19‏/03‏/2025

"على قيد الحب… رغم الغياب"

بعض الغياب لا يُبعدنا كما نظن، بل يمنحنا اقترابًا من نوع آخر؛ اقترابًا يجعلنا نُدرك، في لحظات الصمت والتأمل، أننا لا نملك رفاهية الفراق، وأن قلوبنا ما زالت تتشبث ببعضها رغم المسافات.

ما زالت الحياة تسري في عروقنا، نعم، وما زلنا ننهض كل صباح ونواصل الطريق، لكن الحياة نفسها توقفت عن الجريان في أرواحنا. هناك شيء مفقود… تلك اللمسة التي تُعيد للروح نبضها، تلك النظرة التي تمنحك الشعور بأنك ما زلت على قيد الحياة حقًا.

إنه الغياب المؤلم الذي يتركك عالقًا بين اللهفة والقلق، بين الحنين والتساؤلات التي لا تنتهي. ذلك الغياب الذي يدفعك لتتلمس الثواني التي انقضت، لتعيد استدعاء الكلمات والدموع والضحكات، فقط لتتأكد أنها كانت يومًا حقيقية.

هو الغياب الذي يمزقك بين شوق لا يُحتمل وألم لا يُطاق، فتفرّ إلى ذكريات خافتة، إلى ابتسامات قديمة ما زالت تعيش في زوايا روحك، تتشبث بها لتمنحك قليلًا من الدفء… وتبقى هناك، بين تلك الذكريات، تحتمي بها كأنها وطنك الأخير.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق