إليك، رغم الغياب الطويل... ما زلت تسكنني كما لو أنك لم ترحل.
لا أكتب لك لتعود، ولا أطلب شيئًا، فقط هناك شيء في داخلي يضيق بي...
شيء يصرخ بصمت، وكلما حاولت كتمه، خنقني أكثر.
الفراغ الذي تركته ليس غيابًا عاديًا...
هو فجوة في الروح، كأنك حين غادرت، تركت الباب مواربًا، فدخلت منه كل الرياح، وكل الوحدة، وكل الأسئلة التي لا إجابة لها.
مازلت أصدق القلوب، لا الأيدي...لأن الأيدي تتعب، تتغير، ترتجف، لكن القلب إن أحب بصدق، لا يتراجع... لا يخذل.
ليتنا كنا حكاية في يد من يريد لنا الحياة لا النهاية، من يرى فينا النجاة ...
لكن في كل مرة تختار الابتعاد، أفهم أنك لم ترني يوما كما رأيتك أنا.
أفهم أنني لم أكن خيارك... فقط احتمالًا كنتَ تخشى أن يتحقق.
تعبتُ من محاولات الفهم، من التبرير، من التظاهر بأنني لا أشعر، حتى أصبحت لا أدري إن كانت هذه المشاعر تخصّني فعلا، أم صارت غريبة عني.
كأن قلبي يختنق، لكنني لا أصرخ.
كأن كل شيء بداخلي ينطفئ بصمت.
أنت لست عابرًا...أنت تفاصيل محفورة في صوتي حين يرتجف، وفي نظراتي حين أهرب من ذكرياتى معك، وفي دموعي التي لا تسقط، لكنها تحرق.
لا أكتب لك لتعود، ولا أعاتبك...
أنا فقط أُفرغ قلبي، لأني لم أعد أحتمل ثقل ما تركته بقلبي.
أنا بخير، أو هكذا أُقنع نفسي...
لكن الحقيقة؟
أنك كنت الجزء الأنقى، والأكثر صدقًا في قلبي.
وغيابك...ما زال يؤلمني كأنك رحلت الآن.
أنا الآن امرأة لم تعد كما كانت، لكنها ما زالت تتذكرك بصمت، دون أن تنتظر شيئًا.
#مها_العباسي
#رسائل_لم_ترسل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق