كلُّ الأيّام تمضي…
تنساب كالماء بين الأصابع، لا شيء منها يستوقفني طويلًا، تمضي كما لو أنّها تعِد بالنسيان، وتفي بوعدها دائمًا…إلّا ذلك اليوم.
ذاك اليوم…ما زلتُ عالقةً فيه، كأن الزمن قرّر أن يتوقف بي عنده، كأنّه اختار أن أُسجَن في تفاصيله الدقيقة، في صوته، في صمته،
في النظرة التي لم تقل شيئًا… لكنها قالت كلّ شيء.
كلّ ما حولي تغيّر، الوجوه، الطرقات، فصول السنة، كلّها تعاقبت، تكرّرت، وتجاوزتني،
لكنّني ظللت هناك، في اللحظة التي تشبّثت بقلبي، في النبضة التي خذلتني حين أردت أن أبدو أقوى.
أتظاهر بالعبور، أُقنع نفسي أنّني اجتزت ذلك اليوم كما يجتازه الجميع، لكن الحقيقة أنني تركت شيئًا منّي هناك، بل ربما تركتني كلّي.
ما زلتُ أعود إليه كلّما أغلقتُ عيني، ليس لأنّه كان الأجمل، بل لأنّه كان الأصدق، اليوم الوحيد الذي شعرت فيه أنّني حيّة تمامًا…ثم ميتة تمامًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق