30‏/05‏/2025

لأنك دائماً تعود



أغمضت عينيها، فهي كلما احتاجت إليه استدعته وجلست معه تحكي وتستمع له وتمازحه وتضحك كما كانت تفعل من قبل. فالضحكات الأجمل التي تشعر بمذاق الفرح هي تلك التي تترافق مع ضحكاتهم.

جائها صوته من بعيد يقول: "هل لا زلت تؤمنين بالصدف والأقدار؟"
نظرت إليه بحيرة، لا تدري ماذا تقول أو ما هو الرد المناسب لما يحدث.
لم تجد كلمات تعبر عن مشاعرها، فالصمت كان هو الحائر الأبدي، نشعر بالرغبة فيه ونرغب في الهروب منه.

كان الصمت يشاركهما فنجان القهوة، وهو يدخن سيجارته بصمت وينفث دخانها بقدر كبير من الحيرة.
نظر بعينيه خارج النافذة إلى الأمطار المتساقطة ببطء.
هو يعلم جيدًا أنه يركض ليكتشف أنه يدور في فلك وجودها، فيعود كطفل غاضب يجلس بجوارها، لا يستطيع الهروب من قدرها، وقد استسلم له، لكن الطفل الغاضب بداخله يعلن أحيانًا التمرد، لكنه دائمًا ما يعود حين يشعر بالعطش للحياة.
في لحظة هدوء بعد كل هذا الصخب، يستسلم القدر وتعود الروح لتلتقي مع نفسها، لا لتجد الإجابات، بل لتدرك أن السؤال كان هو الجواب.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق