09‏/01‏/2024

رجل الاحتمالات


ليس شعورًا عابرًا… بل إعصار مقيم في صدري منذو سنوات،
يسكنني كأنه خلق من أجلي وحدي،
لم يخفت يومًا… لم يهدأ… لم يتراجع.

هل أحبه؟ نعم… إلى حد الألم.
هل أكرهه؟ ربما أكثر… إلى حد الرغبة في اقتلاعه من روحي.
أشتاقه حتى أوجاعي… ثم أزهد فيه كمن ضاق صدره بما يعشق.

مشاعري تجاهه لا تتمايل برقة… بل تتصارع بعنف،
تتصادم داخلي كما يتصادم الموج على الصخور،
بهمجية لا تشبه الحكايات الوردية.

أتقدّم إليه… ثم أهرب منه،
أبحث عنه… ثم أتوارى بعيدًا.
وهو؟
ثابت كأنه الحقيقة الوحيدة في فوضى أيامي،
مُلتصق بقلبي كأنني خُلِقت لأحمله داخلي… رغمًا عني.

رجلٌ يحمل ألف وجه… ألف مزاج،
وأنا؟ امرأة تتقن التلوّن، لا لتُرضيه… بل لتُكمل الجنون معه.

يعرف تمامًا أنني لا أُجيد الالتفات لغيره،
يعرف أنني أعيش في معركة مستمرة بين جذبه ودفعه.

نحن لا نُشفى، لا ننسحب، ولا نُفلت من بعضنا.
نحن ابتلاءٌ جميل، لعنةٌ نُحبها، وجحيمٌ نتدفأ فيه.
#مها_العباسي

04‏/01‏/2024

طريق لا يكتمل أبدًا

سلامٌ باردٌ هذه المرة… كان دافئًا يومًا، لكنه الآن بلا حرارة.

ظننتُ يومًا أنني سأكتب لك آخر رسائل الحب،
لكني أكتب لك اليوم رسالة تعب…
رسالة امرأة أنهكها أن تنتظر وحدها، وتسير في طريق لا يكتمل أبدًا.

لم أعد أستطيع أن أشرح… ولا أن أبحث عن مبررات تُنقذك من نفسك،
تعبتُ من أن أكون الطرف الذي يمنح، ويبذل، ويصنع ألف عذر في كل مرة.

أُدرك الآن أن ما كان بيننا لم يكن حبًا ناضجًا،
كان شيئًا مُعلّقًا… حيرة بلا قرار، وغياب بلا ملامح…
وكل هذا لا يُشبهني.

لن أُغلق الباب بغضب، ولن أُسقط الحكاية في النسيان قسرًا…
سأُغلقها بهدوء… لأنني فهمت أخيرًا أن من لا يمنحك قلبه، لا يستحق قلبك.

ربما أحببتك كثيرًا… لكني اليوم أحب نفسي أكثر.
لن أُعاتبك، ولن أنتظرك، ولن أكتبك بعد اليوم في أي سطر.

هذا القلب الذي طالما فتح لك أبوابه، قرر أن يفتحها هذه المرة… ليخرج.

وداعًا يا من كنت جميلًا وعابرًا…
علّمتني أن في بعض الغياب… راحة لم أكن أبحث عنها، لكنها كانت خلاصي.

#مها_العباسي

01‏/01‏/2024

ما عدتُ كما كنت.


لم أُغلق الباب، فقط لم أعد أطرقه.
لم أُعلن الرحيل، فقط توقفت عن الانتظار.
كل ما هنالك… أنني وضعت قلبي جانبًا،
وركضتُ خارج الدائرة، أبحث عن نفسي التي ضاعت وأنا أعدّ خطواتك.
لم أعد أبحث عن مبرر لصمتك، ولا أرهق قلبي بأسئلة لن تُجيب عنها، ولا أفتّش في وجهك عن أثر حنين قديم.
أنا فقط… خفّفتُ من حضوري، انسحبت بلطف، كمن لا يريد أن يُفسد شيئًا، لكنه يعلم أنه لم يعُد يُناسب المكان.
لم أعد أغضب منك، لستَ خصمي، ولا عدوّي،
كنتَ يومًا ملجئي، وصرت الآن غريبًا أعرفه جيدًا…غريبٌ ما زلتُ أحب له الخير، لكنني لم أعد أريد البقاء بجانبه.
صرت أتقن الصمت حين يُذكر اسمك، وأبتسم كأن شيئًا لم يكن، بينما في داخلي زلزالٌ لا يهدأ،
لكني تعبت من الترميم… ومن العتاب.
ما زال في قلبي مكان لك، لكنه أصبح مغلقًا، كغرفة جميلة لا تُفتح كثيرًا، فيها صور قديمة، وضحكات من زمنٍ فات، وفيها أنا… كما كنت، حين كنتَ تُشبهك.
#مها_العباسي