ثمة شيء مفقود بداخلها...ربما جزء من روحها، أو لعلها روحها كاملة قد تلاشت.
وحدها كانت تعرف كم عانت، وكم نزفت بصمت عبر سنواتها الماضية.
جلست ذات مساء، تراقب موت قلبها بهدوء،
نظرت حولها، فلم تجد سوى الفراغ.
حاولت ألا تتذكر، ألا تفكر، اشتهت فقدان الذاكرة، فكل الأصوات في رأسها تتشابك وتتعارك بلا رحمة.
تحاول أن تهدئ من روعها قليلًا لتستعيد توازنها.
تحاول البكاء... لكن دموعها انسحبت منها بهدوء قاتل، وتركت خلفها فراغًا باردًا، دموعها عالقة، لا تسقط ولا تريحها.
تستجدي النوم، لكنه يرفضها، يتركها نهبًا لساعات الليل الطويل، تنهشها الأفكار، ويحرقها الحنين.
لم تعد كما كانت، رغم تمسكها بتلك الروح التي توشك على الذبول.
لم تعد تنتمي للحياة، ولا تقترب من الموت،
تقف في المنتصف، تعيش كظلٍ باهت، كامرأة فقدت ملامحها.
وحين وجدت نفسها في عينيك، فقدتها مرة أخرى حين فقدتك.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق