28/05/2025
هي التي عادت من اللهب
بقلم
مها العباسي
إنها الآن تقف وحدها على عتبة عالم لا تعرف ما الذي يخبئه لها بين جدرانه.
هل ستدخل في أعماقه، أم ستتراجع وتختبئ خلف جدران زجاجية تحجبها عن كل شيء آخر؟
هل ستواصل السير في طريقها، أم ستبتعد إلى مكان بعيد حيث لا شيء، وتستسلم، كافية بما قدمته في الماضي؟
فهي لا تجيد صنع لوحات مزيفة تعيش بين ألوانها، بل تبحث عن الحقيقة لتستقر فيها.
هل لا يزال هناك شيء منها يتسع لها؟
هل تستطيع أن تعود من جديد، أن تولد منها بعد أن رحلت؟
لم تعد تهتم، ولم تعد تبالي بهم.
ستجمع كل أوراقها ورسائلها، وكل الصور واللوحات التي رسمتها يومًا ما.
ستجمع ما تبقى من الماضي وتلقي بكل تلك الأشياء في حفرة كبيرة، ثم تشعل فيها النيران. ستقف على حافتها تنظر إلى ألسنة اللهب المشتعلة، تلك التي تتلوى في محاولات يائسة للهروب والبقاء على قيد الحياة.
ستنتظر حتى تشتعل وتتوهج، ثم تلقي بجسدها ليختلط برماد الرسائل والصور والذكريات، ليمتزج معًا وتختلط ذرات جسدها بأحلامها، وتتحول إلى رماد ممزوج بين الجسد والحلم، حيث تولد كالعنقاء من رماد أحلامها لتبدأ من جديد.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق