05‏/02‏/2025

"كان يجب أن أختارك… لا أن أهرب"

لم تكن يومًا بهذا القُرب...كنتَ أمامي، تناديني بصمت، تمدّ يدك نحوي، وعيناك تهمسان لي: "أنا أمانُك."
شعرتُ آنذاك أن الدنيا قد رقّت لقلبي أخيرًا، وأن الحُلم الذي انتظرته عُمرًا بأكمله، قد أتى يمشي إليّ.
لكنني شعرت بالخوف...الخوف من أوجاعي، من ندوب تملئ روحي وجسدي، من جرح لم يندمل بعد.
ارتجف قلبي، وتجمّدت خُطاي، كأنني لم أعد أُصدق أن الفرح يمكن أن يطرق بابي حقًّا.
كم تمنّيتُ أن أُلقي بكل شوق السنوات الماضية في حضنك، لكنّ الخوف انتصر.
فاخترتُ الهروب.
رفضتُ ما حلمتُ به طويلًا، وتركتُ اللحظة ترحل، وأنا أعلم أنني أُضيّعها بيدي.
ومنذ ذلك اليوم… وقلبي لم يُسامحني.
أشتاق، وأتألم، وأتمنّى…أتمنّى لو تعود اللحظة إليّ، ولو لثوانٍ، لعلّي أستطيع حينها أن أضمّك بلا تردّد، أن أهمس لك:
"كنتُ تائهة، لكنّك كنتَ الحقيقة الوحيدة التي لم يكن ينبغي لي أن أهرب منها."
تمنّيتُك في كل لحظة من عُمري…وإن كان للزمان قلب، وإن كان في قلبه شيء من الرحمة،
فلربّما يُعيدك إليّ.
ولعلّي، إن عاد بي الزمن، سأختار هذه المرّة من قلبي، لا من خوفي.
سأختارك…سأختار حضنك.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق