18‏/05‏/2025

ومن يستطيع الهروب من القدر؟



عيناك قدري، ومن يستطيع الهروب من القدر؟ 
هل ترى أنني أحبك؟ 
سؤال يحتمل العديد من الإجابات، بعضها مني وبعضها منك، والكثير من الإجابات نجمعها من بين إجابتينا. 
عندما أرى رماد السيجار يشتعل من جديد ويتوهج في المنفضة أمامي، أدرك أن هناك شيئًا مختلفًا يحدث لي. 
عندما أنظر إلى فنجان قهوتي وأجد ملامحك قد نُقشت على سطحه بحبيبات القهوة، أعلم أن هناك شيئًا مختلفًا. 
عندما تجري عقارب الساعة بسرعة جنونية لنلتقي، ثم تتوقف فجأة عند لقائنا، أعلم أن هناك شيئًا يحدث. 
حاولت تغيير اتجاه العقارب لتختلف الساعات ولا أراك أمامي، لكن لا شيء يهم. 
إنه مجرد لقاء عابر وحديث عابر. 
التقينا في طريق ما، وكان بيننا حديث طويل على فنجان قهوة، ومنفضة امتلأت بأعقاب السجائر، وأوراق تشتت عليها الحروف، وشذى عطر ما انتشر من حولنا، ليصبح المكان مختلفًا. 
أنت التقطت المفتاح بهدوء، وفتحت الأبواب، وأطلقت روحي لتحلق عالياً، بعد أن كنت قد قصصت أجنحتها وأغلقت عليها الأبواب. 
قبل أن نلتقي، كنت أعلم جيدًا كيف أهرب من رجل يحاول تحرير روحي من أسرها. 
كنت أتقن الهروب والمراوغة، وأغلق الأبواب بإحكام وألقي المفتاح بعيدًا عن أي يد قد تنتشله مني. 
دائمًا ما كنت أنظر من بعيد من صَدفتي التي أسكنها وحدي، من شرنقتي التي أتحصن بخيوطها الحريرية، ولا أريد أن أحلق بعيدًا عنها. 
كنت دائمًا أسرع بوضع نقطة النهاية بعد أول كلمة في أول سطر من حكاية ما، فمعي تنتهي كل الحكايات دون بداية. 
شيء ما تسلل إلى تلك الصَدفة واستوطن بين جدرانها وغفى. 
ودون أن أدري، نمت روحك وخرجت للنور لؤلؤة. 
فأخفيت كل النقاط حتى لا تكون نهاية، وفتحت كل الأبواب ومزقت خيوط الشرنقة. 
هل ترى أنني حقًا أحبك؟
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق