كان كلّ شيء عاديًّا…حتى التفتُّ، فرأيتك.
لا شيء في العالم توقّف، الضوء ظلّ كما هو،
والمارّة لم يلحظوا شيئًا، لكن قلبي؟
كأنّه ارتطم بشيء لم أفهمه بعد.
مضيتَ…كما جئتَ، بلا وعد، بلا صوت، لكنّك تركتني ممتلئة بك، كأنّك نثرت حضورك داخلي دون أن تلمسني.
منذ ذلك اليوم، أبحث عنك في الملامح العابرة،
في الضحكات التي تشبه ضحكتك، في نغمة صوتٍ تأتي من بعيد وتشبهك قليلًا…أحنّ إليك،
وأنا أعلم أن الحنين لا يستدعي الغائب، لكنّه يربّت على قلب المنتظر، يقول له: "ما زالت هناك فرصة، لا تفقد رجاءك."
أنا لا أعدّ الأيام التي مرّت، لكنّي أعدّ اللحظات التي تمنّيتك فيها، كلّ نبضة خذلتني لأنّك لم تكن فيها، كلّ مساء أغمضت فيه عينيّ ورأيتك… كما أحب أن تكون.
أحيانًا، لا نحتاج لعودة الذين مضوا، بل نحتاج لنسخة جديدة من الحياة، تشبههم في الحنان،
تفهمنا دون كثير شرح، وتبقى.
أنا لم أُغلق الباب بعد، لكنّني تعلّمت أن لا أبقى خلفه أنتظر، سأمشي، على مهل، فإن كان في القلب صدق، سيجمعنا الطريق… دون أن نبحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق