22‏/06‏/2025

"عامٌ على اللقاء الثالث"


مرّ عامٌ كامل على لحظة لم تكن كأي لحظة،
على لقاءٍ لم يأتِ صدفة بل بترتيب من القدر، بل جاء كما لو أن العمر بأكمله كان ينتظر تلك اللحظه.
مرّ عامٌ على عيونٍ التقت بعد غياب، وعلى قلوبٍ رغم البعد، كانت تحفظ الطريق إلى بعضها.
كأن الحياة أعادتنا إلى نقطة البدء، لا لنكرر نفس الفصول، بل لنعيد كتابتها بلغة أصدق، بنبض أهدأ، وبرجفة لم تعرف الزيف.
أتذكر؟
كنا نعيش الحلم كأننا نلمس الحياة لأول مرة،
كأن الوجع كله غُفر، وكأن القلب قرر أخيرًا أن يطمئن.
مرّت الأيام بعدها... ثقيلة وصامتة، كأنها تُعاقبنا لأننا صدّقنا أن السعادة ممكنة.
رحلتَ بصمت، وتركت خلفك أبوابًا مواربة، لا هي مفتوحة ولا أُغلِقَت تمامًا.
وتركتني أفتّش عنك في تفاصيل الأيام،
في أغنية قديمة، في صوت يشبهك، في كوب قهوة يُشرب بصمت يشبه سكوتك فى دخان سيجارة.
أنا لا ألومك.
ولا أطلب تبريرًا.
لكنني كنت أرجو فقط أن تبقى.
أن تختار البقاء مرة، بعد كل تلك الرحلات التي انتهت بالغياب.
أنا ما زلت كما أنا.
لم أبدّلني الغياب، ولم يطفئني الصمت.
أصدقك كما كنت، وأحبك كما لم تفعل الأيام مع أحد.
وإن كنت لا تدري، فأنا ما زلت أراك في قلبي وطنًا، وما زلت أحتفظ لك بمكانٍ دافئ لا يشاركني فيه أحد.
لم أكن يومًا ماضٍ يُنسى، ولا تفصيلة يمكن استبدالها.
كنتُ وما زلت شيئًا لا يتكرر.
ولو كنت تقرأ الآن، فدعني أهمس لك:
أنا لست نهاية، أنا فصلٌ لم يُكتب بعد، وبيننا عمرٌ كامل لم يكتمل.
ابقَ بخير...حتى وإن لم نلتقِ من جديد، لكن تذكر دومًا، أن هناك من أحبك بما يكفي ليغفر، وينتظر، ويؤمن أن ما جمعه القدر مرة، قد يعود ويجمعه ألف مرة.
#مها_العباسي