لا أعلم من فينا يحترف الألم أكثر…
أنا، التي كانت تبكي في صمت تحت عباءة الليل كي لا تنهار؟
أم هو، الذي أرتدى قناع الصمت وأخفى خلف ملامحه ألف جرح؟
نحن لا نتبادل الكلمات،
لكن أرواحنا تتخاطب بصوتٍ لا يسمعه سوانا،
نلتقي في الحلم، في الذكرى، في شرود اللحظة،
وحين تقع عيني عليه،
كأنني أنظر إلى نسختي الأخرى،
بألمها، وحنينها، وشرودها البعيد.
لسنا مجرد صدفة عابرة…
نحن حكاية لم تُكتب،
نشتعل كلما اقتربنا، ونتلاشى كلما ابتعدنا،
حائران بين الشوق والخذلان،
لا ندري إن كنا نحب،
أم أننا فقط ضللنا الطريق إلى أنفسنا.
أنظر إليه،
فأرى الحزن ساكنًا بين ضلوعه كما هو في صدري،
لكنه لا يقول… وأنا لا أطلب.
هو يوجعه صمتي،
وأنا تقتلني نظرته.
أشتاق إليه كما أشتاق لذاتي التي أضعتها،
أحنّ له وكأن فيه نبضي وطمأنينتي،
أراه في غيابه، وأسمعه في صمته،
كأنه يسكنني رغم كل البُعد.
وكلما قررت الرحيل،
وجدتني أمضي إليه لا عنه،
وكأن بيني وبينه رباطًا لا ينقطع…
رباطًا لا يقود إلى الخلاص،
بل إلى الاحتراق، بنارٍ لا تُطفأ.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق