى التي تروى النبتة الظامئة في تلك الصحراء البعيدة التي اسكنها 
افتقدك، افتقد صباحك الدافئ وأمسياتك التي كانت هي الونس حيث الوحدة والغربة والصمت يلف المكان من حلى 
لا تلوميني على الغياب فلم استطع أن أكون ذاك الفارس الذي يختطفك ويرحل لبعيد
ربما كما تقولي يصر القدر على عقابنا أو ربما هو قدرنا الذي نرحل منه له
لم يخلوا يومي منك أبدا يا صغيرتي دائما ما كان وجودك ينتصر، لم تعانى وحدك صدقيني فكل مساء كان يمر من خلالي طيفك ويمنحني حنين وكثير من الوجع والاشتياق، أتدركين شيء لم تكوني وحدك من يكتب الرسائل للغائب فلقد كتبت لكي كثيرا ولكن لم املك تلك الشجاعة لأرسلها لكي أو حتى أضعها في طرقك لتقرئيها يوما ما حتى ولو صدفة 
كلانا يعانى يا صغيرتى من الغياب ربما تلوميني لأننى أنا الغائب وأنا من قررت الرحيل ولكن يوما ما ستعلمي جيدا بأنه لم يكن هناك حل أخر 
سأعود يا صغيرتي، سأعود كوني على يقين من عودتي واحتفظي بكل كلماتك لقرأها معا على ذاك الشاطئ البعيد
سأعود فكيف لا أعود وروحك وطني، كيف لا أعود وأنا منذ رحيلي عنك ضللت الطريق ولم اعد اعرف لي عنوان أو وطن أو كيان
سأعود لأننى على يقين بأنك هاهنا تنتظرين عودتي وأبدا لن تفقدي إيمانك بى ويقينك 
سأعود صغيرتي سأعود
#حين_يتحدث_الغائب
#غريب_بلا_غربة
#مها_العباسي
#رد_علي_رسايل_بسمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق