21‏/11‏/2024

إلى من خذلني...



لماذا تُفلت يدًا تمسكت بك بكل قوتها؟ لماذا تُضيّع قلبًا كان يراك وطنًا وسكنًا وملجأ؟
قلب أحبك بلا شروط... بلا قيد... بلا حساب.
قلبٌ غفر لك ما لا يُغتفر، وتجاهل ما لا يُتجاهل، ليس ضعفًا ولا قلة حيلة، بل لأنه أحبك بصدق، ولأنك كنت عنده الحياة بكل تفاصيلها.

لماذا جعلت حضورك باهتًا؟
أين ذهب ذلك الدفء الذي كنت تغمرني به؟ أين ضاع ذلك الصخب الجميل الذي كنت تملأ به أيامي؟
تركتني وحدي أمام أسئلة لا تنتهي... أمام جراح مفتوحة تنهشني ليلًا بلا إجابة.

كنت أبحث عنك في كل شيء... في الأماكن، في الأصوات، في الحكايات الصغيرة.
كنت أخشى عليك من الغياب، وأخشى منك أن تبتعد.
لكن يبدو أنني كنت أخاف في الاتجاه الخطأ...
كنت أخاف أن أفقدك، بينما أنت من كنت تهرب من وجودي.

أتعلم؟
لقد تعبت.
لن ألاحقك بعد اليوم، لن أقتحم مساحتك، لن أفرض نفسي عليك، لن أكتبك، لن أذكرك، حتى وإن مررت بذهني صدفة، سأطردك كأنك لم تكن.

أنا التي كنت أرهقك بخوفي من فقدانك... لم يكن خوفي منك، كان خوفي عليك... لكنك لم تفهم.

كم مرة قررت أن أرحل؟
كم مرة أخذت القرار في ليلٍ طويل، ثم مع أول ضوء شمس، أعود لأشتاقك من جديد؟

أتعلم؟
أنا تلك التي خانها قلبها أمام كل قراراتها.
أنا تلك التي وعدتك ألا تحبك... ثم جبنت.
وعدتك ألا تعود... ثم عادت.
وعدتك ألا تموت اشتياقًا... ثم ماتت ألف مرة.

لا تلمني. أنا لست ضعيفة. أنا فقط أحببتك كما لا يجب أن يُحب أحد.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق