27‏/02‏/2025

"على مهل… سيجمعنا الطريق"

كان كلّ شيء عاديًّا…حتى التفتُّ، فرأيتك.
لا شيء في العالم توقّف، الضوء ظلّ كما هو،
والمارّة لم يلحظوا شيئًا، لكن قلبي؟
كأنّه ارتطم بشيء لم أفهمه بعد.
مضيتَ…كما جئتَ، بلا وعد، بلا صوت، لكنّك تركتني ممتلئة بك، كأنّك نثرت حضورك داخلي دون أن تلمسني.
منذ ذلك اليوم، أبحث عنك في الملامح العابرة،
في الضحكات التي تشبه ضحكتك، في نغمة صوتٍ تأتي من بعيد وتشبهك قليلًا…أحنّ إليك،
وأنا أعلم أن الحنين لا يستدعي الغائب، لكنّه يربّت على قلب المنتظر، يقول له: "ما زالت هناك فرصة، لا تفقد رجاءك."
أنا لا أعدّ الأيام التي مرّت، لكنّي أعدّ اللحظات التي تمنّيتك فيها، كلّ نبضة خذلتني لأنّك لم تكن فيها، كلّ مساء أغمضت فيه عينيّ ورأيتك… كما أحب أن تكون.
أحيانًا، لا نحتاج لعودة الذين مضوا، بل نحتاج لنسخة جديدة من الحياة، تشبههم في الحنان،
تفهمنا دون كثير شرح، وتبقى.
أنا لم أُغلق الباب بعد، لكنّني تعلّمت أن لا أبقى خلفه أنتظر، سأمشي، على مهل، فإن كان في القلب صدق، سيجمعنا الطريق… دون أن نبحث

"أعيش دونك… بشكلٍ يشبه البقاء"

منذ أن غادرت…وأنا أتعلّم كيف أرمم اليوم دون أن أُخطرك.
أعدُّ القهوة وحدي، ولا أضع السكر.
لم أعد أتلعثم حين يسألني النادل إن كنتُ سأطلب لشخصين.
أومئ برأسي بثبات، وأقول: "واحد فقط."
وأتذكرك، دون أن أهرب من الذكرى.
أعدتُ ترتيب الغرفة، نقلتُ الكرسي الذي كنتَ تحبّه… إلى الزاوية الأخرى، لكن ظلك ما زال جالسًا عليه، بعناد.
أصبحتُ أخرج أكثر، وأجرب طرقًا لم نمرّ بها معًا، أحاول أن أكتشف ما إذا كان الطريق جميلًا حقًا،
أم لأنه كان بك مزدحمًا.
لم أعد أكتب لك، لكني أكتب كثيرًا… عنك، عن كيف يذبل الحنين دون أن يموت، عن لحظات كانت نصفَها فرح، ونصفَها غصة.
أتعلم؟
أنا لم أتخطّك…لكني أعيش دونك بشكلٍ يشبه البقاء.
وكل ليلة، حين أطفئ النور، أسأل نفسي سؤالًا واحدًا، بصوتٍ منخفضٍ كأنه صلاة:
هل نجا أحدنا من الآخر فعلًا… أم أننا نتهجّى الحياة من بعدنا فقط؟

"امرأة لا تعود سليمة بعد الحب"

لم تكن حكايتنا عابرة…كنتَ الزلزال الذي مرّ في عمري، ولم أهرب.
وقفتُ في عين العاصفة، وفتحتُ صدري لها،
كأنني كنتُ أبحث عنك منذ الأزل، ولما وجدتك…قررتُ أن أترك كل دفاعاتي تتهاوى.
في عينيك شيءٌ يشبه الحافة، وكنتُ أنا… تلك التي لا تخشى السقوط، بل ترغب فيه.
كأنني خُلقتُ لأهلك بك، لأذوب في فوضاك،
لأقبل جموحك، وخيباتك، كما أقبلك في لحظات ضعفك.
أحببتك كما أنت، بعصبيتك التي تخلع الأبواب،
بصوتك الذي يوجع، بغيابك الذي يسرق الهواء من الغرف.
ولم أطلب منك شيئًا، سوى أن تتركني أحبك،
بطريقتي المجنونة.
وخذني أنت…
كما أنا: عنيدة، ممتلئة بالألم، أخاف الحب لكنني أتورط فيه حتى آخري، ولا أعود سليمة بعده.
لا تطلب مني أن أكون هادئة، أنا امرأة تصرخ من الداخل، تغفر بينما تتذكر، وتُحب رغم كل ما انكسر.
لا نحتاج ميثاقًا بيننا، يكفيني أن أكون فيك…
وأنت فيّ، رغم كل الخراب.

26‏/02‏/2025

"ذاك الذي لا يشبه أحدًا"


من تكون يا هذا…؟كيف لك أن تُربكني بهذا الشكل؟مرة تجعلني أرتدي أنوثتي لأكون لك امرأة بكل تفاصيلها…ومرة تدفعني أن أرتدي طفولتي، لألهو بك وألعب كأنني لم أعرف الحب من قبلك.ومرة أختبئ خلف نضجي، كأنني أتحصّن منك… منك أنت.من تكون يا من تقلبني بين حالٍ وحال؟أخبرتك ذات يوم، أنك لن تجد قلبًا يُحبك كما يفعل قلبي…لكنك لم تسمع.اليوم كلانا ضائع بطريقته…أنت تبحث عن من يُجيد حبك أكثر…وأنا لا أزال أبحث عنك.أتعرف معنى أن تعشقك أنثى من بعيد؟أن تنتظر نبرة صوتك، كأنها حياة…أن ترقص صورتك الصغيرة خلف شاشة باردة في عينيها…أن تُحلق بذاكرتها نحو رائحتك ولو لم تتنفسك يومًا…أن تراك نورها، وأمانها، وقلبها الذي لم يمسّه أحد.من تكون؟حتى تملأني بهذا الحب؟حتى تصير تفاصيلك هي عالمي الوحيد…حتى تُصبح أنت الحقيقة التي لا تشبه الوهم أبدًا؟يا توأم الروح…أحبك كما لو أن لا شيء قبلك، ولا شيء بعدك.#مها_العباسي

"إليك… ولن تقرأ"

إليكَ، يا من كنتَ تعيش في تفاصيل أيامي،
يا من كان حضورك يسبق صوتك… ويترجم صمتي قبل أن أُنطقه.
كنتَ الوجه الذي لا يشبه أحدًا، والنبض الذي كتبتُ به كلّ سطوري، حتى حين غبت، بقيتَ حيًّا بين كلماتي، أُحبّك على الورق، وأحادثك بين السطور، وأراكَ في كلّ رواية لم أكمل  كتابتها.
واليوم…أكتب إليك، لكن الفرق الوحيد أن كلّ من حولي سيقرأ هذه الرسالة… إلا أنت.
ليس لأنك غائب فقط، بل لأنك اخترت أن تُغادر،
أن تُغلق الباب خلفك بصمت، وترحل، كأنك لم تكن الوطن كله.
البُعد عنك لم يكن غيابًا… كان موتًا صغيرًا.
لكنه حدث، كما يحدث كلّ ما لا نريده… ويستمرّ.
ربما انتهت القصة…أسدلتُ ستار الحكاية التي تمنّيت أن أُكملها معك، والآن، لا بُكاء، ولا خُسران، فالحُبّ الكبير لا يُهزَم…هو فقط، يتجمّد في الذاكرة، ويُكمل الحياة على هيئة "دهشة" لم ولن تتكرر.

. "ما زلتُ هناك"

كلُّ الأيّام تمضي…
تنساب كالماء بين الأصابع، لا شيء منها يستوقفني طويلًا، تمضي كما لو أنّها تعِد بالنسيان، وتفي بوعدها دائمًا…إلّا ذلك اليوم.
ذاك اليوم…ما زلتُ عالقةً فيه، كأن الزمن قرّر أن يتوقف بي عنده، كأنّه اختار أن أُسجَن في تفاصيله الدقيقة، في صوته، في صمته،
في النظرة التي لم تقل شيئًا… لكنها قالت كلّ شيء.
كلّ ما حولي تغيّر، الوجوه، الطرقات، فصول السنة، كلّها تعاقبت، تكرّرت، وتجاوزتني،
لكنّني ظللت هناك، في اللحظة التي تشبّثت بقلبي، في النبضة التي خذلتني حين أردت أن أبدو أقوى.
أتظاهر بالعبور، أُقنع نفسي أنّني اجتزت ذلك اليوم كما يجتازه الجميع، لكن الحقيقة أنني تركت شيئًا منّي هناك، بل ربما تركتني كلّي.
ما زلتُ أعود إليه كلّما أغلقتُ عيني، ليس لأنّه كان الأجمل، بل لأنّه كان الأصدق، اليوم الوحيد الذي شعرت فيه أنّني حيّة تمامًا…ثم ميتة تمامًا.

25‏/02‏/2025

"كأنني عرفتك قبل أن نلتقي"

أنت لست عابرًا في ذاكرتي، أنت أثرٌ مقيم… كشيءٍ اعتادته روحي منذ البدايات، كأنني عرفتك قبل أن نلتقي، وأحببتك دون أن أحتاج وقتًا لأفعل.
كلّ التفاصيل الصغيرة التي جمعتنا، كلّ الأحاديث التي تشاركناها في لحظات الصدق، تلك المشاعر التي كانت تُقال دون كلام…ما زالت حيّة في قلبي كما لو أنها حدثت بالأمس.
ولم يكن حضورك عاديًّا، كنتَ وطنًا، ملاذًا، وصوتًا يُشبه الطمأنينة حين يضيع كل شيء.
قد تمضي الأيام، وقد نبتعد، لكنّ بعض القصص لا تنتهي بالنهاية، بل تظلّ نابضة في الذاكرة…كأنها كُتبت لتبقى، ولم تُخلق لتتكرّر

23‏/02‏/2025

"صمتٌ كنتُ أحتاجه معك"

لم أكن أطلب كثيرًا...لم أطلب منك شيئًا خارقًا…
لا وعودًا، ولا حكايات طويلة، ولا حتى حضورًا دائمًا.
كنت أحتاجك فقط… لحظة.
لحظة واحدة تُغنيني عن الشكوى، عن البوح، عن الحديث المُنهك مع الغرباء الذين لا يعرفون وجعي.
الشيء الوحيد الذي لم أستطع أن أغفره لك،
أنك تركتني أفتح قلبي في طرقات لا تعرفني،
أنك جعلتني أبحث عن دفء يشبهك في ملامح لا تُشبه أحدًا، أنك دفعتني للكلام…وأنا التي كنت أُجيد الصمت حين تكون.
كل ما كنت أريده، أن أُغمض عينيّ وأجدك هناك…لا لنتكلم، بل لنسكت سويًا.
صمتٌ صغير بيننا كان كفيلًا بأن يرمم داخلي كل ما تهدّم…لكنّك رحلت، تركتني أتعثّر بالكلمات التي كنت أنت الوحيد القادر على فهمها، وتركت قلبي مُفتوحًا على مصراعيه لمن لا يملك مفتاحه…بينما كنت أنت وحدك من عرف كيف يفك شفرته دون أن يطرقه.

22‏/02‏/2025

"مشاهد لم تُعرض بعد"

ما زلتُ أُحبك…بقدر اللقاءات التي لم تحدث، بقدر اللحظات التي مرّت دون أن تجمعنا، وبقدر الكلمات التي ظلّت حبيسة الصدر، تنتظر وقتًا لم يأتِ.
أُحبك بصمتٍ ناعم، لا يطلب شيئًا، ولا يُعاتب، ولا يُحاسب الغياب.
أُحبك كما يُحبّ القلب فكرة لم تكتمل، ولكنّها كانت كافية لتجعله ينبض بشغف، كأنّنا عشنا ألف حكاية… دون أن نلتقي.
أُحبك بقدر تلك النظرات التي لم تُمنح، واللمسات التي لم تحدث، والأحاديث التي اختنقت في الطرقات الضيّقة بيننا.
لم نلتقِ…لكنّنا كُنّا هناك، في الخيال الذي رسم لنا بيتًا صغيرًا، وضوءًا دافئًا، وأمسياتٍ لا تنتهي.
أُحبك رغم المسافات، ورغم الحواجز التي لم تكن من صنعنا، ورغم الخطوط التي رسمها القدر بعنايةٍ قاسية.
لكنّي، برغم كلّ شيء، ما زلتُ أؤمن أن بيني وبينك مشاهد لم تُعرض بعد، وأن الرواية التي بدأناها لم تصل إلى نهايتها.
فأُحبك…كما ينتظر العاشق فصلاً جديدًا، يُعيد إليه الأمل، ويكتب له اللقاء.

"لو كُتبَ لنا أن نُبعث من جديد..."

لن أطلبَ الكثير، حياةٌ واحدة فقط، بسيطة، صامتة، خفيفة كأنّها نسمة، حياة لا نُحِبّ فيها بهذا العُمق الذي يغرق، ولا نُرهق فيها أنفسنا بمحاولة الفَهم، أو الشرح، أو البقاء.
في تلك الحياة...لن أكون امرأةً تسأل كثيرًا، لن أكون هشّةً بهذا الشكل، سأضحك أكثر، سأتحدث أقل، سأُحبّ دون أن أطلب شيئًا في المقابل، ولن أكتب.
لن أكتب، لأن شيئًا بداخلي سيكون سالمًا، ولأنني لن أضطرَّ لفتح جراحي بالحبر من جديد.
في تلك الحياة…ربما أكون قطة، أو ظلًا لشيء جميل عبر ذات مساء، أو زهرةً تنام تحت النافذة دون أن تنتظر أحدًا ليلاحظها.
أعرف أني لا أصلح لهذه الحياة الثقيلة، ولا لهذه اللغة المُثقلة بالخذلان.
لكنني في حياةٍ أخرى، بوعدٍ آخر، سأكون كما يجب…خفيفة، مُسالِمة، ورفيقةٌ لا تَخذل.

21‏/02‏/2025

لا أحد يكتب عن النهايات الصامتة

لم يكن وداعًا...لم تُغلَق الأبواب، لم نصرخ، لم نكسر شيئًا،
لم نترك رسائل غاضبة خلفنا.
فقط... توقفنا.
كأن شيئًا ما انكسر بصمت، كأننا نسينا كيف نقترب،
وكيف نُمسك بحديثٍ بسيط دون أن ينفلت منا.
لا أحد علّق على الغياب.
لا أنت قلت "أرحل"، ولا أنا قلت "ابقَ".
كأننا اكتفينا بالنظر الطويل، ثم مشى كلٌّ منّا في الاتجاه المعاكس، دون أن نلتفت، لا لأننا أقوياء، بل لأننا كُنّا خائفين أن نرى في عيون الآخر الحقيقة التي لم نملك الشجاعة لمواجهتها.
هناك حكايات لا تنتهي، ولا تبدأ من جديد، بل تظل معلّقة في الهواء…كغصةٍ لم يُبلَع ريقها بعد، كجملة نعرف نهايتها، لكننا لا نجرؤ على كتابتها.
أنا لا ألومك.
ولا ألوم نفسي.
لكنني أتساءل، حين يخفت الضجيج من حولك،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نُحبّها، أو ترى كوب قهوةٍ يُشبِه ما كنتُ أعدّه لك...هل تتذكّرني؟
ولو للحظة؟
وهل تفكّر: "لماذا لم أعد هناك؟"
كما أفكّر أنا: "لماذا لم أبقَ؟"
ربما لا نحتاج وداعًا صارخًا…ربما نحتاج فقط… شجاعة التراجع خطوة، وشجاعة أكثر... للاعتراف أننا لم نُرِد الرحيل أصلًا.

20‏/02‏/2025

التقيتُك قَدَرًا… وأضعتُك قَدَرًا…

لم أكن أعلم أن الحياة ستظل تعيدك إليَّ…
تأخذك من طريقي، ثم تعيدك كأنك لا تعرف دربًا سواي… كأنك قَدَري الذي لا مهرب منه.
كنا نلتقي… ثم نفترق… ثم نعود.
لم يكن الوقت في صفّنا، ولم تكن الظروف في صالحنا.
هربنا مرارًا… من قلوبنا، من مخاوفنا، من تلك المشاعر التي ظنناها مستحيلة.
توهمنا أن البُعد أمان… لكننا كنا نعود… دائمًا نعود.
وفي اللقاء الأخير… كنا قد تعبنا.
تعبنا من الهروب، من الصمت، من التظاهر بالقوة.
قررنا أن نواجه، أن نقول ما كان ينبغي أن يُقال منذ زمن.
أخبرتك بكل ما أخفيته… وأنتَ فتحت لي قلبك كما لم تفعل من قبل.
ظننتها البداية… لكننا ضِعنا من جديد.
لا أدري… هل ستستسلم لقلبك؟
هل ستسمح لقدرك أن يُكمل الطريق؟
أم ستترك الخوف يقودك بعيدًا عني مرة أخرى؟
أنا هنا… لا أُطاردك، ولا أستطيع أن أنساك.
لا أُعاتبك، لكنني أتساءل: هل ستعود؟
أم سنظل حكاية ناقصة… كُتبت ولم تكتمل؟

19‏/02‏/2025

"توقّفَ كلُّ شيء… إلا الغياب"

كنتُ أريد أن أبقى معك…لا لوقتٍ مؤقّت، ولا لمرحلةٍ تنتهي، بل للأبد… كما يتصوّره قلبٌ صدق.
كنتُ أطمح أن نمضي معًا حتى تتوقّف الأرض عن الدَّوران، أو يتوقّف قلبي عن النبض، المهمّ… أن لا نفترق.
كنتُ أخشى أن يسرقني غيابك، أن أفتّش عنك في الوجوه التي لا تُشبهك، أن أتذوّق طَعم الأيام بدونك، أن يتحوّل حضورك من شخصٍ إلى ذِكرى، ومن دفءٍ إلى فراغ.
وكلّ ما خشيتُه… وقع.
وبكلّ الطرق التي كنتُ أهرب منها… ضاعت بنا.

17‏/02‏/2025

"وإن فرّقتنا الأيام..."

وإن افترقنا…وإن صارت بيننا المسافات جبالًا وبحارًا، فأنا على يقينٍ بأنك ستتذكرني.
ليس بالضرورة أن تتذكر اسمي، أو ملامحي كما كانت،
لكنك ستتذكرني شعورًا…حين تلمح في ضحكةٍ عابرة شيئًا من ضحكتي، أو تسمع صوتًا يهمس لك: "اعتنِ بنفسك"، بنفس اللطف الذي كنتُ أقولها به.
ستتذكرني حين تبرد قهوتك لأنك انشغلت بأحاديثي،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نحبّها، أو تمشي في طريقٍ اعتادت أن تلتقي فيه خطواتنا.
ستتذكرني حين يتسلّل إليك الحزن، ولا تجد من يفهم صمتك…فتتذكر أنّني كنت أقرأ وجعك في عينيك،
قبل أن تبوح به.
وحين تضحك على نكتةٍ باهتة، لكنك تشعر داخلك بأنها كانت تُضحكني ذات يوم…ستشعر بي.
ستتذكرني حين تمرّ عليك رائحةُ عطرٍ كنت أحبّه عليك،
حين تشهد غروب الشمس، وتتسلّل إليك الوحدة في ليلةٍ باردة.
حينها ستدرك…أنّ بعض الناس، حين يرحلون، لا يغادروننا حقًا، بل يبقون فينا، في تفاصيلنا الصغيرة،
في الأشياء التي لا نبوح بها لأحد.
لن أكون بقربك، لكنني سأبقى هناك…في زاويةٍ ما من قلبك، في الأماكن التي عرفتني بك.
وصدقني…هذا ليس رجاءً، ولا وداعًا دراميًّا، بل يقينٌ… لا يغادرني.

16‏/02‏/2025

أبحث عنك...

أبحث عنك في أشيائي القديمة، في دفاتر مضى عليها العمر، في رسائل لم تكتمل، وصور باهتة الحنين.
أفتّش عنك في طرقات ذاكرتي، بين المواقف التي مرّت بنا، بين ضحكة كنتُ فيها حيّة، ولمسة… ما زالت ترتجف على أطراف روحي.
كنتَ البداية...وفيك، انتهت كل الطرق.
حاولت أن أتجاوزك، أن أملأ فراغك بصخب الآخرين،
أن أعلّق قلبي على مشجب النسيان.
لكن… لم أستطع.
كلما ظننت أنني اقتربت من النسيان، تعود في تفاصيل صغيرة، في رائحة قهوة، في لون سماء، أو حتى في اسمك حين أنطقه وحدي، وأسمع صوتك داخلي.
لا أدري…أأحبك؟
أم أنني أُحبّ ما كنتُ عليه معك؟
كل ما أعلمه…أنني حين أبحث عنك، أجدني.

15‏/02‏/2025

"وتكون أنت..."

وتكونَ أنت... لا أحدَ سواك.
لا تكرارك في الوجوه، ولا في الحكايات،
تكون حُبي الذي لم أطلبه،
وحدثي الذي لم أرتّب له،
تكون دهشتي التي لا تُفسَّر،
وانبهاري الوحيد في عالمٍ فقدَ بريقه.

تكون المعنى حين تتعطّل اللغة،
وتكون الصمتَ الذي لا أملُّه،
والصوتَ الذي لا يشبه سواه.

معك… لا أحتاجُ إلى دليلٍ على وجود المعجزة.
فأنت الدليل.
ولا أحتاجُ إلى مقارناتٍ لأدرك ندرتك…
أنت لا يُقارن بك شيء.

كنتُ قبلكَ أظنُّ أن العالم واسع،
ثم جئتَ أنت…
فصار كلّ اتّساعه محصورًا في قلبٍ واحد.

تكون… ذلك الذي إن نطقتُ اسمه،
شعرتُ أنني أنتمي،
أنني وصلت،
أنني، أخيرًا… في الوطن.

14‏/02‏/2025

"كنت أهرب منك إليك"

لم أكن أطلب الكثير... فقط أن تفهمني.
كنتُ أراك الحلم الذي تأخّر، الرجل الذي جئتُ إليه بكامل قلبي، دون حذر، دون شروط.
أحببتك على طريقتي، بصمتي حين تغضب،
بقلقي حين تغيب، بحناني حين لا تطلبه.
لكنني لم أجد منك إلا الفُتور، وكأن وجودي صار عادة، وكأن قلبي… تفصيلة لا تُهم.
عاتبتك كثيرًا بداخلي، في صمتي كان هناك ألف سؤال، لماذا لا تسأل إن كنتُ بخير؟
لماذا لا تلاحظ تغير نبرتي، تَقلُّب يومي، ارتباك ضحكتي؟
كل ما كنتُ أريده…أن تشعر بي، أن تحتويني حين لا أقول شيئًا، أن تُدرك أن القسوة ليست قوتي، بل دفاعي الأخير عن هشاشتي.
كنتُ أهرب منك إليك، وأرجوك دون أن أنطق،
أن تُمسكني وأنا أسقط منك ببطء.
لم أطلب أن تكون كاملاً، كنتُ فقط أريدك أن تكون حاضرًا…أن تلمح الحزن في عيني قبل أن أشتكي، أن تمسح عني الغُربة بصوتك.
لكنك كنتَ بعيدًا جدًا، حتى وأنا بين يديك.
وأسوأ ما في الأمر، أنني لم أعد أملك قلبًا يثور عليك، ولا كبرياء يصدّك، ولا حيلة تنقذني من هذا التورّط.
كنتُ أريدك لي… فقط لي، وها أنا الآن، أقولها لك بنبرة متعبة:
أحببتك كثيرًا…
لكنك لم تكن جاهزًا لامرأة تُحب بهذا القدر.
#مها_العباسي

13‏/02‏/2025

"يومٌ نترك فيه أسلحتنا على الباب"

أحبّه وكأنني سقطت من السماء على صدره،
ثم لم أعد أعرف طريق العودة.
أحبّه كأنني مرآة مكسورة، كلّ ما يرى نفسه فيّ… يُصاب بخدشٍ جديد.
لم يكن حبي له اختيارًا، بل انزلاقًا لا إراديًّا نحو النار، حريقٌ أُطفئه بدموعي، ثم أُشعله من جديد بنظرة واحدة منه.
في داخلي امرأتان…واحدةٌ تقف على قدميها وتقول: "لا يليق بكِ هذا الوجع."
وأخرى تركع على ركبتيها وتهمس: "لكنّه كل ما تبقّى لي من الحياة."
أنا لا أستطيع أن أؤذيه، لكنّي أيضًا لا أعرف كيف أحميه منّي.
كل ما فيّ متضارب، قلبي يُقبّله، وعقلي يُحذّره،
روحي تشتهي دفء يديه، لكن كبريائي لا يتعلّم الركوع.
إنه رجلٌ لا يُشبه أحدًا، كأن داخله حربًا لم تنتهِ…كأنّه غابة مليانة فخاخ، وأنا…أحببت كلّ تلك الفخاخ، وابتسمت وأنا أسقط فيها.
أودّ يومًا لا نُعاتب فيه، لا نكسر بعضنا بالسكوت ولا بالكلمات، يومًا نترك فيه أسلحتنا على الباب،
وندخل بعضنا بقلوبٍ عارية.
أحبه… لا، أتنفّسه.
ولا يُمكن للمرء أن يختار أن يتوقّف عن التنفّس،
حتى لو كان الهواء مشبعًا بالدخان.

#مها_العباسي

12‏/02‏/2025

"لا أفتقدك لأنك كنتَ… بل لأنك ما زلتَ"

أنا لا أفتقدك لأنك كنتَ هنا، بل لأنك، بطريقةٍ ما، ما زلتَ تسكنني.
أراك في انعكاس زجاج النوافذ، في ظلّ كوب القهوة، في نبرة أغنية قديمة لم أعد أسمعها… لكنها تعيش في داخلي.
لم أعد أبكيك.
انتهت تلك المرحلة.
صرنا نلتقي في أماكن لا يراها أحد، في الذاكرة، حين تمرُّ فجأة، في نبضة لا تفسير لها، في اسمٍ يمرّ في حديثٍ لا علاقة لك به.
ما عدتُ أبحث عنك، لكنني كثيرًا ما أجدك.
كأنّك مررت في قلبي يومًا، ونسيتَ أن تغلق الباب خلفك.
أحيانًا… أكرهك على هذا التسلل، وأحيانًا… أغفر لك، لأني أفهمه.
اشتياقي إليك ليس له صوت، لكنه يملأ رأسي كضجيج خفيف لا ينتهي، لا يُسمع، لكن يُشعر.
يُوقظني في منتصف الليل على صورة وجهك،
ويتركني أحدّق في الفراغ، كمن فقد شيئًا لا يُسترد.
أشتاق… لكنني لا أرجو.
أحنّ… دون أن أضعف.
أذكرك… دون أن أعود.
فقط، أمارس اشتياقي كعادةٍ خفية، كطقسٍ بيني وبين قلبي، كأنني أزور قبرًا قديمًا دون أن يراني أحد.
لم أعد أملك حق الحديث عنك، لكنني أملك هذا الصمت الموجع، وهذا الحنين الذي لم يُصَبْ بالشيخوخة بعد.
وأظن…أنك تعرف.
حتى وإن لم تسأل.
#مها_العباسي

11‏/02‏/2025

. "الصمت الذي لم يسمعه أحد"

سأرحل وأنا أُخفي في قلبي أنصاف الإجابات…أسئلة ظلّت معلّقة في فضاء قلبي،
ولقاءات كنت أرجو لو كتب لها أن تتم،
وسوء تفاهمٍ صغير… تمنيتُ لو أنّ الوقتَ أنصفني فيه.
سأرحل وأنا أحمل على كتفيّ أمانيَّ التي لم تجد موطئًا في واقعٍ ضاق بها، وسأترك خلفي بقايا أحاديث لم تُقَل،
وصمتًا كان يصرخ داخلي، ولم يسمعه أحد.
كنتُ أرجو لو استطعتُ أن أزرع شيئًا من أملي في قلب أحدهم، أن أترك أثرًا صغيرًا من نور،
أن أقول لأحدهم: تمسّك، فثمة ما يستحق…
لكني خُذلتُ مرارًا حتى تكسّرت الكلمات في حلقي، وأصبح الأمل نفسه… متعبًا من الانتظار.
ورغم كل شيء، لم أتمنَّ سوى حياة يسكنها الحنين، ويُضيئها قلبٌ يُشبهني…لكنني متُّ، وأنا ما زلتُ أرجو، أن تُزهر أمنيةٌ، في غير موسِمها."

#مها_العباسي

10‏/02‏/2025

ما بيننا يتجاوز المعنى

حين ابتسم لها وقال:
"أنتِ التي استطاعت ان تنتشلني من حزني…
أنتِ وحدك من أحتاج إلى حضنها حين تُرهقني الأيام وتُثقلني الحياة."
نظرت إليه بعينين يملؤهما الصدق واليقين، وقالت:
"وأنتَ الرجل الوحيد الذي استطاع أن يحتويني…
الرجل الذي فهم جنوني، واحتمل هدوئي، واستوعب فوضى مشاعري…
أنتَ الوحيد الذي جعلني أحتاج لأن أكون بين ذراعيه، لا لشيء… سوى لأنني هناك… أشعر أنني بخير."
في تلك اللحظة…
أدرك كلاهما أن ما بينهما شيء مختلف…
شيء لا يمكن للكلمات أن تصفه، ولا للمعاني أن تحيط به.

هي مختلفة عن كل النساء اللاتي عرفهن…
وهو مختلف عن كل الرجال الذين مروا في حياتها.

ما بينهما حالة لا تتكرر…
عشق له ملامحهما الخاصة…
لغة لا يتحدثها سواهما…
وصمت يتجاوز آلاف الكلمات.

#مها_العباسي

08‏/02‏/2025

"ما عدتُ أرجو سوى السكينة"

لم أعد أبحث عن انتصارات كبرى، ولا عن معارك لأثبت فيها شيئًا لأحد. كل ما أتمناه الآن هو حياة هادئة، بلا جلبة، بلا خصام، بلا قلوب متأهبة للخذلان. أريد أن أكون مع من يفهم أني تعبت… تعبت من الأبواب التي تُغلق، من الوجوه العابسة، من العلاقات التي تُنهكني بدل أن تَسكنني.

أبحث عن أشخاص لا يرحلون عند أول منعطف، لا يلوّحون بالغياب كأن الرحيل ورقة ضغط، لا يتقنون فنون العتاب ولا يهوون طقوس اللوم، أشخاص يرونني كما أنا، دون محاولات لتعديلي أو إصلاحي، يتقبلونني بمزاجي المتقلب، بضعفي، بقوتي، بكل ما فيّ من تشققات وتجاعيد خذلتني الأيام بها.

اتعبني الركض خلف أحلام تتبخر، ومن محاولات اللحاق بقلب لم يعد يركض إلا على مضض. لا أطلب الكثير، فقط بعض الراحة من السعي المستمر، قليل من الطمأنينة في حضرة بشر يختارون البقاء طواعية، لا لأنهم مجبرون.

لا أعلم متى فقدت شغفي، متى أصبحت أرى الدنيا بلا لون ولا طعم، كل ما أعلمه أني الآن أتوق للسكينة… أتوق لأن أجلس يومًا على مقعد خشبي يطل على البحر، أراقب الموج وهو يتنفس، وأبتسم بهدوء كأنني أقول لنفسي: "لقد انتهى كل شيء… أخيرًا… استراح قلبي."

#مها_العباسي

07‏/02‏/2025

"لا يفصلني عنك شيء… سوى أنت"

لا تفصلني عنك المسافات، لكنّ حضورك في قلبي يفيض عن احتمالي.
تسكنني كأمنيةٍ لم تفارق القلب يومًا، تتسلّل إليّ كهمسةٍ لا تحتاج لصوت، كظلٍّ لا يغادرني… حتى في الضوء.
أشعر بك في صمتي، في تنهّداتي، في تلك الارتجافة الخفيفة بين نبضتين.
ولو أن قلبي استطاع أن يبوح، لكتب اسمك ألف مرّة بلا حروف…لكتبك قصيدة لا تُقرأ بالعين، بل تُحسّ بالقلب، كأنها حياةٌ أُخرى داخلي، تهمس لك باعترافٍ صغير:
"أنتَ كلّ الأمان… وكلّ الأحلام."
فلا تُمارس الغياب، فغيابك لا يزرع فيّ الشوق…
بل يسرقني منّي.
#مها_العباسي

06‏/02‏/2025

"غياب مؤجل"

لم نُجيد الفِراق يوما
عشناه كمن يُنتزع من صدره شيء لا يُنتزع،
نترك بعضنا على مهل، خشية أن ننكسر تمامًا.
نتراجع خطوة بخطوة، وقلوبنا تنادي: "لا تفعل…"
كأننا نغوص في الغياب، وأيدينا ممدودة، لكن لا أحد يُمسك.
لم نُغلق الأبواب، فقط توقفنا عن الدخول.
لم نقُل وداعًا، لكننا صمتنا طويلًا… حتى نسينا الأصوات.
في كل مرة نفترق، نترك خلفنا أشياء صغيرة:
فنجان قهوة بارد، بقايا سجائر في منفضة منسية، رسالة لم يُكتَب لها رد، وأغنية نعرف أن لحنها موجع.
كنا نحاول أن نفهم:
لماذا نبتعد رغم كل هذا الحب؟
لكن الحب وحده لم يكن كافيًا لك، ولا التعبير عنه كان سهلاً.
وفي النهاية… لم يصرخ أحد، لم يُغلق الباب،
فقط ابتعدنا… وتراجعنا حتى غاب كل منا في ظلّه.
لكننا لم نحكم الغياب، تركنا مسافة صغيرة… تكفي لأن يعود أحدنا، فينتبه الآخر… وربما يبدأ من جديد.
#مها_العباسي

05‏/02‏/2025

"كان يجب أن أختارك… لا أن أهرب"

لم تكن يومًا بهذا القُرب...كنتَ أمامي، تناديني بصمت، تمدّ يدك نحوي، وعيناك تهمسان لي: "أنا أمانُك."
شعرتُ آنذاك أن الدنيا قد رقّت لقلبي أخيرًا، وأن الحُلم الذي انتظرته عُمرًا بأكمله، قد أتى يمشي إليّ.
لكنني شعرت بالخوف...الخوف من أوجاعي، من ندوب تملئ روحي وجسدي، من جرح لم يندمل بعد.
ارتجف قلبي، وتجمّدت خُطاي، كأنني لم أعد أُصدق أن الفرح يمكن أن يطرق بابي حقًّا.
كم تمنّيتُ أن أُلقي بكل شوق السنوات الماضية في حضنك، لكنّ الخوف انتصر.
فاخترتُ الهروب.
رفضتُ ما حلمتُ به طويلًا، وتركتُ اللحظة ترحل، وأنا أعلم أنني أُضيّعها بيدي.
ومنذ ذلك اليوم… وقلبي لم يُسامحني.
أشتاق، وأتألم، وأتمنّى…أتمنّى لو تعود اللحظة إليّ، ولو لثوانٍ، لعلّي أستطيع حينها أن أضمّك بلا تردّد، أن أهمس لك:
"كنتُ تائهة، لكنّك كنتَ الحقيقة الوحيدة التي لم يكن ينبغي لي أن أهرب منها."
تمنّيتُك في كل لحظة من عُمري…وإن كان للزمان قلب، وإن كان في قلبه شيء من الرحمة،
فلربّما يُعيدك إليّ.
ولعلّي، إن عاد بي الزمن، سأختار هذه المرّة من قلبي، لا من خوفي.
سأختارك…سأختار حضنك.
#مها_العباسي

04‏/02‏/2025

"أراك بعينيّ… ولعينيّ رأيٌ آخر

أتعلم؟
يقولون إنك كبرت… إن هناك شعيرات بيضاء تناثرت هنا وهناك، وإن الأيام أثقلت كتفيك.
لكنني حين أنظر إليك، لا أرى فيك سوى ذاك الفتى الذي عرفته يومًا…
لم يتغير، لم يكبر، ولم تلمسه السنوات.

دعني أقترب…
دعني ألمس تلك الشعيرات البيضاء، لا لأعدها، بل لأهمس لها:
"كنتِ شاهدة على نقاء روحه… على حبه الذي لم يخن، وعلى قلبه الذي ظل هنا."
أتعلم؟
في عيني، لم يمضِ بك الزمن…
في قلبي، ما زلت كما أنت… كما كنت… كما ستظل.
هم يحسبون العمر بالأيام والسنين…
أما أنا، فأحسبه بنبضك حين تبتسم، وبصوتك حين تناديني.
هم يرونك رجلاً أثقله الزمن…
وأنا أراك طفلًا صغيرًا يحتاج حضني… يركض إلى قلبي كأنه بيته الأول والأخير.
ابق كما أنت…
شابًا يسكن قلبي، مهما قالوا… ومهما كبرت.
أنا أراك بعيني أنا…
ولعينيّ رأي آخر.

#مها_العباسي

02‏/02‏/2025

"لا تبحث عن حب بل عن وطن"

هي لا تبحث عن رجل يمضي الوقت بجوارها، هي تبحث عن من تمضي معه العمر وكأن الوقت لا يُحسب.
لا تحتاج لمن يتحدث كثيرًا، بل لمن يفهمها حين تصمت، يقرأ ملامحها حين تخفي، ويمسك يدها حين تتظاهر بالقوة.

المرأة تُفتن برجلٍ لا يُجيد الغياب، لا يتقن التخلي، لا يجعلها تشك في قيمتها كلما اقترب.
هي لا تطلب المستحيل… فقط تطلب من يبقى حين يتغير كل شيء، من يحتضن قلقها ولا يهرب من دموعها، من يرى في عيوبها ملامح تستحق الحب لا أسباب للهروب.

المرأة تشتاق لرجل يطمئنها دون وعود، يحميها من نفسها قبل أن يحميها من العالم، يراها جميلة حين تتعثر، وقوية حين تنهار، وكافية دائمًا كما هي.

هي لا تفتح قلبها بسهولة، لكنها تمنحه بالكامل حين تشعر أنها أمانه بين يدي رجل يُدرك أن أعظم الحكايات تلك التي تبنى على الاحتواء لا على الوعود.

هي لا تريد حبًا يملأ الفراغ، بل تريد رجلًا يكون وطنها حين تغترب عن كل شيء، من تكون معه كما لم تكن مع أحد.

#مها_العباسي

01‏/02‏/2025

"ظلٌ قديم… لا يُمحى"

أعرفك كصوتٍ مألوف في أعماقي، كظلٍ قديمٍ مرّ بي كثيرًا، وترك في روحي أثرًا لا يُمحى.
كلما لمحك قلبي، مال إليك كأنه يعود إلى بيته الأول.
ولو انقضى الزمن، لن تُمحى من ذاكرتي رعشة اللقاء الأول، ولا دفء الحديث العابر الذي حمل بين سطوره حبًا أكبر من الكلام.
كنتَ الأمان حين خافت روحي، والسكون حين ضجّ كلّ ما حولي.
ذلك النقاء الذي لا تمنحه الأيام إلا مرّة واحدة،
وكانت تلك المرة… معك.
ما كان بيننا، لم يكن مرورًا عابرًا ولا حكاية مكررة.
كان حبًا كُتب بلغة لا يفهمها سوانا، حكاية خُلقت لتظل، ولو انتهت…لا تُنسى.
#مها_العباسي