21/11/2024
إلى من خذلني...
بقلم
مها العباسي
لماذا تُفلت يدًا تمسكت بك بكل قوتها؟ لماذا تُضيّع قلبًا كان يراك وطنًا وسكنًا وملجأ؟
قلب أحبك بلا شروط... بلا قيد... بلا حساب.
قلبٌ غفر لك ما لا يُغتفر، وتجاهل ما لا يُتجاهل، ليس ضعفًا ولا قلة حيلة، بل لأنه أحبك بصدق، ولأنك كنت عنده الحياة بكل تفاصيلها.
لماذا جعلت حضورك باهتًا؟
أين ذهب ذلك الدفء الذي كنت تغمرني به؟ أين ضاع ذلك الصخب الجميل الذي كنت تملأ به أيامي؟
تركتني وحدي أمام أسئلة لا تنتهي... أمام جراح مفتوحة تنهشني ليلًا بلا إجابة.
كنت أبحث عنك في كل شيء... في الأماكن، في الأصوات، في الحكايات الصغيرة.
كنت أخشى عليك من الغياب، وأخشى منك أن تبتعد.
لكن يبدو أنني كنت أخاف في الاتجاه الخطأ...
كنت أخاف أن أفقدك، بينما أنت من كنت تهرب من وجودي.
أتعلم؟
لقد تعبت.
لن ألاحقك بعد اليوم، لن أقتحم مساحتك، لن أفرض نفسي عليك، لن أكتبك، لن أذكرك، حتى وإن مررت بذهني صدفة، سأطردك كأنك لم تكن.
أنا التي كنت أرهقك بخوفي من فقدانك... لم يكن خوفي منك، كان خوفي عليك... لكنك لم تفهم.
كم مرة قررت أن أرحل؟
كم مرة أخذت القرار في ليلٍ طويل، ثم مع أول ضوء شمس، أعود لأشتاقك من جديد؟
أتعلم؟
أنا تلك التي خانها قلبها أمام كل قراراتها.
أنا تلك التي وعدتك ألا تحبك... ثم جبنت.
وعدتك ألا تعود... ثم عادت.
وعدتك ألا تموت اشتياقًا... ثم ماتت ألف مرة.
لا تلمني. أنا لست ضعيفة. أنا فقط أحببتك كما لا يجب أن يُحب أحد.
#مها_العباسي
18/11/2024
"امرأة تُعيدك إليك"
بقلم
مها العباسي
لن تتعافى من امرأة لامست روحك قبل جسدك.
لأنك لم تحب حضورها العابر، بل وقعت في حب فكرتها، تلك التي تجعلك تعيد اكتشاف نفسك بين كلماتها وصمتها.
أن تحب امرأة تفكّر، يعني أنك لا تراها جسدًا يُطفئ شهوتك، بل مرآة تكشفك لنفسك، تظهر ضعفك الذي أخفيته خلف قناع القوة، وتُريك جراحك التي حاولت تجاهلها.
هي ليست لحظة مؤقتة تُنسيك ضجيجك، بل طريق طويل يأخذك نحوك، نحو أعماقك التي لم تزرها من قبل.
معها لا تسعى للمتعة العابرة، بل تفتّش عنك... كما كنت قبل أن تضيّعك الأيام، قبل أن تصنعك الوجوه العابرة، قبل أن تغلّفك الحياة بطبقات الصلابة والخوف.
هي السؤال الذي يطاردك، واليقين الذي تخشاه.
هي الرحلة التي تُربكك... لكنها تشفيك.
في حضرتها تدرك أنك لا تبحث عنها، بل تبحث عن نفسك من خلالها.
تبحث عن الطفل الذي كنت عليه يومًا، ذلك الطفل الذي كان يؤمن بكل شيء قبل أن يتعلم الخيبة.
هي ليست امرأة تمضي، بل امرأة تتركك معك... تفتح فيك أبوابًا لم تتخيل أنك ستدخلها يومًا.
معها، تعود لتعيد بناء نفسك من جديد.
#مها_العباسي
11/11/2024
"صمتٌ ممتلئ بك"
بقلم
مها العباسي
أريد أن أقول لك كل شيء… لكنني لا أجد الشجاعة أن أنطق بأي شيء.
هل تفهمني؟ هل تسمع ما لم أقله؟
أخفي كلماتي خلف ابتسامات مشوشة، وأُخفي شوقي في جُمل باهتة.
أقول: "سُررت برؤيتك" …
ولا أقول إن رؤيتك هي ما أنقذتني اليوم.
أقول: "كن بخير" …
ولا أقول إنني أريدك أن تكون بخيري أنا، بجانبي أنا.
أُبقي المسافة بيننا كما هي…
لكني داخلي أصرخ: لو تقترب قليلًا، لو تختصر هذا الفراغ بين يديك ويدي.
أجلس أمامك… أبدو هادئة، ثابتة،
لكني في الحقيقة ذائبة، منهارة من فرط الحنين.
أنت لا تعرف القصة كاملة…
لا تعرف أن كل الأشياء الصغيرة التي أقولها، تحمل بين طياتها ما لا يُقال.
لا تعرف أنني أتمنى لو أبقى بجانبك إلى الأبد دون حاجة للكلام.
أنا لا أجيد الاعتراف…
لكنني أجيد التلميح، أجيد الصمت الممتلئ بك.
ليتك تسمع صمتي كما أسمعك حين تسكت.
ليتك تدركني كما أنا… كاملة في نصف حضور.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)