13/07/2023
بقلم
مها العباسي
لم أتسلل إليه كعابرة طريق… بل اقتربتُ منه كمن يحمل عطشًا قديمًا، عطش لا يُروى ولا يرغب في أن يرتوي أصلًا.
هو انكساري اللامع في وضح النهار… هو جنوني الجميل الذي يتقن اللعب في صمت اللحظات.
لم يختر لغتي… بل أنا التي انزلقتُ بكلماتي إليه، تسللت بين أنفاسه كما تتسرب قطرة ماء دافئة فوق جلدٍ يشتاق لاحتراقها.
لم يلمحني بعينيه… بل شعرتُ به بروحي، حيث لا تصل نظرة، ولا تفضحني كلمة.
أنا لا أحبه كما يتخيل العابرون…
أنا أنتمي إليه كما ينتمي الليل لجسدٍ وحيدٍ يتمنى حضن دفء.
أنا أعضُّ على اسمه كما يُعضُّ على تفاحة محرّمة… تلك اللذة التي نعرف أنها خطر، لكننا نُقبل عليها بكل شغفنا.
حين يقترب… تسقط عني كل أقنعتي، لا أملك التفكير، ولا أرغب في الهروب.
حين يلمسني… لا يكفيني، بل أذوب معه كأن الأرض تبتلعني نحوه.
أنا لا أريده لأنه الإجابة… بل أريده لأنه السؤال الوحيد الذي أقبل أن أبقى تائهة فيه حتى آخر العمر.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق