لا تزال عيناه تسكنني... فيهما يسكن حنان الكون كلّه، وكأنما اختُصرت الرحمة في نظراته.
هو رجل لا تهدأ عواصفه حين يثور، ولا أُجيد سوى احتوائها، أفهم صمته كما أفهم غضبه، وأصغي لثورته بقلبي.
بين ذراعيه شعرتُ لأول مرة أنني كاملة... أنني عرفت سرّ الكون بمجرد اقترابي منه.
الطرقات والمسافات والمدن التي تفصل بيننا، عجزت أن تنتزعه من قلبي، لأن كل الدروب، مهما تفرقت، تقود إليه.
حتى الصدف والقدر، يبدو أنهما قرّرا أن لنا لقاءً مؤجلاً، في مكان لم يُكتب بعد.
معه، عرفت أن الأبدية قد تكون في لمسة، وأن الاكتمال ليس وهماً، بل حقيقة نادرة.
لا زلت أكتشفه في كل مرة وكأنني طفلة ترى العالم للمرة الأولى.
لم يكن يومًا شخصًا عاديًا، بل كان دومًا رجلاً استثنائيًا في عينيّ.
كان قوتي في ضعفي، ودهشتي في روتين أيامي.
يأتي دائمًا محمّلًا بنجوم السماء، يشعل حولي الألعاب النارية، ويملأ أذنيّ بألحان لا تنتهي.
معه تبدأ الحكايات...وعند عينيه تنتهي الأساطير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق