05/06/2025
الصمت الذي يصرخ
بقلم
مها العباسي
كل شيء يتغير ويتبدل....المشاعر، الظروف، الأيام.
ربما نعاني مع كل تغيير من عبثية التخبط والمشاعر المتناقضة الناتجة عن عدم الاستقرار، إلا أن ذلك مجرد مرحلة.
سنستعيد بعدها هدوء أرواحنا بالرغم من تلك الفجوة التي نشعر أننا سقطنا فيها.
فجوة زمنية تسبب لنا عدم توازن نفسي لفترة ليست بسيطة، بداخل كل منا بقايا ذكريات مهشمة نحاول التعايش معها، ولكن في كل حركة تصيبنا شظاياها، وتجرحنا أنصالها الحادة التي تنتظر لحظة الانقضاض على أرواحنا لتمزقها.
نتظاهر بالقوة، ولكنها تنهكنا وتتركنا في نهاية اليوم أشلاءً.
نتأرجح على حافة العالم، نسير على حبل مشدود بين قمتين معلقين في الهواء، لا نلمس الأرض، حذرين في كل خطوة، فنحن ندرك جيدًا أن الخطوة الخاطئة ستكلفنا حياتنا، ونسقط بعدها في تلك الهوة التي لا نهاية لها. حينها، لن ينفع الندم.
في كل استيقاظ جديد، توجد حكاية لا يعلم خباياها سوانا.
مع كل صباح الخير نسمعها، يكون الصدى مختلفًا.
مع كل "إزّيك"، عامل إيه نتبادل ابتسامة وكلمة "الحمد لله... تمام"، ولكن هناك صمت لا يعلم أحد أنه صرخة... استغاثة.
غالبًا ما يصدق من حولك تلك الكلمات.
قليل من يدرك ما خلف "كله تمام" ويحاول طرق الأبواب بهدوء وسلاسة، عله يحرر كلمات أسيرة داخل الروح، أو يقترب من تلك المشاحنات التي تدور بيني وبين نفسي كل مساء.
هل سيتمكن من فهم المزاج الذي يتحول في لحظة من النقيض إلى النقيض لمجرد فكرة عابرة أو كلمة؟
أم إنه سيدرك معنى الخوف المسائي كلما ألقيت برأسي على الوسادة؟
لحظات ما قبل النوم هي العذاب ذاته، إنها لحظات الخوف والضعف والوهن الذي يحتل الروح ويرفض الرحيل واستقبال نومٍ هادئ.
ربما سيحتاج إلى أن يستمع معي لتلك المبررات التي أحاول تقديمها لنفسي حتى أرضى عنها وأحررها من خوفها الدائم.
كل تلك الحوارات تدور في عقلي في تلك الثواني التي تفصل بين "إزّيك" و"الحمد لله.. تمام".
ودائمًا ما تميل الكفة إلى الحمد لله وتلك الابتسامة التي تخبرك بأن كل شيء تمام.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق