08‏/02‏/2025

"ما عدتُ أرجو سوى السكينة"

لم أعد أبحث عن انتصارات كبرى، ولا عن معارك لأثبت فيها شيئًا لأحد. كل ما أتمناه الآن هو حياة هادئة، بلا جلبة، بلا خصام، بلا قلوب متأهبة للخذلان. أريد أن أكون مع من يفهم أني تعبت… تعبت من الأبواب التي تُغلق، من الوجوه العابسة، من العلاقات التي تُنهكني بدل أن تَسكنني.

أبحث عن أشخاص لا يرحلون عند أول منعطف، لا يلوّحون بالغياب كأن الرحيل ورقة ضغط، لا يتقنون فنون العتاب ولا يهوون طقوس اللوم، أشخاص يرونني كما أنا، دون محاولات لتعديلي أو إصلاحي، يتقبلونني بمزاجي المتقلب، بضعفي، بقوتي، بكل ما فيّ من تشققات وتجاعيد خذلتني الأيام بها.

اتعبني الركض خلف أحلام تتبخر، ومن محاولات اللحاق بقلب لم يعد يركض إلا على مضض. لا أطلب الكثير، فقط بعض الراحة من السعي المستمر، قليل من الطمأنينة في حضرة بشر يختارون البقاء طواعية، لا لأنهم مجبرون.

لا أعلم متى فقدت شغفي، متى أصبحت أرى الدنيا بلا لون ولا طعم، كل ما أعلمه أني الآن أتوق للسكينة… أتوق لأن أجلس يومًا على مقعد خشبي يطل على البحر، أراقب الموج وهو يتنفس، وأبتسم بهدوء كأنني أقول لنفسي: "لقد انتهى كل شيء… أخيرًا… استراح قلبي."

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق