04‏/03‏/2025

رسالة إلى الذي لم يأتِ أبدًا


إلى الذي انتظرته طويلاً، إلى الذي رسمتُ ملامحه من فراغ، ومنحتُه اسماً في دعائي،
وصوتاً في خيالي…إليكَ، أيها الغائب الذي لم أعرفه، ولم يأتِ.
ما زلتُ أترك مكانا فارغا لكَ كل ليلة، وأُبعد أسئلتي جانبًا كي لا تُخيفك، وأتظاهر بالقوّة لأبدو جميلة حين تَلقاني، لكنك… لا تجيء.
تأخّرت كثيرًا، حتى خفتُ أنني أنتظرك عبثًا،
وأن العمر الذي أمضيته في انتظارك،
سيعبر بي وحدي.
هل شعرت بي؟
هل اهتزّ قلبك يومًا دون سبب… وكنتُ أنا السبب؟
هل صادفتَ وجهي في ملامح امرأةٍ غريبة،
فشعرتَ بشيءٍ لا تعرف مصدره؟
إن كان كذلك… فقد كنا على وشك اللقاء،
لكنّك التفتَّ لجهةٍ أخرى…ولم تَنتبه.
كنتُ أبحث عنك في كل شيء:
في الأغاني التي تمسّ قلبي، وفي الكتب التي تتحدّث عن العشّاق، وفي المواقف التي تمنيتُ أن تكون فيها إلى جواري.
كنتُ أُعدّ لك الحياة…كأنّك ستأتي غدًا،
أُخفف من حِدّتي، أتعلّم الصبر، أُطيل البقاء، وأتزيّن بالبُعد عن الشكوى، كل ذلك… لأبدو لك بيتًا.
لكنك… لم تأتِ.
فهل يُوجَع القلبُ من شخصٍ لم يعرفه؟
نعم…حين نمنحه أكثر مما أعطانا الواقع،
حين نعلّق عليه خيوط الأمل، حين نحبّه… دون أن يأتي.
وها أنا أكتب إليك، ولم أعرفك، لأخبرك فقط…
أنّ الانتظار لا يصنع حضورًا، وأن الغياب لا يُعوّضه أي خيال.
وإن أتيتَ يومًا، متأخّرًا كما العادة…
فاعلم أنّي لن أسألك "لِمَ تأخّرت؟"
سأسألك فقط:
"هل كنتَ تبحث عني… كما كنتُ أبحث عنك؟"
فهناك امرأة خبّأتك بين أمنياتها كثيرًا.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق