أتساءل كثيرًا…كيف كانت الحياة ستكون، لو أنني حظيت بفرصة حقيقية…فرصة أعيش فيها كما أريد، لا كما فُرض عليّ.
لو لم يُسرق مني عمري في محاولات للشفاء،
من أشياء لم تكن يومًا خياري، ولا ذنبي، لو لم أُجبر على النهوض كل مرة بعد سقوط، بلا يد تمسك بي، ولا قلب يفهم أن قلبي لم يعُد يحتمل المزيد.
أتخيل أحيانًا…كيف كنت سأكون لو لم تُرهقني الخيبات، لو أن الطفلة التي كنتها لم تُؤذَ مبكرًا، ولم تُربَّ على الصمت كوسيلة نجاة، لو أنني لم أُضطر إلى التحمل، إلى التماسك، إلى الادعاء أنني بخير…فقط لأمنح الآخرين راحةً على حسابي.
ماذا لو لم أكن مُضطرة طوال الوقت أن أصلح ما لم أكسره، أن أتحمل ما لا طاقة لي به، أن أغفر ما لا يُغتفر، وأسامح قبل أن أُمنح اعتذارًا؟
ماذا لو كانت الحياة عادلة يومًا، ومنحتني لحظة نقية أكون فيها أنا…بلا حذر، بلا قناع، بلا خوف من الإنكسار؟
كل الذين مرّوا…تركوا شيئًا عليّ أن أتعافى منه.
حتى اللحظات الجميلة، كانت مشروطة بزوال قادم، أو فراق حتمي.
كأن الفرح لا يزورني إلا ليُذكّرني كم أنا بعيدة عنه.
أشعر أحيانًا وكأنني ضيفة في حياتي…أراقبها من بعيد، أرى شخصًا يشبهني، يضحك أحيانًا، يتظاهر بالقوة، لكنني أعلم كم من الانهيارات يحتملها في صمت.
أريد فقط لحظة حقيقية…أكون فيها في سلام مع نفسي، لا أُصلح ما أفسده العالم بي، ولا أُرمم ما تهدّم داخلي.
لحظة أعيش فيها لا أتعافى فيها.
هل كان كثيرًا أن أطلب من الحياة أن تُمهلني؟
أن تمنحني بداية لا تشبه كل النهايات؟
أن تسمح لي أن أتنفس دون أن يوجعني الهواء؟
ربما لن أعرف أبدًا كيف كانت الحياة ستبدو،
لو عشتها دون أن أُهدرها في محاولات النجاة.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق