14/03/2025
نحن لا نُشفى ولكن نعود
بقلم
مها العباسي
كان يحمل تعبًا لا يُقال، وأحمالًا لا يراها أحد.
يتحرك بين الناس كأنه معهم، لكنه بعيد… بعيد جدًا.
كل من حوله يظن أنه بخير، لكن الحقيقة أنه لم يكن بخير يومًا.
لم يفهمه أحد، لا عائلته ولا أصدقاؤه، حتى هو كان غريبًا على نفسه.
في عينيه أسرار كثيرة…
اندفاع لا يُروَّض، وحزن يشبه ابتسامة عابرة.
رقيق رغم قسوته، هشّ رغم ما يبدو عليه من صلابة.
هناك أرواح نرتاح بقربها قبل أن نعرفها…
أرواح تُسكننا، لا تحتاج إلى كلام أو لقاء.
أحيانًا يكون الأقرب هو الأبعد، وأحيانًا يسكنك شخص لم تلمسه يدك يومًا.
أنا وهو بيننا رباط لا ينفك…
حب يشبه الحبال المشدودة… قد تهتز لكنها لا تنقطع.
كل خلاف يُقرّبنا… كل فُراق يُعيدنا أقوى.
كأن أصابعي خُلقت لتُكمل أصابعه…
كأن الفراغات بين يدي تنتظر أن يسكنها.
هو ليس كأي أحد، لا يُشبه أحد، لا يُكرَّر.
حبنا لا يشبه القصص العادية…
إنه حب يمضي عكس التيار، يصرّ أن يبقى… مهما حدث.
أنا لم أبحث عنه… لم يبحث عني ولكن القدر وجدنا.
لم أختره… لكنني انتميت إليه.
كل شيء كان يبدو كصدفة… لكنه صار قدري.
هو ابتلائي الجميل… واختياري الوحيد.
نحن لا نهرب… نحن نعود في كل مرة كأننا نُضيء بعد انطفاء.
بريق مختلف… أهدأ… أصدق… أنقى… وأعمق.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق