13/09/2023
رجل الرحيل
بقلم
مها العباسي
كان يحمل تعبًا لا يشرحه، وأحمالًا لا يراها أحد.
يتحرك بين الناس كأنه معهم، لكنه بعيد… بعيد جدًا.
كل من حوله يظن أنه بخير، لكن الحقيقة أنه لم يكن بخير يومًا.
لم يفهمه أحد، لا عائلته ولا أصدقاؤه، حتى هو كان غريبًا على نفسه.
في عينيه أسرار كثيرة…
اندفاع لا يُروَّض، وحزن يشبه ابتسامة عابرة.
رقيق رغم قسوته، هشّ رغم ما يبدو عليه من صلابة.
هناك أرواح نرتاح بقربها قبل أن نعرفها…
أرواح تُسكننا، لا تحتاج إلى كلام أو لقاء.
أحيانًا يكون القريب أبعد الناس عنك، وأحيانًا يسكنك شخص لم تلمسه يدك يومًا.
أنا وهو بيننا رباط لا ينفكّ…
حبنا يشبه الحبال التي تُشدّ بقوة، لكنها لا تنقطع…
كل خلاف يقربنا أكثر، كل بعد يجعلنا نعود أقوى.
كأن أصابعي خُلقت لتُكمل أصابعه…
كأن الفراغات بين يدي تنتظر أن يسكنها.
هو ليس كأي أحد، لا يُشبه أحد، لا يُكرَّر.
حبنا لا يشبه القصص العادية…
حبٌ يركض عكس التيار، يصرّ على أن يبقى رغم كل شيء.
أنا لم أبحث عنه… هو من وجدني.
لم أختره… لكنني انتميت إليه كما ينتمي الجرح لجلده.
كل شيء كان يبدو كصدفة… لكنه صار قدري.
هو ابتلائي الجميل… واختياري الوحيد.
نحن لا نهرب… نحن نعود من جديد في كل مرة،
كأننا نُضيء بعد انطفاء،
بريق مختلف،
أهدأ… أصدق… أنقى… وأعمق.
#مها_العباسي
12/09/2023
أكتفي بك
بقلم
مها العباسي
أي سحرٍ هذا الذي يجذبني إليك رغم المسافات؟
أي قوةٍ خفية هذه التي تجعلني لا أرى غيرك، حتى وأنت غائب؟
كيف أصبحتُ أكتفي بك، وأنت لست هنا؟
كيف صرتُ أشتاقك كأنك الهواء الذي ينقصني؟
أي جنون هذا الذي يجعل نبضي يتسارع لمجرد ذكر اسمك؟
أي جنون يجعلني أبتسم كمن وجد كنزه المفقود حين أسمع صوتك؟
لقد أصابني حبك بحالة لا علاج لها…
أدمنتك كما يُدمن المرء نَفَسه، كما يُدمن الحياة التي لا بديل عنها.
والمُدهش أنني لا أبحث عن شفاء… لا أريده، لا أتمناه.
في غيابك…
كل الأشياء باهتة، كأن الوقت لا يمضي.
كل الأماكن باردة، كأنها فقدت حرارتها.
أبحث عنك في كل الوجوه، في كل الطرقات، حتى في تفاصيل أحلامي الصغيرة.
كيف لا أشتاق إليك؟
وأنا حين أفقدك، أفقد نفسي.
وأشعر أني وحيدة وسط الزحام، خاوية وسط الضجيج.
أتعلم؟
أنا لا أريد منك وعدًا، ولا أطلب منك حضورًا دائمًا،
أنا فقط أريد أن أبقى لك… كما أنا، كما تحبني، كما أراك.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)