حين يشتدّ الألم في المنتصف، حين تغلق الموانئ أبوابها، وتبتعد الوجوه التي ظننتها ستبقى،
وتصبح أمسياتك مزدحمة بالأجساد، فارغة من الأرواح تصبح الوحدة أكثر ضجيجًا من الزحام.
في تلك اللحظات، أسكن بين حرفٍ مجنون،
وحرفٍ مستكين بين أصابعك، وأنا بينهما، معلّقة،
أستجير بك منك، وأكتبك إليك، وأترك كلماتي تنام على عتبة عالمك، لعلّك يومًا، دون موعد،
تفتح الباب...فتجدني هناك، في هيئة حروف تنتظر.
حين ألقاك، أعود طفلة، تحنو عليّ كلماتك، ويهدأ بي الكون على كتفك.
كل شيء فيك يجعل العالم أكثر اتساعًا، وأنا، الطائر الذي لا يبحث عن قفص، بل عن سماء تشبه عينيك.
اعتدت أن أترك الأشياء تمضي كما يشاء القدر،
ربما كتب لنا اللقاء، وربما حكم أن نظل على طرفي الحياة، وبيننا مساحات من الحنين والحلم والانتظار.
أنا الآن، لا أستطيع أن أعدك بيقين، ولا أن أفسّر وجودي في أيامك.
كل ما أملكه، هو قلبٌ يدور في فراغ، واسع كاتساع السماء، يتشبث بطرف خيط،
ولا يشعر بالثبات.
الأرض من تحتي لا تميل، لكني أتأرجح وحدي.
لا أحد يرى…لكنني، في داخلي،
أدور.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق