22/05/2025
"خيوط الأرواح التي لا تنقطع"
بقلم
مها العباسي
أنا على يقين أن لقاءنا لم يكن مجرد صدفة عابرة أو عبث مؤقت، بل كان قدرًا حقيقيًا، جاء ليعيد ترتيب ملامح حياتنا من جديد.
منذ لحظة اللقاء، أصبح كل واحد منا سندًا للآخر، مصدرًا للقوة حين تضعف الأحلام، وللأمل حين تضيق الدروب.
وعندما شعرت الحياة بثقلها، وعندما أوصدت الأبواب في وجوهنا، كان بيننا دائمًا شيء خفي... رابط هادئ، ناعم، يتكوّن ببطء ورفق، تمامًا كما تُنسَج الخيوط بين الأرواح التي تعرف طريقها إلى بعضها.
قد يأخذنا الوقت بعيدًا، وقد نبتعد مؤقتًا، لكن الفراق الحقيقي لا يعرف طريقه إلينا. فالأرواح التي التقت مرة، وتواصلت بصمت وصدق، لا تنقطع صلتها بسهولة... إلا إن توقفت رسائلها التي لا تُرى.
لقد دخل كلٌّ منا إلى قلب الآخر دون تخطيط أو مقاومة، بليونة كأننا نتسلل إلى مساحة كانت خالية وتنتظرنا. وكأن كلٌّ منا وجد في الآخر ذلك الوطن الذي طال البحث عنه.
كنا وما زلنا... أمانًا متبادلًا، ومأوى لا يُشبه سواه.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق