26‏/07‏/2025

"أنا وظلّي العالق بين احتمالك والفراغ"


حين يشتدّ الألم في المنتصف، حين تغلق الموانئ أبوابها، وتبتعد الوجوه التي ظننتها ستبقى،
وتصبح أمسياتك مزدحمة بالأجساد، فارغة من الأرواح تصبح الوحدة أكثر ضجيجًا من الزحام.
في تلك اللحظات، أسكن بين حرفٍ مجنون،
وحرفٍ مستكين بين أصابعك، وأنا بينهما، معلّقة،
أستجير بك منك، وأكتبك إليك، وأترك كلماتي تنام على عتبة عالمك، لعلّك يومًا، دون موعد،
تفتح الباب...فتجدني هناك، في هيئة حروف تنتظر.
حين ألقاك، أعود طفلة، تحنو عليّ كلماتك، ويهدأ بي الكون على كتفك.
كل شيء فيك يجعل العالم أكثر اتساعًا، وأنا، الطائر الذي لا يبحث عن قفص، بل عن سماء تشبه عينيك.
اعتدت أن أترك الأشياء تمضي كما يشاء القدر،
ربما كتب لنا اللقاء، وربما حكم أن نظل على طرفي الحياة، وبيننا مساحات من الحنين والحلم والانتظار.
أنا الآن، لا أستطيع أن أعدك بيقين، ولا أن أفسّر وجودي في أيامك.
كل ما أملكه، هو قلبٌ يدور في فراغ، واسع كاتساع السماء، يتشبث بطرف خيط،
ولا يشعر بالثبات.
الأرض من تحتي لا تميل، لكني أتأرجح وحدي.
لا أحد يرى…لكنني، في داخلي،
أدور.
#مها_العباسي

20‏/07‏/2025

لا تتركني في منتصف الحياة

لا يزال هاجس الرحيل يؤرقها، ويجتاحها كلما قررت أن تتجاهله.
ربما لأنه لعنة أبدية أصابتها، فأصبحت أسيرة لذلك الشعور المؤلم.
هي بحاجة إلى من يطمئنها بأنه لن يترك يدها في منتصف الحياة.
ربما في الماضي، كان من السهل أن تعود من جديد بعد كل رحيل وتلملم شتات نفسها، ولكنها الآن، مع اقترابها من سنوات العمر التي تمر سريعًا، أصبحت لا تقوى على تحمل مزيد من تلك اللحظات المؤلمة.
إنها تحتاج الآن إلى مجرد اطمئنان لمن يتشبث بيدها بقوة حتى لا تفقده.
إنها أمنية بسيطة ألقتها ذات مساء إلى تلك النجمة البعيدة في السماء، وما زالت تنتظر.
#مها_العباسي

10‏/07‏/2025

"كان الغياب طويلًا... لكن الشوق أطول."

نلتقي من جديد، دون موعدٍ، دون ترتيب،
كأنّ القدر كان يحتفظ بنا في رفّ الذكريات،
ليُعيدنا إلى بعضنا حين يحين الوقت،
تمامًا كما كُنّا، بنفس الملامح، بنفس النظرة،
بنفس الشعور الذي لم يتبدّل.
لم يفلح البُعد في انتزاعك من قلبي، ولم تُطفئ الأيام نار الحنين إليك.
كُلّ ما مرّ، لم يكن نسيانًا، بل انتظارًا طويلًا بلون الشوق.
أتدري؟
لم نكن حكاية وانتهت، كُنّا فصلًا مؤجَّلًا، عادت صفحاته لتُكتب من جديد، بذات الحبر، وذات اللهفة القديمة.
ما بيننا لم يكن مجرّد حُب، كان قَدَرًا...والأقدار لا تتبدّد، بل تُؤجَّل لتأتي حين تكون القلوب أكثر نضجًا، لكن بذات النبض.
#مها_العباسي

07‏/07‏/2025

"رجلُ الدهشة والخلود"

لا تزال عيناه تسكنني... فيهما يسكن حنان الكون كلّه، وكأنما اختُصرت الرحمة في نظراته.

هو رجل لا تهدأ عواصفه حين يثور، ولا أُجيد سوى احتوائها، أفهم صمته كما أفهم غضبه، وأصغي لثورته بقلبي.

بين ذراعيه شعرتُ لأول مرة أنني كاملة... أنني عرفت سرّ الكون بمجرد اقترابي منه.

الطرقات والمسافات والمدن التي تفصل بيننا، عجزت أن تنتزعه من قلبي، لأن كل الدروب، مهما تفرقت، تقود إليه.

حتى الصدف والقدر، يبدو أنهما قرّرا أن لنا لقاءً مؤجلاً، في مكان لم يُكتب بعد.

معه، عرفت أن الأبدية قد تكون في لمسة، وأن الاكتمال ليس وهماً، بل حقيقة نادرة.

لا زلت أكتشفه في كل مرة وكأنني طفلة ترى العالم للمرة الأولى.

لم يكن يومًا شخصًا عاديًا، بل كان دومًا رجلاً استثنائيًا في عينيّ.

كان قوتي في ضعفي، ودهشتي في روتين أيامي.

يأتي دائمًا محمّلًا بنجوم السماء، يشعل حولي الألعاب النارية، ويملأ أذنيّ بألحان لا تنتهي.

معه تبدأ الحكايات...وعند عينيه تنتهي الأساطير.