لم يكن وداعًا...لم تُغلَق الأبواب، لم نصرخ، لم نكسر شيئًا،
لم نترك رسائل غاضبة خلفنا.
فقط... توقفنا.
كأن شيئًا ما انكسر بصمت، كأننا نسينا كيف نقترب،
وكيف نُمسك بحديثٍ بسيط دون أن ينفلت منا.
لا أحد علّق على الغياب.
لا أنت قلت "أرحل"، ولا أنا قلت "ابقَ".
كأننا اكتفينا بالنظر الطويل، ثم مشى كلٌّ منّا في الاتجاه المعاكس، دون أن نلتفت، لا لأننا أقوياء، بل لأننا كُنّا خائفين أن نرى في عيون الآخر الحقيقة التي لم نملك الشجاعة لمواجهتها.
هناك حكايات لا تنتهي، ولا تبدأ من جديد، بل تظل معلّقة في الهواء…كغصةٍ لم يُبلَع ريقها بعد، كجملة نعرف نهايتها، لكننا لا نجرؤ على كتابتها.
أنا لا ألومك.
ولا ألوم نفسي.
لكنني أتساءل، حين يخفت الضجيج من حولك،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نُحبّها، أو ترى كوب قهوةٍ يُشبِه ما كنتُ أعدّه لك...هل تتذكّرني؟
ولو للحظة؟
وهل تفكّر: "لماذا لم أعد هناك؟"
كما أفكّر أنا: "لماذا لم أبقَ؟"
ربما لا نحتاج وداعًا صارخًا…ربما نحتاج فقط… شجاعة التراجع خطوة، وشجاعة أكثر... للاعتراف أننا لم نُرِد الرحيل أصلًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق