31‏/12‏/2024

"لا أُجيد الالتفات لغيره"



ليس شعورًا عابرًا… بل إعصار مقيم في صدري منذو سنوات،
يسكنني كأنه خلق من أجلي وحدي،
لم يخفت يومًا… لم يهدأ… لم يتراجع.

هل أحبه؟ نعم… إلى حد الألم.
هل أكرهه؟ ربما أكثر… إلى حد الرغبة في اقتلاعه من روحي.
أشتاقه حتى أوجاعي… ثم أزهد فيه كمن ضاق صدره بما يعشق.

مشاعري تجاهه لا تتمايل برقة… بل تتصارع بعنف،
تتصادم داخلي كما يتصادم الموج على الصخور،
بهمجية لا تشبه الحكايات الوردية.

أتقدّم إليه… ثم أهرب منه،
أبحث عنه… ثم أتوارى بعيدًا.
وهو؟
ثابت كأنه الحقيقة الوحيدة في فوضى أيامي،
مُلتصق بقلبي كأنني خُلِقت لأحمله داخلي… رغمًا عني.

رجلٌ يحمل ألف وجه… ألف مزاج،
وأنا؟ امرأة تتقن التلوّن، لا لتُرضيه… بل لتُكمل الجنون معه.

يعرف تمامًا أنني لا أُجيد الالتفات لغيره،
يعرف أنني أعيش في معركة مستمرة بين جذبه ودفعه.

نحن لا نُشفى، لا ننسحب، ولا نُفلت من بعضنا.
نحن ابتلاءٌ جميل، لعنةٌ نُحبها، وجحيمٌ نتدفأ فيه.
#مها_العباسي

11‏/12‏/2024

"أنت أسطورتها… لا مجرد رجل"



أتدرك معنى أن تحبك امرأة تكتب؟
ستصبح فارسها وملهمها الأوحد، ستنظر إليك بعين مختلفة، ستبحث عن تفاصيلك التي لن يراها سواها، ستفتش عن ملامح روحك قبل أن ترى ملامح وجهك، ستشعل لك ألف قنديل يضيء لك الطريق، ستصبح نجمتك الهادية.
ستكتب لك وعنك، ستصبح جزءًا من حروفها لا يتجزأ، وستجد نفسك بين سطورها ملهمًا وفارسًا لا يرحل عن الكلمات.
يومًا ما ستدرك أنك كنت صاحب الكلمات وفارس السطور، ستدرك أنه حين أحبتك تلك المرأة، أحبتك حبًا مختلفًا ربما لم تستطع أن تفهمه أو تدركه، فهي لم تحبك كرجل عادي، فأنت لم تكن لها مجرد رجل يمضي في دروب الحياة، هي أحبتك كرجل الحلم وفارس الحكايات، أحبتك نورسًا لا يسكن أرضًا وليس له عنوان، فهي تدرك جيدًا أن النوارس لا تسكن الأقفاص، وتموت إن لم تستطع التحليق عاليا، حبها لك صعب أن تتفهمه ولكن حتمًا ستدرك يومًا معناه.
فهي كتبت لك أسطورة وكنت أنت بطلها الوحيد، رسمت لك عالمًا سحريًا وفتحت لك أبواب الأحلام، كانت لك دليلاً، وإن طال الطريق ستصل حتمًا إليها.
ستدرك أنها من أمسكت يدك حين أفلتها الجميع وآمنت بك حين لم تستطع أنت أن تؤمن بنفسك، كان يقينها أنت، وحقيقتها أنت.
تلك التي ستدرك أبواب روحك وتتسلل إليك ببساطة وتشاركك الأحلام والجنون والأمنيات والامسيات،ستحول امسياتك لاحلام، ستحتضن حلمك كطفل ليكبر ويعانق الشمس، وستصل بك ومعك إلى حيث تتمنى وتريد، وستظل فارسها حيث لم يعد هذا زمن الفرسان.
ستعتذر نيابة عنك لكل الفراشات التي أرادت أن تعبر عالمك ولم تمنحها الفرصة، ف
تركت أثرها على حدود عالمك ورحلت.
#مها_العباسي

21‏/11‏/2024

إلى من خذلني...



لماذا تُفلت يدًا تمسكت بك بكل قوتها؟ لماذا تُضيّع قلبًا كان يراك وطنًا وسكنًا وملجأ؟
قلب أحبك بلا شروط... بلا قيد... بلا حساب.
قلبٌ غفر لك ما لا يُغتفر، وتجاهل ما لا يُتجاهل، ليس ضعفًا ولا قلة حيلة، بل لأنه أحبك بصدق، ولأنك كنت عنده الحياة بكل تفاصيلها.

لماذا جعلت حضورك باهتًا؟
أين ذهب ذلك الدفء الذي كنت تغمرني به؟ أين ضاع ذلك الصخب الجميل الذي كنت تملأ به أيامي؟
تركتني وحدي أمام أسئلة لا تنتهي... أمام جراح مفتوحة تنهشني ليلًا بلا إجابة.

كنت أبحث عنك في كل شيء... في الأماكن، في الأصوات، في الحكايات الصغيرة.
كنت أخشى عليك من الغياب، وأخشى منك أن تبتعد.
لكن يبدو أنني كنت أخاف في الاتجاه الخطأ...
كنت أخاف أن أفقدك، بينما أنت من كنت تهرب من وجودي.

أتعلم؟
لقد تعبت.
لن ألاحقك بعد اليوم، لن أقتحم مساحتك، لن أفرض نفسي عليك، لن أكتبك، لن أذكرك، حتى وإن مررت بذهني صدفة، سأطردك كأنك لم تكن.

أنا التي كنت أرهقك بخوفي من فقدانك... لم يكن خوفي منك، كان خوفي عليك... لكنك لم تفهم.

كم مرة قررت أن أرحل؟
كم مرة أخذت القرار في ليلٍ طويل، ثم مع أول ضوء شمس، أعود لأشتاقك من جديد؟

أتعلم؟
أنا تلك التي خانها قلبها أمام كل قراراتها.
أنا تلك التي وعدتك ألا تحبك... ثم جبنت.
وعدتك ألا تعود... ثم عادت.
وعدتك ألا تموت اشتياقًا... ثم ماتت ألف مرة.

لا تلمني. أنا لست ضعيفة. أنا فقط أحببتك كما لا يجب أن يُحب أحد.

#مها_العباسي

18‏/11‏/2024

"امرأة تُعيدك إليك"


لن تتعافى من امرأة لامست روحك قبل جسدك.
لأنك لم تحب حضورها العابر، بل وقعت في حب فكرتها، تلك التي تجعلك تعيد اكتشاف نفسك بين كلماتها وصمتها.

أن تحب امرأة تفكّر، يعني أنك لا تراها جسدًا يُطفئ شهوتك، بل مرآة تكشفك لنفسك، تظهر ضعفك الذي أخفيته خلف قناع القوة، وتُريك جراحك التي حاولت تجاهلها.

هي ليست لحظة مؤقتة تُنسيك ضجيجك، بل طريق طويل يأخذك نحوك، نحو أعماقك التي لم تزرها من قبل.

معها لا تسعى للمتعة العابرة، بل تفتّش عنك... كما كنت قبل أن تضيّعك الأيام، قبل أن تصنعك الوجوه العابرة، قبل أن تغلّفك الحياة بطبقات الصلابة والخوف.

هي السؤال الذي يطاردك، واليقين الذي تخشاه.
هي الرحلة التي تُربكك... لكنها تشفيك.

في حضرتها تدرك أنك لا تبحث عنها، بل تبحث عن نفسك من خلالها.
تبحث عن الطفل الذي كنت عليه يومًا، ذلك الطفل الذي كان يؤمن بكل شيء قبل أن يتعلم الخيبة.

هي ليست امرأة تمضي، بل امرأة تتركك معك... تفتح فيك أبوابًا لم تتخيل أنك ستدخلها يومًا.

معها، تعود لتعيد بناء نفسك من جديد.

#مها_العباسي

11‏/11‏/2024

"صمتٌ ممتلئ بك"



أريد أن أقول لك كل شيء… لكنني لا أجد الشجاعة أن أنطق بأي شيء.
هل تفهمني؟ هل تسمع ما لم أقله؟
أخفي كلماتي خلف ابتسامات مشوشة، وأُخفي شوقي في جُمل باهتة.
أقول: "سُررت برؤيتك" …
ولا أقول إن رؤيتك هي ما أنقذتني اليوم.

أقول: "كن بخير" …
ولا أقول إنني أريدك أن تكون بخيري أنا، بجانبي أنا.

أُبقي المسافة بيننا كما هي…
لكني داخلي أصرخ: لو تقترب قليلًا، لو تختصر هذا الفراغ بين يديك ويدي.
أجلس أمامك… أبدو هادئة، ثابتة،
لكني في الحقيقة ذائبة، منهارة من فرط الحنين.

أنت لا تعرف القصة كاملة…
لا تعرف أن كل الأشياء الصغيرة التي أقولها، تحمل بين طياتها ما لا يُقال.
لا تعرف أنني أتمنى لو أبقى بجانبك إلى الأبد دون حاجة للكلام.

أنا لا أجيد الاعتراف…
لكنني أجيد التلميح، أجيد الصمت الممتلئ بك.

ليتك تسمع صمتي كما أسمعك حين تسكت.
ليتك تدركني كما أنا… كاملة في نصف حضور.

#مها_العباسي

17‏/10‏/2024

لقاءً أخيرًا

أُريد منك لقاءً أخيرًا…
لا لأُعيدك إلى حياتي، ولا لأتعلق بحلم قديم، بل لأُغلق هذا الباب المفتوح داخلي.

أُريد أن أسمع منك أن ما كان بيننا لم يكن خيالًا… أنني لم أُحب وحدي، ولم أُحارب وحدي… أن الذكريات التي جمعتنا لم تمر على قلبك مرور الغريب.

أُريد أن أعرف… هل كنتَ حقيقيًا؟ أم كنتَ ظلًا مشيتُ خلفه حتى تاهت خُطاي؟

أُريد أن أُصدق أن البداية التي صنعناها معًا لم تكن تستحق هذه النهاية الباردة، لم تكن تستحق هذا الغياب المُبهم، ولا هذا السكوت الطويل.

أُريد حديثًا أخيرًا
نُصافح فيه الحقيقة، لا لنعود كما كنّا، بل لنمنح بعضنا فرصة للفهم… فقط للفهم.

لن نفترق لأننا ابتعدنا فعلًا، ولن نلتقي لأن الطريق بيننا قد انطفأ.
لكني أحتاج أن أضع النقطة الأخيرة بيدك… أن تنهي ما بدأته أنت.

ربما بعدها أستطيع أن أمضي دون أن ألتفت، دون أن يقتلني السؤال: "هل كنتَ يومًا لي؟ أم كنتُ دائمًا وحدي؟"
#مها_العباسي

10‏/09‏/2024

"حين لا يكون السقوط خيارًا"

يحمل كلٌّ منا بداخله الكثير من شظايا الزجاج المهشم التي لا يقوى على إزاحتها، فكل ما يمكن فعله هو أن يتفادى تلك الحواف الحادة كي لا تُمعن في تمزيق روحه وتتركه أكثر جراحًا.

أُدرك جيدًا كيف يخفق القلب بالحسرة ويئن من الألم حين يخونه من كان يظنهم الأقرب، وكيف تخنقك تلك الغُصة وتملأك مرارة لا يراها أحد بينما ترتدي قناع الابتسام كأن الأمر لا يعنيك.
لكن الحقيقة المُرة أن الخيارات قليلة، بل ربما لا خيار إلا أن تظل ثابتًا، متماسكًا، واقفًا رغم كل شيء.

فالبعض لا يملك رفاهية السقوط، ولا وقتًا للبكاء طويلًا، عليه فقط أن يُكمل الطريق مهما كانت شظاياه.

#مها_العباسي

10‏/07‏/2024

انسحاب

ما بعد الانسحاب…
هدأت العاصفة، لكنني لم أعد كما كنت.
صرتُ أكثر هدوءًا… أكثر وعيًا بنفسي، أصبحت أحتفظ بحنيني لنفسي، وكل مرة كنت أشتاق لك فيها، كنت أضمّ قلبي وأقول له: "أنا هنا… لن أتركك وحدك."
تعلّمت أن أُمسك بيدي حين ترجف، أن أحنو على قلبي حين يخفق وحيدًا، أن أكون وطناً لصوتي حين لا يجد من يسمعه.
لا بأس…أنا بخير بما يكفي لأُكمل الطريق من دونك، وإن تعثّرت… سأبتسم، وأُخبر نفسي:
"كُنتَ سندًا، ثم صرتَ ذكرى، ولا بأس بالذكريات التي تُعلّمنا الثبات."
كنت أظن أن الحب وحده يكفي، أن الشعور إذا صدق، سيبقى مهما تغيّرت الأيام.
لكنني الآن أفهم…أن الحب الذي لا يحفظنا من الانكسار، لا يليق أن نبقى داخله.
أنا الآن لا أكرهك…لكني لم أعد أُحبك بنفس الطريقة، لا بنفس الاندفاع، ولا بنفس التوق.
أحبك بهدوء… كذكرى دافئة في ليلة باردة.
كشيء مرّ، لكنه علّمني الكثير.
وإن عدتَ يومًا…ستجد الباب ما زال في مكانه،
لكن المفتاح لم يعد معي.
#مها_العباسي

28‏/06‏/2024

حوار داخلي



لماذا تعود في كل مرة وكأنك لم ترحل؟

لماذا تترك قلبي يحارب وحده كل هذا الوقت؟

أتعلم؟ كنت أظنني أستطيع نسيانك، لكنك تسكن في التفاصيل الصغيرة التي لا أستطيع تجاهلها.

وأنتَ... لم تكن تعلم أنك اخترقت حصوني، وأنك كنت تستوطن كل الأماكن التي خلتها آمنة منك.

وفي تلك الليلة، حين عاد بعد غياب طويل، وقف أمامي كأن الزمن توقف بيننا:

"أنا آسف... لم أعرف يومًا كيف أبقى، لكنني كل مرة أعود إليك."

"أتعرف؟ أنا لم أعد أطلب منك أن تبقى. أنا فقط أريدك أن تعود دائمًا... حتى وإن كنت تعرف طريق الغياب."

قد يكون الحب هو أن نجد الشخص الذي نحتمل معه كل أشكال الوجع، ونختاره رغم كل شيء، ونظل ننتظره رغم كل المسافات.

هو لم يكن يعلم أنني كنت أحبه منذ البداية... لكني الآن أعلم.
هو لم يكن يدرك أنه قدري... لكنه لم يعد يستطيع الإنكار.

فهو دائماً يعود. وأنا... كنت دائماً في انتظاره.

#مها_العباسي

12‏/03‏/2024

إن عدت

إن عدت فلن أركض إليك كما كنتُ أفعل من قبل،
ولن أسألك: "لِمَ رحلت؟"
قلبي تعلّم كيف ينطق بهدوء، وتعلّم أن العودة ليست دائمًا دليلَ محبة، وأن ليس كلّ باب يُفتح، يستحق أن نخطو إليه مجددًا.
سأسألك ببساطة:
لمَ عدت؟
أهو الشوق؟ أم الوحدة؟
أأدركت قيمتي في غيابي، أم أنّك افتقدت صوتي حين خفتَ الصمت؟
أنا ما زلتُ أنا، لكنني لم أعد تلك الفتاة التي كنتَ تتركها على عتبة الانتظار، كبرتُ… في داخلي، وفي رؤيتي، وأصبحتُ أُميّز بين حنينٍ صادق، وحنينٍ يُولد في لحظات الفراغ فقط.
إن عدت…لن أفرح سريعًا، ولن أغفر بلحظة،
ليس لأنني قاسية، بل لأنني ثمينة، ولا أهب ذاتي لمن يعود فقط حين تضيق به الحياة.
لم أنسكَ…لكنّ ألمي منك، علّمني أن أتذكّرني،
أن أستحق رجلاً يعرف قيمتي، لا رجلاً يذهب حين يشاء، ويعود حين يشاء.
إن عدت…سأُنصت إليك، لكنني لن أُصدّق بسهولة، سأنتظر منك فعلًا يطمئن قلبي، لا وعودًا عابرة، وإن استطعت أن تحبّني مجددًا،
بالشكل الذي يرمم كل ما انكسر، حينها فقط…
قد أقول لك: "مرحبًا."

#مها_العباسي

09‏/01‏/2024

رجل الاحتمالات


ليس شعورًا عابرًا… بل إعصار مقيم في صدري منذو سنوات،
يسكنني كأنه خلق من أجلي وحدي،
لم يخفت يومًا… لم يهدأ… لم يتراجع.

هل أحبه؟ نعم… إلى حد الألم.
هل أكرهه؟ ربما أكثر… إلى حد الرغبة في اقتلاعه من روحي.
أشتاقه حتى أوجاعي… ثم أزهد فيه كمن ضاق صدره بما يعشق.

مشاعري تجاهه لا تتمايل برقة… بل تتصارع بعنف،
تتصادم داخلي كما يتصادم الموج على الصخور،
بهمجية لا تشبه الحكايات الوردية.

أتقدّم إليه… ثم أهرب منه،
أبحث عنه… ثم أتوارى بعيدًا.
وهو؟
ثابت كأنه الحقيقة الوحيدة في فوضى أيامي،
مُلتصق بقلبي كأنني خُلِقت لأحمله داخلي… رغمًا عني.

رجلٌ يحمل ألف وجه… ألف مزاج،
وأنا؟ امرأة تتقن التلوّن، لا لتُرضيه… بل لتُكمل الجنون معه.

يعرف تمامًا أنني لا أُجيد الالتفات لغيره،
يعرف أنني أعيش في معركة مستمرة بين جذبه ودفعه.

نحن لا نُشفى، لا ننسحب، ولا نُفلت من بعضنا.
نحن ابتلاءٌ جميل، لعنةٌ نُحبها، وجحيمٌ نتدفأ فيه.
#مها_العباسي

04‏/01‏/2024

طريق لا يكتمل أبدًا

سلامٌ باردٌ هذه المرة… كان دافئًا يومًا، لكنه الآن بلا حرارة.

ظننتُ يومًا أنني سأكتب لك آخر رسائل الحب،
لكني أكتب لك اليوم رسالة تعب…
رسالة امرأة أنهكها أن تنتظر وحدها، وتسير في طريق لا يكتمل أبدًا.

لم أعد أستطيع أن أشرح… ولا أن أبحث عن مبررات تُنقذك من نفسك،
تعبتُ من أن أكون الطرف الذي يمنح، ويبذل، ويصنع ألف عذر في كل مرة.

أُدرك الآن أن ما كان بيننا لم يكن حبًا ناضجًا،
كان شيئًا مُعلّقًا… حيرة بلا قرار، وغياب بلا ملامح…
وكل هذا لا يُشبهني.

لن أُغلق الباب بغضب، ولن أُسقط الحكاية في النسيان قسرًا…
سأُغلقها بهدوء… لأنني فهمت أخيرًا أن من لا يمنحك قلبه، لا يستحق قلبك.

ربما أحببتك كثيرًا… لكني اليوم أحب نفسي أكثر.
لن أُعاتبك، ولن أنتظرك، ولن أكتبك بعد اليوم في أي سطر.

هذا القلب الذي طالما فتح لك أبوابه، قرر أن يفتحها هذه المرة… ليخرج.

وداعًا يا من كنت جميلًا وعابرًا…
علّمتني أن في بعض الغياب… راحة لم أكن أبحث عنها، لكنها كانت خلاصي.

#مها_العباسي

01‏/01‏/2024

ما عدتُ كما كنت.


لم أُغلق الباب، فقط لم أعد أطرقه.
لم أُعلن الرحيل، فقط توقفت عن الانتظار.
كل ما هنالك… أنني وضعت قلبي جانبًا،
وركضتُ خارج الدائرة، أبحث عن نفسي التي ضاعت وأنا أعدّ خطواتك.
لم أعد أبحث عن مبرر لصمتك، ولا أرهق قلبي بأسئلة لن تُجيب عنها، ولا أفتّش في وجهك عن أثر حنين قديم.
أنا فقط… خفّفتُ من حضوري، انسحبت بلطف، كمن لا يريد أن يُفسد شيئًا، لكنه يعلم أنه لم يعُد يُناسب المكان.
لم أعد أغضب منك، لستَ خصمي، ولا عدوّي،
كنتَ يومًا ملجئي، وصرت الآن غريبًا أعرفه جيدًا…غريبٌ ما زلتُ أحب له الخير، لكنني لم أعد أريد البقاء بجانبه.
صرت أتقن الصمت حين يُذكر اسمك، وأبتسم كأن شيئًا لم يكن، بينما في داخلي زلزالٌ لا يهدأ،
لكني تعبت من الترميم… ومن العتاب.
ما زال في قلبي مكان لك، لكنه أصبح مغلقًا، كغرفة جميلة لا تُفتح كثيرًا، فيها صور قديمة، وضحكات من زمنٍ فات، وفيها أنا… كما كنت، حين كنتَ تُشبهك.
#مها_العباسي