17‏/02‏/2025

"وإن فرّقتنا الأيام..."

وإن افترقنا…وإن صارت بيننا المسافات جبالًا وبحارًا، فأنا على يقينٍ بأنك ستتذكرني.
ليس بالضرورة أن تتذكر اسمي، أو ملامحي كما كانت،
لكنك ستتذكرني شعورًا…حين تلمح في ضحكةٍ عابرة شيئًا من ضحكتي، أو تسمع صوتًا يهمس لك: "اعتنِ بنفسك"، بنفس اللطف الذي كنتُ أقولها به.
ستتذكرني حين تبرد قهوتك لأنك انشغلت بأحاديثي،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نحبّها، أو تمشي في طريقٍ اعتادت أن تلتقي فيه خطواتنا.
ستتذكرني حين يتسلّل إليك الحزن، ولا تجد من يفهم صمتك…فتتذكر أنّني كنت أقرأ وجعك في عينيك،
قبل أن تبوح به.
وحين تضحك على نكتةٍ باهتة، لكنك تشعر داخلك بأنها كانت تُضحكني ذات يوم…ستشعر بي.
ستتذكرني حين تمرّ عليك رائحةُ عطرٍ كنت أحبّه عليك،
حين تشهد غروب الشمس، وتتسلّل إليك الوحدة في ليلةٍ باردة.
حينها ستدرك…أنّ بعض الناس، حين يرحلون، لا يغادروننا حقًا، بل يبقون فينا، في تفاصيلنا الصغيرة،
في الأشياء التي لا نبوح بها لأحد.
لن أكون بقربك، لكنني سأبقى هناك…في زاويةٍ ما من قلبك، في الأماكن التي عرفتني بك.
وصدقني…هذا ليس رجاءً، ولا وداعًا دراميًّا، بل يقينٌ… لا يغادرني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق