18‏/04‏/2025

رسائل لا تعرف عنوان 1

عزيزي...
لا أعرف كيف أصبحت جزءًا من أيامي بهذا العمق، ولا كيف صار مرورك في خاطري كفيل يهدّيني وسط زحام الحياة.
أحيانًا أفكر… ما الذي يجعل شخصًا عاديًا يتحول فجأة إلى راحة؟ إلى ملجأ هادي بنلجأ له في صمت، بدون ضجيج، بدون حتى ما نحتاج نقول كتير.
تخيلت لو كنا التقينا في وقت مختلف… مكان بعيد… لا يعرفنا أحد، ولا يضعنا أحد في قوالب جاهزة. هل كنا سنكون أخف؟ هل كنا سنُحب ببساطة دون كل هذه التعقيدات التي نحملها على أكتافنا؟
من فترة، وأنا أرتب أشيائي، أمسكتُ بدفتر قديم… وجدتُ بين صفحاته ورقة كنت قد نسيتها. لم يكن عليها شيء مهم، مجرد كلمات عابرة… لكنها حين سقطت من بين الأوراق شعرت أنها تحملك، تحمل حضورك البسيط الذي يأتي دون موعد، ودون أسباب مقنعة… فقط لأنك أصبحت هناك، في الأشياء الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد.
أحبك كما نحب الأشياء التي نشعر بالأمان بجوارها… ككوب قهوة دافئ في صباح بارد، كضوء خافت في غرفة مزدحمة بالعتمة، كبيت لا يطردك مهما تأخرت.
أحبك كالعادات الجميلة التي لا نمل منها… أحبك كأنك وطن لا يُطلب تصريح دخول إليه.
ابقَ قريبًا… فبعض القلوب لا تليق بها المسافة.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق