29/05/2025
كأنني أبحث عني
بقلم
مها العباسي
نستمر في الحياة... ليس لدينا كل الخيارات، لكننا نملك ما يترتب عليها.
لا نختار القدر، لكننا نختار كيف نتعامل معه وبعده.
هل نستسلم؟ هل نحاول التعايش معه؟ إنها خيارات، ونحن من يختار.
تتحطم الأمنيات، وتنتهي الأحلام، ويرحل من يرحل ويأتي من يأتي، ونظل نحن في منتصف الطريق ومنتصف الأشياء.
ربما نكتشف أن الحياة قررت أن تبتعد عنا وتتركنا.
ننظر حولنا فلا نجد سوى حطام الأحلام والبشر والأمنيات.
هل نتوقف عن الحلم؟ هل نتوقف عن الأمنية؟ هل نستسلم؟
دائمًا هناك ضوء يأتي من خلف الظلام، ابتسامة من بين الحزن، حياة من خلف الموت.
ابحث عن الحياة بين الحطام، في تلك الأوقات التي تتزاحم فيها الأفكار في محاولة أخيرة للبقاء.
ربما تشعر أنك تصارعها، راغبًا في السيطرة عليها، وتنتزع ذاتك من بين أنيابها. تلك اللحظات التي تجعلك تشعر بالتشتت بسبب كثرة الأفكار المتتابعة.
تتمنى لو أنك تستطيع إيقاف الزمن والعودة إلى تلك النقطة التي لم يكن فيها شيء، مجرد بعض الابتسامات العابرة والذكريات الصغيرة.
تحاول الخلاص من كل تلك الصور المتتابعة في ذهنك، وتتمنى قليلًا من السكون لتستعيد توازنك الذي فقدته في زخم الأحداث الأخيرة التي عصفت بك، وتركتك تصارعها وحدك.
ربما هي محاولة أخيرة للخروج من نطاق حياتك وتغييرها، محاولة للوصول إلى التوازن الذي ترغب فيه.
تنظر إلى تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل المقدمة، عسى أن تستطيع السيطرة عليك وتنتشلك من كل شيء سواها.
لكنك تعلم جيدًا أنك لن تستطيع الاستسلام لأي منها، فأنت ما زلت في تلك المرحلة التي تريد فيها تحديد رغباتك والوصول لما تريد بلا مزيد من الخسائر.
تفتقد ذاتك، تفتقد شيئًا منك تجهله لكنك تشعر بغيابه.
إنها تلك المشاعر المختلفة الممزوجة برغبة في العزلة والبقاء وحدك لعلك تستطيع أن تتصالح مع ذاتك.
ربما هو مؤلم أن تفقد جزءًا منك، تفقد من يستطيع أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات صفاء نادرة.
مؤلم أن تنظر حولك بحثًا عن من يستطيع أن يفهم ما تشعر به، أن يفهم أنك تتألم، فليس من السهل أن تجد من يفهم مشاعرك، فهي مختلفة ومعقدة.
أنت وحدك من يدرك كيف ولماذا، وحدك من يدرك أنك تحتاج لمزيد من الوقت لتستطيع أن تنهض من جديد وتسير.
كثيرة هي اللحظات التي تقرر فيها أن تنفرد بنفسك لتقرر ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ما زلت في الحزن لكنك قادر على الفرح.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق