06‏/06‏/2025

"هي لا تحتاج سوى مكان تحتمي فيه"



ليست مجنونة أو أسيرة لوحدتها التي تنهش أحلامها كل مساء. 
إنها تحزن حين تشعر بالخوف، وتركض إليك لتخبرك: خبيني فيك. 
عندما قالتها لك، فإنها تعني أنك الوحيد الذي سيخبئها من كل العالم، وسيحميها بين ضلوعه، ويمنحها الأمان. 
عندما تعدها، ستصدقك لأنها تثق بأنك لن تخذلها أبداً. 
ستصدق أنك ستخبئها وتطمئنها، 
ستمسك يدك كطفلة لتعبر معك الدرب، وتستند على كتفك كامرأة حين ترهقها الحياة. 
أتدرك معنى أن تكتشف أن هناك، في هذا الكون الواسع، إنساناً ينتظرك لأنه يثق بأنك لن تخذله؟ 
أتدرك كيف يشعر في كل مساء يأتي دون أن يحمل صوتك؟ 
أتدرك معنى أن يثق بك أحدهم بلا سبب؟ 
أتدرك بأنه أحياناً يتمنى أن يرحل يقينه بك وأن تهتز ثقته ليستريح قليلاً؟ 
يتمنى أن تكون كأي شخص عادي، ولكنك لست برجل عادي. 
أتدرك معنى أن يراك إنسان مختلف، أن يراك كمعدن ثمين لا يصدأ، ولا تتغير قيمته حتى وإن تغيرت كل الأشياء؟ 
فالمعادن الثمينة تزداد قيمة بمرور الزمن، ربما يخفت بريقها قليلاً، لكنها سرعان ما تعود كما كانت بمجرد أن تلامسها أنامل صادقة. 
لا تخذل أبداً من يثق بك. 
لا تترك من يتمسك بكفك. 

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق