30‏/03‏/2025

"ما زلت أكتب… حتى تعود"

كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت على أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها القوة. 
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع أنا بخير، استمتع بتلك الوحدة.
قاتلة تلك الوحدة يا صديقي، ألم تدرك خطورتها بعد؟
إنها قاتلة للأحلام وكافية لأن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل. 
أحقًا أنت الآن أفضل؟ 
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء، حتى أنك لم تعد تبالي بنفسك.
تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية، وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه. 
ربما تتخبط بين العديد من الخيارات، أو ربما اخترت أن تظل في حالة من التوقف عن كل شيء. 
انظر خلفك، فلن تستطيع المضي قدمًا دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك. 
امنح قلبك قليلًا من الأمان لينطلق حرًا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتظن أنك تستطيع إقناع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع.
ابحث عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك.
لم تعد عاجزًا عن الرؤية صدقني، فأنت من يحاول أن يغلق عينيه حتى لا يرى. 
أرهقك الطريق يا صديقي، أدرك ذلك جيدًا. أرهقتك الحياة وتركت آثارها على روحك وجسدك، ولكن هل يكون الاستسلام هو الحل؟ 
لا تصدق تلك العبارة التي تخبر بها نفسك بأنه لم يعد هناك أحد بانتظارك، فربما أنت من أغلقت الطرق والأبواب حتى لا يجدك أحد. 
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت أفعل دائمًا، سأبحث عنك بعيدًا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة.
سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدًا لم يستسلم يومًا خيٓال.
#رسائل_مابعد_الغياب
#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق