09‏/07‏/2025

"غياب مؤجل"



لم نُجيد الفِراق يوما
عشناه كمن يُنتزع من صدره شيء لا يُنتزع،
نترك بعضنا على مهل، خشية أن ننكسر تمامًا.
نتراجع خطوة بخطوة، وقلوبنا تنادي: "لا تفعل…"
كأننا نغوص في الغياب، وأيدينا ممدودة، لكن لا أحد يُمسك.
لم نُغلق الأبواب، فقط توقفنا عن الدخول.
لم نقُل وداعًا، لكننا صمتنا طويلًا… حتى نسينا الأصوات.
في كل مرة نفترق، نترك خلفنا أشياء صغيرة:
فنجان قهوة بارد، بقايا سجائر في منفضة منسية، رسالة لم يُكتَب لها رد، وأغنية نعرف أن لحنها موجع.
كنا نحاول أن نفهم:
لماذا نبتعد رغم كل هذا الحب؟
لكن الحب وحده لم يكن كافيًا لك، ولا التعبير عنه كان سهلاً.
وفي النهاية… لم يصرخ أحد، لم يُغلق الباب،
فقط ابتعدنا… وتراجعنا حتى غاب كل منا في ظلّه.
لكننا لم نحكم الغياب، تركنا مسافة صغيرة… تكفي لأن يعود أحدنا، فينتبه الآخر… وربما يبدأ من جديد.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق