البوح مؤلم… حين لا يُفهم.
والصمت موحش… حين تسكنه القلوب الممزقة.
فنظل دائمًا عالقين عند الحد الفاصل بين الرغبة في الحديث، والخوف من أن يخذلنا التعبير.
ربما هذه هي اللعبة… لعبة الكلمات المتقاطعة.
تتقاطع أقدارنا، نتشارك حروفًا باهتة،
لكنّها بمرور الوقت تتحوّل إلى كلماتٍ صادقة،
تتحرّر من قيود الخوف والتردد، في مساحةٍ لا يُشترط فيها شيء، سوى أن نكون… كما نحن.
هي العلاقات الحرة، التي لا تحتاج إلى تعريف،
التي تمنحنا الأمان والحرية في آنٍ واحد،
تلك التي لا تشبه الصداقات التقليدية ولا تسير في طريق الحب المعروف، بل تبني عالماً ثالثًا، خاصًا جدًا… يشبهنا.
مع الغرباء…تنشأ الألفة دون مقدمات،
وتنبت الطمأنينة في أرضٍ لم نزرعها يومًا.
تصبح التفاصيل الصغيرة نسيجًا حريريًا،
يُحكم قبضته مع كل أزمة، مع كل ضحكة، مع كل وجعٍ مُشارك.
صديق الروح لا يأتي معلنًا، بل يتسلل، غريبًا يشبهك، حتى يصبح وطنًا بلا عنوان…ورفيقًا لا يشبه أحد.
فنصبح غرباء لا نعرف الغربة.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق