29‏/06‏/2025

"يومٌ نترك فيه أسلحتنا على الباب"



أحبّه وكأنني سقطت من السماء على صدره،
ثم لم أعد أعرف طريق العودة.
أحبّه كأنني مرآة مكسورة، كلّ ما يرى نفسه فيّ… يُصاب بخدشٍ جديد.
لم يكن حبي له اختيارًا، بل انزلاقًا لا إراديًّا نحو النار، حريقٌ أُطفئه بدموعي، ثم أُشعله من جديد بنظرة واحدة منه.
في داخلي امرأتان…واحدةٌ تقف على قدميها وتقول: "لا يليق بكِ هذا الوجع."
وأخرى تركع على ركبتيها وتهمس: "لكنّه كل ما تبقّى لي من الحياة."
أنا لا أستطيع أن أؤذيه، لكنّي أيضًا لا أعرف كيف أحميه منّي.
كل ما فيّ متضارب، قلبي يُقبّله، وعقلي يُحذّره،
روحي تشتهي دفء يديه، لكن كبريائي لا يتعلّم الركوع.
إنه رجلٌ لا يُشبه أحدًا، كأن داخله حربًا لم تنتهِ…كأنّه غابة مليانة فخاخ، وأنا…أحببت كلّ تلك الفخاخ، وابتسمت وأنا أسقط فيها.
أودّ يومًا لا نُعاتب فيه، لا نكسر بعضنا بالسكوت ولا بالكلمات، يومًا نترك فيه أسلحتنا على الباب،
وندخل بعضنا بقلوبٍ عارية.
أحبه… لا، أتنفّسه.
ولا يُمكن للمرء أن يختار أن يتوقّف عن التنفّس،
حتى لو كان الهواء مشبعًا بالدخان.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق