منذ أن غادرت…وأنا أتعلّم كيف أرمم اليوم دون أن أُخطرك.
أعدُّ القهوة وحدي، ولا أضع السكر.
لم أعد أتلعثم حين يسألني النادل إن كنتُ سأطلب لشخصين.
أومئ برأسي بثبات، وأقول: "واحد فقط."
وأتذكرك، دون أن أهرب من الذكرى.
أعدتُ ترتيب الغرفة، نقلتُ الكرسي الذي كنتَ تحبّه… إلى الزاوية الأخرى، لكن ظلك ما زال جالسًا عليه، بعناد.
أصبحتُ أخرج أكثر، وأجرب طرقًا لم نمرّ بها معًا، أحاول أن أكتشف ما إذا كان الطريق جميلًا حقًا،
أم لأنه كان بك مزدحمًا.
لم أعد أكتب لك، لكني أكتب كثيرًا… عنك، عن كيف يذبل الحنين دون أن يموت، عن لحظات كانت نصفَها فرح، ونصفَها غصة.
أتعلم؟
أنا لم أتخطّك…لكني أعيش دونك بشكلٍ يشبه البقاء.
وكل ليلة، حين أطفئ النور، أسأل نفسي سؤالًا واحدًا، بصوتٍ منخفضٍ كأنه صلاة:
هل نجا أحدنا من الآخر فعلًا… أم أننا نتهجّى الحياة من بعدنا فقط؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق