12‏/02‏/2025

"لا أفتقدك لأنك كنتَ… بل لأنك ما زلتَ"

أنا لا أفتقدك لأنك كنتَ هنا، بل لأنك، بطريقةٍ ما، ما زلتَ تسكنني.
أراك في انعكاس زجاج النوافذ، في ظلّ كوب القهوة، في نبرة أغنية قديمة لم أعد أسمعها… لكنها تعيش في داخلي.
لم أعد أبكيك.
انتهت تلك المرحلة.
صرنا نلتقي في أماكن لا يراها أحد، في الذاكرة، حين تمرُّ فجأة، في نبضة لا تفسير لها، في اسمٍ يمرّ في حديثٍ لا علاقة لك به.
ما عدتُ أبحث عنك، لكنني كثيرًا ما أجدك.
كأنّك مررت في قلبي يومًا، ونسيتَ أن تغلق الباب خلفك.
أحيانًا… أكرهك على هذا التسلل، وأحيانًا… أغفر لك، لأني أفهمه.
اشتياقي إليك ليس له صوت، لكنه يملأ رأسي كضجيج خفيف لا ينتهي، لا يُسمع، لكن يُشعر.
يُوقظني في منتصف الليل على صورة وجهك،
ويتركني أحدّق في الفراغ، كمن فقد شيئًا لا يُسترد.
أشتاق… لكنني لا أرجو.
أحنّ… دون أن أضعف.
أذكرك… دون أن أعود.
فقط، أمارس اشتياقي كعادةٍ خفية، كطقسٍ بيني وبين قلبي، كأنني أزور قبرًا قديمًا دون أن يراني أحد.
لم أعد أملك حق الحديث عنك، لكنني أملك هذا الصمت الموجع، وهذا الحنين الذي لم يُصَبْ بالشيخوخة بعد.
وأظن…أنك تعرف.
حتى وإن لم تسأل.
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق