23‏/05‏/2025

"وداعات لا تكتمل"

كم من السنوات سنحتاج حتى نلتقي بلا وداع آخر، لنبقى معًا إلى الأبد؟ 
أرهقتني كثرة الرحيل... أتعبني الوداع. 
في كل مرة كنت ترحل فيها بصمت، 
هل كنت تخشى لقائي حتى لا تتراجع عن القرار؟ 
نرحل وترحل، ونعود لنلتقي صدفة أو قدرًا، 
ولكننا نلتقي دائمًا بعد كل رحيل دون ترتيب أو موعد. 
في كل مرة ترحل فيها، كنت أعلم أنه لن يجمعنا يومًا طريق، ولا يتجدد اللقاء. 
حتى المدينة التي تجمعنا لا نلتقي على أرضها، رغم أن خطواتي تسابق خطواتك على نفس الطريق. 
ذات الشوارع... ذات البيوت... ذات المقاهي... ذات المقاعد. 
ولكن أبدًا لم نلتقِ. 
ومع ذلك، في كل مرة يشاء القدر أن نجتمع معًا. 
ربما هناك سر أجهله في ذلك، 
ربما لنا موعد، ولكننا نجهل توقيته. 
صحيح أنه في كل مرة نعود، ولكن هناك رحيل لن يكون بعده عودة. 
ستصبح عودتنا بلا معنى، 
ستزداد الهوة بيننا، وسنصبح أكثر قسوة على بعضنا البعض. 
حينها سنقول الوداع، وفي عيوننا أمل بأن يكون هناك لقاء. 
مللت الانتظار... مللت إلى اللقاء. 
مللت الوداع بلا وداع. 
مللت حين نقول ربما نلتقي في مكان ما مرة أخرى. 
لماذا لا أقول بحسم وصراحة الوداع، وأغلق الباب وأمزق الأوراق؟ 
لماذا لا أرحل عنك، عن ذكرياتك، عن بقايا أمل؟ 
معك أنا ممتلئة بالوداعات التي لا تكتمل ولا تتم. 
أنا، أم أنت من يجعل الوداع ناقصًا لا يكتمل؟ 
أنا أنتظر دائمًا لقاء جديد يجمعنا، هناك يقين يخبرني أنك ستعود، دائمًا ما تعود. 
ربما قدرنا أن نجتمع كأننا لم نفترق، ونقول وداعًا يومًا. 

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق